طبعًا السفير الروسي رسول!
ألا ترونه يأتي برسالةٍ من قائد الروس في بلادهم إلى أمير المؤمنين في بلادنا، فيعقل دابته عند باب مسجدنا الجامع، ذلك الذي يقيم الصلاة فيه أميرنا، ويجمعنا فيه على مصالح معاشنا ومعادنا، ويبعث منه السرايا ويجيش منه الجيوش؛ حتى يسلِّمها إليه، وقد يضطره السفر أن يبيت ليلته في بيتٍ من بيوتنا، ليرجع من غده الميمون بجواب أميرنا؟!
صلُّوا على رسول “روسيا” وسلموا، والعنونا نحن -العتاةَ المجرمين- بجهلنا.
إن فقهًا لا يفقه أن سفارات أعدائنا في بلادنا قواعد حربيةٌ، تُبرم فيها قرارات تدميرنا وتتبيرنا؛ لسَحْق أعراضنا ودمائنا ومساجدنا وثرواتنا؛ لهو فقهٌ “ابنُ كلبٍ”.
هَبْ أيها المخمور أنه رسولٌ، وأن له أمانًا من الصدِّيق رضي الله عنه، أيبقى أمانه إذا دخل دار الصدِّيق -صانه الله وزانه- فنزع خمار أمي عائشة، ولطم خدَّ أختي أسماء، وأراد عرض مولاتي أمِّ كلثوم، وغصب مال عبد الله، وأهراق دم عبد الرحمن؟!
لولا مقامكم عند الله يا آل الصدِّيق؛ لضربت مثلًا آخر بحالنا يليق.
إن لحظةً يهون فيها عبدٌ على سيده -علا وتعالى- فلا يحول بين قلبه وعقله وبين هذا الخزي؛ لهي لحظة عذابٍ من رجزٍ مهينٍ.
قرأت كلامًا لسلفيين وإخوان؛ هو ترجمة تِيكَ اللحظة من الهوان.
أشْيَكُ ما يُنعت به سلفيٌّ قال هذا أنه في غيبوبةٍ، أما قائله من الإخوان فغلبة السُّكْر بأردوغان، أوليس أردوغان علةَ الحكم يُدار عليه وجودًا وعدمًا؟!
واعجب لبعض أنصار “الدولة”! يصفون سيدي “مولود” بالشهيد، وهو كافرٌ -في فقههم- على التحديد، أوليس جنديًّا من جنود الطاغوت؟!
افرحوا -عباد الله- واستبشروا، وسلوا الله حسن العواقب؛ إن إلى ربنا الرُّجعى.
هذه صدقةٌ تصدق الله بها علينا مساكينَ محاويجَ؛ فاقبلوا من ربكم صدقته.
نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا
أطربوا روحه بصداها، سارحةً بإذن مولاها، في أعلى عليين.
أمَّةٌ ولودٌ، نجيبُها “مولودٌ”، دينها محمودٌ، خيرها مشهودٌ، ربها ودودٌ.