لا إله إلا الله، والحمد لله، والتفويض إلى الله.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
مات -اليوم- العبد الطيب الصالح نحسبه، الشيخ الوالد الحبيب الكبير عبد الله مصطفى، أخو حبيبنا الغالي الشيخ سمير مصطفى، حفظه الله ونفع به.
عرفت الشيخ النبيل -رحمه الله- سنين عددًا، واستفدت بعلمه ودعوته وخلقه.
وأذكر -اليوم- شيئًا عجيبًا وقع له؛ أصيب -روَّح الله روحه وسلَّم ضريحه- منذ سنواتٍ بنزيفٍ في المخ، وعوفي -بعد عمليةٍ كبيرةٍ- منه، لكنه بقي -حينًا من الدهر- لا يضبط كلامه، ولم يكن أهله يُدخلون عليه -صيانةً له- إلا خاصة أحبائه، وكنت -ولله الحمد وبه المنة- منهم، فأشهد بالله أنه ما كان يتكلم -وهو لا يعي يومئذٍ ما يقول- إلا بذكر الله وما والاه، ويحكي أمورًا -في الدعوة إلى الله- عجيبةً.
كان -رفق الله به- رفيقًا رؤوفًا، وكان يصدع بالحق لا يخشى لومة لائمٍ.
ربنا قد صار عبدك عبد الله بن مصطفى؛ إلى ذمتك وحبل جوارك؛ فقه اللهم -وأنت أهل الوفاء والحق- فتنة القبر وعذابه، واغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وثبته -الآن- عند السؤال، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا؛ كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وعامله بما أنت أهله لا بما هو أهله، وارفع درجته في المهديين، واخلفه -في عقبه- في الغابرين، وأفسح له في قبره ونور له فيه، واقسم له من الحظوة والكرامة -عندك- أطيب وأوفى، واترك عليه في الآخرين، واربط على قلوب أهله؛ ليكونوا من المؤمنين، وارزقهم أنعم ما رزقت أولياءك في قضاءٍ مثله، واجمعنا به -راضيًا عنا- في جوارك.