إنا لله وإنا إليه راجعون.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم عليًّا عظيمًا.

الحمد لله ربِّ العالمين.

استرد الربُّ وديعته، لا أولى منه بعباده في شيءٍ.

مات العبد الصالح أخو التوحيد والثورة على الطواغيت ومقامات العزِّ والمجد والكرامة التي أشهدناه الله فيها يتقلَّب بينها؛ صاحبُنا الدكتور هشام كمال.

مات أخي بكورونا، غريبًا عن أهله نائيًا عن دياره مهاجرًا في سبيل الله صابرًا محتسبًا، نحسبه كذلك وخيرًا من ذلك والله حسيبه، لا نُزكِّي على الله ربِّنا أحدًا.

لئن أُنسيت صاحبًا من رِفقة الثورة في الله؛ فلا أنسى أخي طوَّافًا في ميدان التحرير، يؤازِر إخوانه ليستووا على سُوقِهم، فيُعجِبوا الزُّرَّاع ويغيظوا الكفار.

لم تكن الثورة المخطوفة أُولى معاقد الشرف التي جلَّى الله فيها أصالة معدِن هذا العبد الكريم ولا آخرها؛ فقد عرفناه قبلها وبعدها مسدَّدًا في خيرٍ غزيرٍ.

ربَّنا قد صار عبدك هشام بن كمالٍ إلى ذِمَّتك وحَبل جوارك؛ فقِه فتنة القبر وعذابه بأنك أنت العزيز الحفيظ، واغفر له ما قدَّم وما أخَّر بأنك أنت الغافر الغفور الغفار خير الغافرين، وارحمه بأنك أنت الرحمن الرحيم خير الراحمين وأرحمهم ذو الرحمة الواسعة كلَّ شيءٍ السابقة غضبَه، واعفُ عنه بأنك أنت العفوُّ الذي يحب العفو، ونوِّر قبره بأنك أنت نور السماوات والأرض وما بينهما حجابُك النور، واشكر له يسير عمله في جنبك العظيم بأنك أنت الشاكر الشكور، وافتح له في قبره إلى الفردوس الأعلى بابًا بأنك أنت الفتاح خير الفاتحين ما تفتح للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها، واترك عليه في الآخرين، واجعل له لسان صدقٍ في المؤمنين، واخلُفه في أهله بخير ما تخلُف به عبادك الصالحين، واربط على قلوبهم -مساكينَ أنت بحالهم أخبر- ليكونوا من المؤمنين، واجمعهم به وسائر أحبابه محبِّيه وإيانا في جنات عدنٍ إنك أنت البرُّ المحسن الكريم.

أعزِّي أهل أخي الحبيب الطيبين، وأحبة الجبهة السلفية المُكرَمين، وسائر إخوان أخي من عرفت ومن لم، راجيًا من الله لنا ولهم غفرانه ورضوانه وما بينهما من كل حَسنٍ في الدارين جميلٍ، وأن يُصَرِّف قلوبنا على طاعته ويُثَبِّتها على دينه، وألا يجعل مصيبتنا في ديننا حتى نلقاه، وأن يُلحقنا بعبده مسلمين، غير خزايا ولا مفتونين، لئن لم يغفر لنا ربُّنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين، واغوثاه ربَّاه.

أضف تعليق