أول وسيلةٍ عُصِي الله بها

أول وسيلةٍ عُصِي الله بها في العالمين؛ (تحريف التعاريف).

“فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَآ آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ”.

أعاد إبليس تعريف المعصية، ووضع لها عنوانًا مغايرًا، فلم يقل: يا آدم؛ اعص ربك بالأكل من الشجرة التي نهاك عنها. بل قال ما قال، ثم تتابع بنوه من شياطين الجن والإنس على تلك الوسيلة في إغواء الخلق وإضلالهم حتى الساعة؛ الكفر فلسفةٌ، والزندقة وجهة نظرٍ، والشرك تعدديةٌ، وجعْل الحاكمية والحُكم والتحاكم إلى طائفةٍ من البشر ديموقراطيةٌ، وعقيدة الولاء والبراء إقصاءٌ، والردة عن الإسلام حرية اعتقادٍ، واحتلال بلاد المسلمين عولمةٌ، ومقاومته خروجٌ عن الشرعية الدولية، ومساواة الإسلام بالكفر مواطنةٌ، وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة تنويرٌ، والاستمساك بالإسلام رجعيةٌ، والجهاد عنفٌ، والمفاصلة دوغمائيةٌ، وخيانة الله ورسوله مشاركةٌ سياسيةٌ، والزنا ممارسةٌ للحب، واللواط مثليةٌ، والربا فائدةٌ، والخمر شرابٌ روحيٌّ، والتعرِّي موضةٌ، والفسق المركَّب فنٌّ، والعمليات الاستشهادية عملياتٌ انتحاريةٌ، وتبديل الشرائع تجديدٌ للخطاب الديني، والكافر المحارب الآخَر، والثورة فوضى، والخنوع حكمةٌ، والخزي سلامٌ، والخضوع للباطل فقه الواقع، وتجاوز الثوابت حداثةٌ، وتداعي الأمم الكافرة على الإسلام تحالفاتٌ دوليةٌ، وجندي الطاغوت العسكري الغلبان، ودواليك.

كل ذلك وما لا يُحصى عدُّه البتة؛ من شواهد (تحريف التعاريف)، وفي الحديث قول نبينا صلى الله عليه وسلم: “ليشربن أناسٌ من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها”، بل قرن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين استحلال الخمر وبين تسميتها بغير اسمها، فقال: “إن أول ما يُكفأ كما يُكفأ الإناء” يعني الخمر، قيل: يا رسول الله؛ كيف وقد بيَّن الله فيها ما بيَّن! قال: “يسمونها بغير اسمها، فيستحلونها”؛ فكان تحريف تعريف الخمر هو المطية إلى استحلالها، واستحلال الحرام كفرٌ، والكفر غاية الشيطان.

أضف تعليق