لمحبةٍ وخشيةٍ وفرحٍ ومرحمةٍ فابكِ

لمحبةٍ وخشيةٍ وفرحٍ ومرحمةٍ فابكِ يا ولدي، ما لم يكن بكاؤك من عجزٍ فأرسله إرسالًا.

يُلقِّنونك بالعامِّية صغيرًا: “العِياطْ مِشْ للرِّجَّالة”، ويُعلِّمونك بالفُصحى كبيرًا: “إنما يبكي على الحب النساء”، وأنت من قبل صِغرك إلى بعد كِبرك بين موجبات بكاءٍ جَوَّانِيَّةٍ وبَرَّانِيَّةٍ لا تنفد؛ فأنَّى لك!

لئن ذهبت المرأة بكَمِّ البكاء؛ فقد ذهب الرجل بكَيْفه، قد تغلب كتيبةً من أسباب بكاء المرأة -في بَسَالةٍ وتَجَلُّدٍ- مدةً من الزمان؛ ثم يغلبك جنديٌّ منها في لحظة هُزالٍ فلا يدَع عبرةً في عينك إلا اعتصرها.

لون بكاء الرجال في الحزن أسود، وطعمه على الحب علقمٌ، ورائحته من القهر دُخَانٌ.

أضف تعليق