#في_حياة_بيوت_المسلمين.
قال: أحببت امرأةً وعجزت عن الزواج بها؛ فهل يحلُّ لي رجاءُ وصالها في الدنيا والآخرة؟
قلت: إن صارت إلى غيرك حَرُم عليك هذا، وإلا فانظر؛ إن غلب على ظنك أنك لا تستطيع نكاحها -ولو بعد حينٍ- فلا خير في بقاء حبك ورجائك؛ بل غالبهما بالمُزاحمة مغالبةً واستعن على قلبك بربك، وإن غلب على ظنك أنك تستطيعه -ولو بعد حينٍ- فصَرِّف ما بقلبك تصريف الرجال تحصيلًا لأسباب الزواج الربانية والبشرية، فإن لم يقضِ الله لك نكاحها فهذا جَدُّك شيخ الإسلام ابن تيمية يمسح على جُرحك بمَرْهَمٍ رَحَمُوتِيٍّ رؤوفٍ؛ قال الإمام نوَّر الله ضريحه: “إذا أحبَّ امرأةً في الدنيا ولم يتزوجها، وتصدَّق بمهرها، وطلب من الله تعالى أن تكون له زوجةً في الجنة؛ رُجِي له ذلك من الله تعالى”.
ذلك؛ وإني لأرجو أن تكون نظرت -قبل سؤالك- في صلاحها لك وصلاحك لها، وأن تستغفر الله من أمورٍ فرَّطت فيها -ولا بدَّ- فكان هذا الحب؛ فإن الحب الذي يبلغ بك تلك الحال لا يكون إلا بتفريطٍ.
يا أحَنَّ الجامعين أمَنَّ الواصلين؛ قرِّب -على غفرانك ورضوانك- بين كل متحابَّين وإنْ فرَّطا في أمرك، فإنْ قدَرت لهما غير ذلك فأفرغ عليهما صبرًا، وعوِّضهما عما حُرِماه حبًّا جديدًا أرْضَى وأمْضَى، واجبر كسرهما فيه بوصلٍ أشْفَى وأكْفَى؛ أنت تمحو ما تشاء وتُثْبت وأنت القريب الودود.