“بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ”.
“وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا”.
“لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ .. وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ”.
حقٌّ مقذوفٌ به، وهدىً بنصرةٍ، وحديدٌ في توحيدٍ.
يا صاحبَ الحقِّ الكبيرِ عرفتَهُ ** وبسطتَّهُ في حكمةٍ وأناةِ
وضربتَهُ مثلًا لكلِّ مكابرٍ ** لا يستوي حقٌّ بغيرِ حُماةِ
قال ابن تيمية -رحمه الله-: “قِوام الدين كتابٌ يهدي، وسيفٌ ينصر”.
والرأيُ لمْ يُنْضَ المهندُ دونهُ ** كالسيفِ لمْ تضربْ بهِ الآراءُ
لذلك جمع الله لرسله بين القوتين، فقال فيهم: “أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ”.
كان رشيد رضا -رحمه الله- يقول: “كن قويًّا بالحق؛ يعرف لك حقك كل أحدٍ”.
وفي قول الملك الحق: “وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا”؛ يقول قتادة -رحمه الله- فيما حكاه عنه ابن كثيرٍ -رحمه الله-: “إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- علم ألا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطانٍ، فسأل سلطانًا نصيرًا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله؛ فإن السلطان رحمةٌ من الله جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعضٍ، فأكل شديدهم ضعيفهم”.
والبيتُ لا يُبتنى إلا لهُ عُمُدٌ ** ولا عمادَ إذا لمْ تُرْسَ أوتادُ
فإنْ تجمَّعَ أوتادٌ وأعمدةٌ ** وساكنٌ بلغوا الأمرَ الذي كادوا
لا يصلحُ الناسُ فوضى لا سَرَاةَ لهمْ ** ولا سَرَاةَ إذا جُهَّالُهمْ سادوا
ومن درر أبي حامد الغزالي -رحمه الله- قوله: “والمُلك والدين توأمان؛ فالدين أصلٌ، والسلطان حارسٌ، وما لا أصل له فمهدومٌ، وما لا حارس له فضائعٌ”.