قال: علَّمك الله يا أبتِ كما تعلِّمني؛ قد علِمت أن ربي -جلَّ جلاله- لا يقبل من عملي إلا ما خلُص له؛ لكني كلما قرأت في معاني الإخلاص اشتدت حيرتي؛ فقل لي فيه قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك.
قال: يا بني؛ ما صانك الله في عملك عن أربعٍ وزانك فيه بأربعٍ؛ فأنت مخلصٌ؛ فأما الأربعة الأولى؛ فالرياء، والسُّمعة، والعُجب، وطلب الشهرة، وأما الأربعة الأخرى؛ فالاستعانة بالله -سبحانه- قبله، وشهود فضله -تعالى- وحده فيه، واتهام نفسك بالتفريط في أداء حقه على وجهه، والاستغفار بعده.