قال: يرحمك الله يا أبت؛ كيف أوفِّي لأخٍ لي استشهد في سبيل الله؟ واشفني من كتاب ربي.
قال: جمعك الله بأخيك في جواره الأكرم بني؛ أوفى وفائك لشهيدٍ آخيته في الله حتى الشهادة؛ صدق قلبك مع الله في عقيدةٍ آلف بينكما عليها، واستمساك روحك بشريعةٍ أزهق أخوك روحه في سبيلها.
يا بني؛ إن تستوهب الرحمن هاتين حتى يرضيك بهما؛ كنت لأخيك أوفى الأوفياء؛ صدق باطنك قلبًا وعقلًا، واستمساك ظاهرك قولًا وعملًا، ما جوابي إلا من كتاب ربك؛ قال الله: “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”؛ ما ألحق الله بالشهداء من ينتظرهم إلا بهذين الركنين؛ “صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَهَ” ابتداءً، “وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” انتهاءً.