المحمودُ اللهُ جلَّ جلالُه، والمصلَّى

المحمودُ اللهُ جلَّ جلالُه، والمصلَّى عليه محمدٌ وآلُه، وبعد.

يليق بالأسير (إذا طالت مدته) أن يخيِّر امرأته -بفقهٍ ولطفٍ- بين البقاء وبين المفارقة، وأولى منه بذلك العاقد الذي لم يدخل بامرأته، وأولى منهما الخاطب فحسبُ؛ فمن فعل فليحسن النبلاء الظن به.

فإن عرضت امرأةٌ على أسيرها فراقها -تلميحًا أو تصريحًا- فليجبها إليه، غير ملومةٍ ولا مذمومةٍ، وليتشاورا في الأمر -بحكمةٍ وأناةٍ- ما قدَرا، وليشركا فيه أهليهما -على الرَّشد والتسديد- ما استطاعا؛ فإن جعلت بينه وبينها -فيه- بعض أهليهما؛ فليتعقَّل ذلك، وليسهِّل لها إلى ما اضطُّرت إليه طريقًا.

أما القادرون على الصبر من الرجال والنساء؛ فحمد الله لهم وشكر، وأثابهم من لدنه جزاءً كريمًا.

لعن الله الكفرة الفجرة الذين أحوجوا -بطَغواهم- عباده المؤمنين إلى مثل ذلك، وأعدَّ لهم وأمكن منهم، وجبر كسور أسرانا وأهليهم، وربط على قلوبهم ليكونوا من الموقنين، وسكَّن وَلْهَانَهم، وأغاث لَهْفَانَهم، وأخلف عليهم في كل ما يفقدون -من نفسٍ وحسٍّ- خيرًا عظيمًا، وإن من بعد سواد الليل لصبحًا.

أضف تعليق