#في_حياة_بيوت_المسلمين. قال: أنقذني -يا أبتِ-

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

قال: أنقذني -يا أبتِ- أنقذك الله وأنقذ بك؛ أنْجَى ربي قلبي من عشق امرأةٍ لا تحل لي مدةً من الزمان، وإني أبتغي اليوم الإحسان إليها بعد عظيم الجناية عليها؛ فدُلَّني على خيرٍ آتيه إليها لا أُفرِّط فيه.

قلت: يا بني؛ إياك والصِّياعة الإسلاموية فإنها أدهى وأمرُّ! يا بني؛ إن صلحتَ لها وصلحتْ لك -في نكاحٍ ربانيٍّ تستأنفان بجَوابره وصالًا على رضوانٍ من الله- فبِها ونِعمتْ، وإلا فدعها؛ “معها حِذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر .. حتى يأتياها ربُّها”، يا بني؛ تلك حيلةٌ للشيطان جديدةٌ يريد بها نكوصك مسافةً جديدةً؛ لكنه وقد يئس -بتوبة الله عليك- أن يأتيك عن شمالك؛ أتاك عن يمينك، يا بني؛ تقول العرب: “لا أريد ثوابك؛ اكفني عذابك”، ويحكون أن فأرةً سقطت من سقفٍ، فظفرت هِرَّةٌ بحَملها تقول: بسم الله عليكِ، فقالت الفأرة -بلَّغكَ الله رُشدَها وسامح أباكَ-: يدَكِ عني وأنا في عافيةٍ؛ ما يريد هِرٌّ من فأرةٍ يا لئيم! يا بني؛ يدَك عمَّن خنتَ الله والرسول والإسلام وأهلها ونفسك ونفسها فيها .. وهي في عافيةٍ، يا بني؛ أما كفى قلبك سوالف الاستهبال! يا بني؛ من أين لك ثقةٌ بقلبك وما أضلَّك سواه عن سواء السبيل! يا بني؛ إن مِن أشد ما يُرهب أفئدة المؤمنين قولُ ربهم: “وَهُوَ خَادِعُهُمْ”؛ فاخشَه واتَّقِه محيطًا شهيدًا، يا بني؛ لا تذكرها وإنْ بدعاءٍ في سجودٍ بسَحَرٍ؛ فإن ذكْر عقلك لها اليوم يجرُّ ذكْر قلبك إياها غدًا، يا بني؛ يفشل الذين يواجهون استراتيجيات إبليس تكتيكيًّا، يا بني؛ إن الناجي من العشق لا يَبرحه عشقُه أولَ نجاته؛ بل يُجحد في زاويةٍ من زوايا قلبه ساكنًا ساكتًا مُعَلَّبًا، فإن هو زاحَمَه بزاكيات النفس والدين والحياة مزاحمةً باطنةً وظاهرةً؛ أذهبه الله إذهابًا، وإلا هاج عليه وإنْ في امرأةٍ حديثةٍ يلوذ بها لياذًا حديثًا، يا بني؛ أما شأنك فاستصلحه من الله، وأما شأنها فله ربٌّ يُصلحه؛ ذلك حقُّ المتاب.

بأول تعليقٍ منشوراتٌ في الحرف نفسِه؛ نفعني الله بها ومن بلَغتْ، وأحْرَزَنا من الفتن أجمعين.

أضف تعليق