خلي بالك إنه لولا الآلات

خلي بالك إنه لولا الآلات والمعدات التي صارت إليها البشرية لما أغنى عن الرق بالعالم كله شيءٌ
وحسبك من كانوا يجلبون من إفريقيا السوداء لأغراض هذه الآلات سلفًا
هو المقصود الثروة
وبأي وسيلة حصلت فقد حصلت
ولو أن طاقات البشر المستعبدين كانت تفي بأغراض الدولة الحديثة المركبة العظيمة لملأ الرق البر والبحر والجو
وعلى كل حال فقد تطور أمر أولئك المناكيد من استعباد الأفراد إلى استعباد الدول
يعني كل ما حصل هو تغيير صورة الاستعباد
من الفرد إلى الجماعات إلى الشعوب إلى الدول بأسرها
ومن البسيط إلى المركب
ومن الجزئي إلى الكلي
ومن الصوري الظاهري إلى الباطن المستغرق
مع المهارات المؤسسية والخبرات المركبة في تخدير هؤلاء العبدان الذين يصخبون ويزعقون بعبوديتهم وحقهم في الانعتاق منها
لما أراد مؤرخو أمريكا التجمل أمام التاريخ بشأن الهنود الحمر
قالوا إننا لم نقتل سوى مليونين فقط
فقط مليونان
فكفوا عن ضوضائكم أيها المزعجون
ولا تشوشوا على آلة السحق العالمية الهائلة وأنتم تسحقون
كانت مكافأة أي غفير في أي مخفر شرطة إذا جلب للنظام فروة رأس هندي أحمر هي المكافأة
أما عن اغتصاباتهم الجماعية المؤسسية ذكرانا وإناثا فمما يطرق رأس التاريخ خجلا
وكانوا يسمون آباءهم وأمهاتهم الذائبة نفوسهم كمدا بعناصر الشغب
احنا بينا وبين الجاهلية الحديثة دين وعرض ودم ومال وبشر
لذلك نقول في قراءة الدولة كقدر
هم قدر الله المقبول في طواغيت العرب والعجم كبارا وصغارا إذا ظفروا بهم
ومن عجب لا ينقضي أن جمهرة أعمال البشرية العالمية الضخمة ستظل شاهدة إذا شهدت على روعة التفكير الإنساني على خسة نفوس أصحابها
أيضا
ما بنيت كلها إلا على السخرة والاستعباد والسحق
تخيل لما تقوم استراتيجيات على فكرة سحق جنسيات وحضارات!!
جنسيات وحضارات
جنسيات وحضارات
ثم يتهم المسلمون بالدموية
ويأتيك الجهلاء والمنخنقة يتساءلون مرتكسين
ما جوابنا عما يقولون؟!
نيتشه وهيجل واللي قبلهم واللي بعدهم مهمتهم التاريخية واحدة بس
تغليف السلوك الجاهلي بغلاف العقل والفكر
ضمانة من ضمانات عدة جاهلية لاستمراء واستمرار التخديرات الأممية للشعوب المسحوقة آناء الليل وأطراف النهار
لكن اطرح كل هذا جانبا
ومتع ناظريك بتمثال الحرية معجبا
لقد من الله على البشرية منا
إذ هيأ لها من وسائل النشر والبث والإذاعة ما هيأ
حتى إنه ليقال إن كل ما يحصل الآن لهذه الأمم المستعبدة شيء وما قبل هذه التهيئة شيء آخر
لقد سجل التاريخ المعاصر أن هواية مفضلة كانت لدى أولئك المناكيد هي الصيد
لا صيد الحمائم
ولا صيد الغزلان
ولا حتى الوحوش في البرية
بل صيد الإنسان
حتى ليتبارى الهواة آخر النهار بحصيلاتهم من ذلك النوع من الصيد

أضف تعليق