#في_حياة_بيوت_المسلمين.
عاهدت امرأتي ألا أقترف إثمًا معيَّنًا، ثم غلبتني نفسي عليه؛ أرشدني ما أقول لها يرحمك الله!
يا حبيبي وبُسِطَ لك في عقلك كما بُسِطَ في قلبك؛ لو علمتُ امرأتَك إلهًا يُتاب إليه؛ لسبقتك إليها هرولةً بالمتاب! قبَّح الله من وَسَمَ هذا في الحب جمالًا؛ إنما التوبة إلى لله وحده، لا إلى شيخٍ ولا إلى والدٍ ولا إلى والدةٍ ولا إلى زوجٍ ولا إلى أحدٍ في العالمين، لوجهه يُعترف بالذنوب، وبين يديه يُباء بالآثام.
إن للتوبة قوةً برأها الله في قلوب عباده، وجعل مجراها إليه فطرةً بغير كُلفةٍ، فما انصرف منها من شيءٍ إلى غيره لم يصل إليه، وإذًا لا تكون التوبة عنده نصوحًا، وإنه لا يباح ذكر شيءٍ من الذنوب إلا لعالمٍ بالله ابتغاءَ دلالةٍ على حُكمه؛ يدنو فيستركم، ويحنو فيجبركم، ولا يُفَصَّل له القول تفصيلًا.
لقد رضينا من الدهر بضلال عتيق الحب في صحراء الأفورة، فأما التدين بالاعتراف لغير الله بالخطايا فلَوْثَةٌ كَنَسِيَّةٌ وفرفرةٌ؛ إنْ هو إلا هتكٌ لسترٍ تصدَّق الله بإسباغه عليك، ومجاهرةٌ بمعصيةٍ قد أحسن الله بمواراتها إليك، وشِركٌ خفيٌّ مع الله في عبادةٍ تفرَّد بها، وهَبَلٌ جليٌّ في تسلُّط امرأتك تقدِّمه لها.
“إن العباد يُعيِّرون ولا يُغيِّرون، والله تعالى يُغيِّر ولا يُعيِّر”؛ عن عائشة أكمل المُحبات حبًّا.