#أخي_أنت_مني_مهما_تكن. صدِّق -حبيبي- أو صدِّق؛

#أخي_أنت_مني_مهما_تكن.

صدِّق -حبيبي- أو صدِّق؛ لا يسعك غير التصديق.

يلقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاحبه عبد الرحمن بن عوفٍ -رضي الله عنه- بعد الهجرة، فيرى عليه أثر الزواج، فيسأله -بمعهود رأفته ومألوف رحمته- عنه، فيقول: إني تزوجت يا رسول الله، فيقول له النبي -صلى الله عليه وسلم-: “بارك الله لك؛ أوْلِم ولو بشاةٍ”.

توهَّم -اليوم- أخًا لك لم يدْعُك إلى عرسه؛ ما أنت -بربك العليم الخبير- فاعلٌ معه؟!

هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظمُ من صُحِبَ، وأولئك أصحابه -رضي الله عنهم- أوفى من صَحبوا؛ لا يُعْلِمه صاحبه بموعد زواجه، وإنه لغريبٌ -معه- عن دياره؛ فإنه كان من المهاجرين.

لم ينقضِ من هذا الحديث -مرةً- عجبي! وكم قلت لإخواني: لئن لم يحتج عبد الرحمن في زواجه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رسولًا يبصِّره ويهديه؛ فإنه محتاجٌ إليه فيه إنسانًا يعلِّمه ويرقِّيه!

مع ذلك كله وسواه؛ لم يُعْلِمْ عبد الرحمن -وكذلك غيره من الصحابة؛ كما في أحاديث صحيحةٍ أخرى- النبي -صلى الله عليه وسلم- بمواعيد زواجهم، ولم يعتب عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شيءٍ؛ بل كان يدعو لهم بالبركة، ثم يتمِّم عطفه عليهم وإحسانه إليهم بكريم وصاياه.

كم من أخوَّةٍ بيننا نُقضت عُراها؛ بما هو أهون شأنًا من ذلك! ربُّنا المستعان على الصدق والقصْد.

ألا إن رسول الله هو الإنسان القياسيُّ؛ أي من يُقاس عليه وحده؛ في الاعتقاد وفي النسك وفي المعاملة، فأخوَّته هي الأخوَّة القياسية، لا نتزيَّد عليها بشيءٍ، وما لم يكن بينه وبين أصحابه -فيها- شيئًا؛ فلا يكون إلى يوم القيامة شيئًا، ومن وقف عليها -كمالًا تمامًا- عرف بُعْدَ المسافة بيننا وبينهم فيها.

إن من يتعبد لله بالأخوَّة هو الذي يطلب فيها ما يُطلب في كل عبادةٍ؛ الفقه والإخلاص والإحسان.

أضف تعليق