#في_حياة_بيوت_المسلمين. أخي الذي أحب امرأةً

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

أخي الذي أحب امرأةً لا تحل له مدةً، ووصلها جانيًا على نفسه وعليها، ثم قضى الله بينكما رأفةً بالفراق؛ ليقطع -بفضله- سَيْلَ قلبيكما الجارفَ إلى الحرام، ثم تدركك -الآن- غيرةٌ عليها من أجنبيٍّ غيرك يتعرض لها بشيءٍ من الوصل؛ أنت -يا صاحبي- من قبل هذا الأجنبي أجنبيٌّ عنها كذلك، لم يأذن الله ورسوله بمحبتك هذه قطُّ، ولا يبيح لك سالف الوئام منها شيئًا، ولن يزن ذلك في “ميزان الحقوق والحدود” -ما دامت السماوات والأرض- جناح بعوضةٍ؛ فتبصَّر يا رعاك الله.

هكذا يجب أن تعارض قلبك كلما جمح، وعقلك كلما شرد، ونحن إذ نلاطفك من وجهٍ فنرجو الله لك عزيز المعافاة؛ نخاشنك من وجهٍ آخر فنخوِّفك حرمات الله أن يحوم حولها فؤادك.

هذا أنا العبد؛ إذا بلغني أنك تستطيل إلى ابنتي بشيءٍ من ذلك بغير حقٍّ تغيَّظت عليك، وسعيت في مجازاتك بقدر جنايتك غير غافرٍ لك؛ كيف هي غيرة الحق -جلَّ جلاله- على حرمات عباده؟!

“يا أمَّة محمدٍ؛ والله ما من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أَمَته”؛ قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربما تقول الآن: لم أبلغ الزنا؛ وهل يدعك رسول الله -“حَرِيصٌ عَلَيْكُم”- حتى تبلغه؟!

بئس خطابٌ قاصرٌ على ترغيب المبتلين بالعشق دون الترهيب؛ فأما الله ورسوله فعلَّمانا الجمع.

يا صديقي؛ جاهد نفسك طمَّاحةً طمَّاعةً واغلظ عليها؛ وكما تواسيها حينًا فازجرها أحيانًا أخرى.

قل لها: يا نفس؛ ليس لعلة حبكِ شفاءٌ إلا بالوصال، “لم يُرَ للمتحابَّين مثلُ النكاح”؛ سنة بارئ الحب جلَّاها شيخ المحبين صلى الله عليه وسلم، لن تجدي لسنة الله تبديلًا ولن تجدي لسنة الله تحويلًا.

يا نفس؛ إن لم يكن نكاحٌ فسفاحٌ، فإذا لم يقسم الله لكِ من الحلال نصيبًا بحكمته؛ لم يبق لكِ إلا الحرام، وإنه النار مهما لذَّ وطاب، وإن أوله هذه الخطرات؛ خطرةٌ ففكرةٌ فشهوةٌ فعزيمةٌ ففعلٌ؛ كيف؟!

يا معشر من بسط الرحمن في قلوبهم؛ تخيروا لحبكم؛ فإنما هي طاقةٌ واحدةٌ، في حياةٍ واحدةٍ.

يا أيها المبتلاة قلوبهم بهذا الداء الوبيل؛ استغيثوا الله بالعافية، ولا تهملوا سببًا ييسِّركم لليسرى، وإلا فأنتم أشد الناس بؤسًا؛ أسيرةٌ بالنهار أرواحكم، نازفةٌ بالليل جراحكم، “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”.

أضف تعليق