يا مُكْثِري الدَّعْوَى اخفضوا أصواتكمْ

يا مُكْثِري الدَّعْوَى اخفضوا أصواتكمْ ** ما كلُّ رافعِ صوتِهِ بمُؤذِّنِ

– لا؛ ليس الحَطُّ على شيخ الأزهر لأزهريته، والأزهر -جامعًا وجامعةً- مليءٌ بشيوخ العلم الصالحين أعزَّهم الله، لا يَزِرُون وِزْرَ إدارته؛ “مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذًا لَّظَالِمُونَ”.

– لا؛ ليس الحَطُّ على شيخ الأزهر لأشعريته، وجَمْهَرَةٌ من أئمة الإسلام في العلم والعبادة والجهاد أشاعرةٌ مُكْرَمون؛ ويبقى الخلاف بيننا وبينهم في أبوابٍ من العلم قائمًا لا يزول؛ مقدورًا بقدْره.

– لا؛ ليس الحَطُّ على شيخ الأزهر لمخالفته “الإسلاميين” أجمعين في أبوابٍ من النظر والعمل لا تُحصى؛ فبعض هذا له فيه حقٌّ، وبعضه بينَ بينَ، وكثيرٌ منه (هو وشيعته) فيه قومٌ مبطلون.

– لا؛ ليس الحَطُّ على شيخ الأزهر لأنا لم نرَ فيما قال للخشت -أحرقه الله- حقًّا؛ بل علَّمنا ميزان الحق قبولَ الحق من كل قائلٍ به؛ لكن كيف يُتَغَنَّى بحقٍّ من أحدٍ وإنَّ أباطيله بنفسه تنقضُه نقضًا!

– اليوم صار عضو لجنة سياسات “الحزب الوطني” العليا قديمًا، والداعي للطاغوت بحفظ الله إيَّاه ذُخرًا للإسلام، وما بينهما من مخازي السوء سياساتٍ ومؤتمراتٍ؛ إمامًا أكبر! لبئس ما يحكمون!

– إسلامنا محارَبٌ، ودماؤنا تُسفك، وألوفٌ تُزْهِقُها السجون؛ وملايين الناس تُقتل بالإفقار والإمراض، وشيخ الأزهر يتبجَّح في الكلمة نفسها بمكافحة الإرهاب، أو يُقارب مع بابا الفاتيكان الأديان.

– قسمًا بالذي عَلا فارتفع وعزَّ فامتنع؛ لو أن واحدًا من المَشْدُوهين بالرجل؛ سَرق حذاءَه إنسانٌ، فمدح السارقَ إنسانٌ آخر؛ لمَقَتَ المادحَ قبل السارق؛ فليُنزِلوا أمَّةً مسروقة الدين والدنيا منزلة نعالهم.

– ألا ليت الذين تقافزوا بقِيل الرجل؛ أثنوا عليه ثناءً مُجرَّدًا؛ إذًا لهان الخطب؛ بل عجَّ الفضاء بحمده ومديحه عجيجًا؛ حتى خُلِعَ عليه من صفات الجمال ونعوت الجلال؛ ما لا يخطر لـ”العِزِّ” ببالٍ!

– لئن لم تقتدوا بالعزِّ بن عبد السلام موحِّدًا؛ فتأسَّوا بأبي سفيان إذ كان مشركًا! قال -بعد أُحُدٍ- وقد مَثَّل قومُه بالمسلمين: “لم آمر بها، ولم تسؤني”؛ فلتقولوا -إذ بَهَرَكم قولُ الرجل- قولًا قصْدًا؛ قوَّمَكم الله.

– لسنا “الإخوان” الذين يرفعون مُوافِقَهم إلى سِدْرَة المنتهى، فإذا فارقهم خفضوه إلى سِجِّينٍ؛ وما أدراك ما سِجِّينٌ! ولا “السلفيين” الذين تشغلهم -إلا قليلًا- فروع الاختلافات دون أصولها؛ كفى خَلْطًا.

– قالوا: يجاهد العالمانيين الكارهين الإسلام؛ فمباركٌ الذي عمل شيخ الأزهر في إدارة حزبه الوثني كان من أوليائه الصالحين! أم السيسي الذي جاء به شيخ الأزهر وإخوانه من أنصاره الربانيين!

– ما يمنع السيسي إن كان شيخُ الأزهر له عدوًّا -بأي درجةٍ من العداوة- أن يعزله؛ والأبعد -لعنه الله- أحرق مئات الأجساد في ساعةٍ من نهارٍ لا يخاف عُقباها! سبحانك هذا عجبٌ لا ينقضي!

– قالوا: منصب الرجل مُحَصَّنٌ دستوريًّا! قلت: ما مُحَصَّنةٌ إلا فروجكم؛ هل الدستور والقانون والنظام والدولة في “مصر وأخواتها”؛ إلا الطاغوت غيرَ خاضعٍ إلا لربِّه الأمريكي لا يُشرِك معه أحدًا!

– ما يمنع شيخ الأزهر أن يعتزل إن كان ماقتًا لأنواع الكفر والزندقة والطغيان والفجور والإفساد التي تحرق “مصر” كل ليلةٍ إحراقًا! فلئن اعتزل ليُوقِظَن الله بذلك أفئدةً من الناس تهوِي إلى الحق.

– نكح الإفلاسُ الهزيمةَ فأنجبا خنثى مُشْكِلًا؛ رضيناه غيرَ مُشْكِلٍ فنتبيَّن فيه آلةً! أمَا لو قال البائسون: الحمد لله؛ غَلَبَ سيِّءٌ أشنعَ منه سوءًا؛ لكان قولهم صوابًا وحفظنا ما بقي من “المرارة”؛ ولكنْ.

– آفة حارتنا النسيان، والناس مُذْ كذا وكذا جسدٌ بلا رأسٍ، فكلما رأوا خيالًا قالوا: هذا رأسُنا .. هذا أكبر؛ ربَّنا البرَّ اللطيفَ؛ امنُن علينا برأسٍ أنت ترضاه نقول إذ نراه: وجَّهنا به وجوهَنا لوجهك الأعلى.

أضف تعليق