كم في الزوايا خبايا! وكم

كم في الزوايا خبايا! وكم في الناس بقايا!

أولئك الشُّعْثُ الغُبْرُ المساكين، الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا، وإذا حضروا لم يُعرفوا؛ اقدروهم -إذا ظفرتم بهم- حقَّ أقدارهم، وأكرموهم من غير فتنٍ لهم، وابتغوا عند الله سبيلًا بهم؛ فإن فيهم من جُمَلِ الطُّهر ما ليس بغيرهم، وعامتهم مرضيُّون محظيُّون عند ربهم، وكان نبيه -سيدهم- يؤثرهم ويحبهم.

ذكرت هذ المعنى الجليل وأنا أطالع صفحة أخي Zezo Khattab الذي مات اليوم، رحمه الله وغفر له ورضيه وبرَّه ورأف به. صفحةٌ ليس فيها أكثر من ذكر الله والتذكير به، مع ذكر الموت -ويكأنه كان يُحس قربه!- كثيرًا.

حتى السادة الكبار الذين استشهدوا ممن أعرف؛ إن تسَلْني عن القدر المشترك بينهم؛ أُجبْك: هو الغفلة عن نفوسهم. لا أن لها حظًّا عندهم فهم يتجاوزونه، بل لم يكونوا يعرفون أنفسهم -أصلًا- ولا حظوظها.

كلما تذكرت أني كنت أفيد أولاء الضخام شيئًا، وأنهم ينادونني بمجرده: يا شيخ! كلما تذكرت هذا -ويا لَبُؤْسِه- كدت أبصق -هَوْنًا- على نفسي.

اللهم إن عَلِمتني أحبهم، وأوثرهم على غيرهم؛ فأحيني بينهم، وأمتني فيهم، واحشرني مستورًا في ظلالهم، وحاسبني يسيرًا في أكنافهم.

أضف تعليق