#في_حياة_بيوت_المسلمين.
بينما أنا وهو في طريقٍ إذ اتصلت به زوجه مرارًا، وكان كلما سمع رنين هاتفه قطعه باسمًا لا يبالي، قلت له: لعل لأهلك حاجةً فيتصلون كثيرًا لأجلها، قال في هدوءٍ منقطع النظير: “لا لا، ولا حاجة ولا شيء، هي على طول كده، لازم تطمن علي كل شويه؛ أخبارك إيه؟ ورحت فين؟ وعملت إيه؟”.
يا صديقي؛ هذا الذي تزهد فيه اليوم من الحب وترغب عنه من القرب؛ أنت أحوج شيءٍ إليه غدًا، يا صديقي؛ قد خلق الله القلوب أطوارًا، يركب أهلها طبقًا عن طبقٍ؛ فلا يخدعنك إقبالها عن إدبارها.
يا حبيبي؛ إذا جففت الشمسُ البحرَ لم تجفف عاطفة المرأة، لا يجففها إلا زوجٌ باردٌ بليدٌ؛ بنفسه مشغولٌ مشغوفٌ وعن امرأته صادفٌ مصروفٌ، وإنها إن جفت اليوم بقسوة غفلتك لم تغثها غدًا سماوات يقظتك، يا حبيبي؛ من فرط في الحب طوعًا واختيارًا حُرِمَه قهرًا واضطرارًا، يا حبيبي؛ هل جزاء العناية إلا العناية؟! يا حبيبي؛ أنت بزيادة الرعاية أحرى، يا إلهي! من أمن المحبة أساء الوصال.