الدياثة الجلية ألا يغار الرجل على أهل بيته، والدياثة الخفية ألا يغار الرجل على نفسه.
شابٌّ لا يتعاطى المخدرات؛ لكنه يجالس متعاطيها، أو يعينه بمالٍ وهو يظن ظنًّا أنه يتعاطى به، ولولا سقوط حرمته في نفس المتعاطي ما تعاطى بين يديه، ولا سوَّلت له نفسه التسوُّل من ماله لأجلها.
فتًى لا يدخِّن أو لعلَّه؛ يعمل في مقهًى، يناول فيه الرجال والنساء -مختلطين أو غير مختلطين- الدخان وما حرَّم الله، لا يرونه -إذ يطوف عليهم فيها بما يشتهون- سوى آلة مناولةٍ جامدةٍ لا يعبؤون بها.
عاملٌ عند ذي جاهٍ ظلومٍ غشومٍ؛ يسارع في هواه سعيَ البغايا عند ساداتهن، يجود له بقهر الناس تبرعًا ابتغاءَ رضوانه، يقول -كلما عُوتب- أخزى كلمةٍ قالها صاغرٌ: “أنا عبدُهُ المأمور”، وصدق الدَّنيء.
تلك الدياثة الخفية؛ لا تزال بأهلها حتى تُهَوِّن عليهم أختَها الجلية؛ ألا من عاقبه الدَّيَّان بشيءٍ منها؛ فلينزع هرولةً عنها، وليَصُن نفسًا بين جَنبيه أعلاها الله بالتوحيد وأغلاها؛ واغوثاه رباه من مباديها!