عن حادثة “مسجد الروضة”؛ حرفٌ

عن حادثة “مسجد الروضة”؛ حرفٌ تأخر؛ لكنها بعض العادة:

– لا يختلف عبدان يؤمنان بالله واليوم الآخر؛ في شناعتها وبشاعتها.

– دعاء الله على المجرمين مقترفيها؛ أقرب ما نحتسب به فيهم؛ قاتلهم الله.

– رحم الله القتلى بأوسع رحمته، وربط على قلوب أهليهم ليكونوا من المؤمنين.

– ظني الغالب أن صاحبها هو النظام الملعون نفسه؛ بصَّر الجبار به، وأعان عليه.

– كان واجبًا على “تنظيم الدولة” أن يتبرأ منها، وتركهم ذلك مما أعان على الظن بهم.

– لا يجوز إلحاق الحادثة بتنظيم الدولة لمن لم يتبين؛ مهما كانت لائقةً بالقوم من وجوهٍ، كما لا ينبغي لنا أن نحب وقوعه منهم؛ فإن رجاء السلامة لعموم المسلمين أصلٌ من أصولهم.

– مهما كان مقترفوها؛ فإن رأس كل خرابٍ في هذه الديار طُغْمَة وكلاء المحتلِّ الحاكمة؛ خنثى الطواغيت وجنوده من العامة والخاصة، والفرض أن يُزاد ويُعاد القول فيهم؛ أخزاهم الله.

– في التاريخ كله؛ ما جنى على البلاد والعباد عدوٌّ أجنبيٌّ عنهم؛ كما جنى عليهم عدوٌّ هو منهم.

– نذكر -في هذا الشأن- جملةً من الطواغيت فعلوا ذلك في بيوت الله كثيرًا، كما نذكر شيئًا منه لحماس مع جماعة أبي النور المقدسي رحمه الله، وشيئًا أكثر منه لتنظيم الدولة في مواطن، وأنا لا أساوي بين هذه الطوائف؛ لكني أقرن بين من سوَّغوا الصِّيالة على المساجد؛ مهما كان شأن أهلها.

– خِرَقُ حيض الطواغيت، من شيوخ السوء وبعض خطباء المنابر المضلين، الذين اغتنموا الحادثة ليلعنوا الإرهاب وأهله؛ هم في المقام الأول -عند الله وعند أولي النهى- شركاء في الدماء.

– شأن سيناء أعظم وأوسع -محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا- من هذه المتناثرات التي يتناوشها عامة المحللين الفارغين؛ بل لكأن هذه القطعة المحترقة من البلاد -بيسير متابعةٍ لأنبائها- أجنبيةٌ عنها.

– اغتنام الكفار -أصليين ومرتدين ومنافقين- الحادثة للطعن على الإسلام -عقائد وشرائع- وعلى الصحابة والأئمة؛ عادةٌ جاهليةٌ شركيةٌ قديمةٌ؛ لكنها -من قبل ذلك- حكمةٌ بالغةٌ لرب العالمين في مثل هذه الحوادث؛ يستخرج بها -تعالى- ضغائن الحاقدين، “وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ”.

– شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لولا ضخامتك -في الخالدين- سيدي؛ ما كنت غصَّةً في حلوق أعداء الملة كلَّ نازلةٍ، وكأن الله -تبارك- لما قطع عنك العمل أحبَّ ألا يقطع عنك الأجر؛ رضيك الله.

– “الإرهاب هو الاسم الجامع لكل ما لا يحبه النظام العالمي؛ من الأقوال والأعمال؛ الباطنة والظاهرة”؛ ذلك -على الحقيقة- ما يقصد البعداء البغضاء إذ يحاربون الله ورسوله؛ لعنهم الله.

– لا يسع عبدًا متبصِّرًا أن يتجاوز -في ذلك الشأن- ذكر فشل طوائف الإسلاميين (سياسيين ودعويين وجهاديين وغيرهم) حركيًّا وخطابيًّا؛ بغير مساواةٍ بينهم في الغايات والوسائل.

– شاهدت لقاءً جامعًا (العدويَّ وحسَّانَ) يبرآن إلى الله -سبحانه- من هذه الحادثة، والبراءة منها واجبٌ إيمانيٌّ لازمٌ؛ لكن لا يزال صالحو الناس يستقبحون ممن دينُهم وديدنُهم الخرَس عن الطغيان أن يخوضوا في ذلك، كما لا تزال الجرأة في مثلها بطولة من لا بطولة له، وقديمًا قال أبو الطيب:

وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ ** طلبَ الطَّعنَ وحدهُ والنِّزالا

– الذين يفصِّلون القول في الغلو ويجْملونه في أسبابه -من جُمَل الطاغوتية والزندقة والضلالات والطغيان والفجور والفساد- هم قِبَاحُ أوباشٌ ضالون؛ عليهم من المليك المقتدر ما يستحقون.

– الذين يرون للدولة حقًّا في محاسبة الجناة بشريعة النظام العالمي التي صارت بها البلاد إلى ما صارت إليه؛ هم -على ضلالهم- أقرب إلى الكفر منهم إلى الإسلام؛ “أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ”.

– ليست هذه أُولى الحوادث ولا آخرها؛ حتى نُبعث من مراقدنا فنصنع شيئًا.

– تولَّى الله المستضعفين من الرجال والنساء والولدان -في سيناء بخاصةٍ وفي البلاد بعامةٍ- بالسلامة والنجاة والعافية، وحفظنا من كل مكروهٍ ومحذورٍ؛ “رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ”.

أضف تعليق