مساؤكم سكينةٌ بوعيد ربِّكم في

مساؤكم سكينةٌ بوعيد ربِّكم في أعدائكم.

ذلكم الله حين يواسي نبيه، والذين آمنوا معه.

نعوذ بك اللهمَّ؛ أن تجمعنا وعدوَّك في دار عذابك.

“فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا * ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا * ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا”.

يحشر الله -جلَّ جلاله- الطغاة أجمعين غضبان عليهم، حسبُهم من العقوبة غضبُه؛ لا شيء يعدِله من جُمَلِ العذاب جميعًا، وإن حشرهم ذلك لمع الشياطين، أولئك الذين كانوا -في الحياة الدنيا- كبراءهم وشركاءهم، ثم يُحضرهم -عزيزًا جبَّارًا- حول نزَّاعة الشَّوى جاثين على ركبهم، ويا للإرعاب العظيم! وهم -في كل ذلك- شيعٌ ليسوا سواءً؛ كما أنهم لم يكونوا -في الكفر والطغيان- سواءً، ثم ينزع ذو الانتقام -بعد ذلك- العُتاة المَرَدَة من كل طائفةٍ، وكفى بفعل النزع مضافًا إلى نفس الله -علا وتعالى- خلعًا للأفئدة! ويهُولُك اسم الرَّحمن -هنا- هَوْلًا عجبًا! ما موقعه في سياقه؟! إن ذلكم الله الذي يعذب هؤلاء المجرمين هذا العذاب البئيس هو هو الرَّحمن عزَّ ثناؤه، وإن أولئك البعداء البغضاء هم الذين أوجبوا لأنفسهم هذا العقاب الأليم، ثم يواسي الله -تقدَّس وتبارك- المؤمنين بنفسه مواساةً لطيفةً في قوله: “عَلَى الرَّحْمَنِ”؛ إن عُتُوَّ هؤلاء الأوباش كان عليه هو -سبحانه وبحمده- قبل أن يكون عليهم؛ فأي مواساةٍ لهم فوق هذه؟! ثم يتم الله شفاء صدور عباده بقوله -حَكَمًا حقًّا-: “ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا”؛ إن حظوظ أرواح وأجساد هؤلاء المعذَّبين من تنكيل جهنم ليست سواءً؛ بل لكل امرئٍ منهم فيها نصيبٌ مكافئٌ، يقدُره الله بقدْر جرائمهم عليمًا خبيرًا، “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”.

رضينا ربنا وعيدك؛ كما رضينا وعدك.

أولم أقل لكم: ليست داركم هذه بدار حسابٍ؟

ألا قائلٌ منكم: آمنت بالله ديَّانًا، وكفى بالله حسيبًا؟

أضف تعليق