#في_حياة_بيوت_المسلمين. هل أتاك حديثُ حديثِ

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

هل أتاك حديثُ حديثِ الله إلى الرحم! ما رواه عن الله إلا رسوله عليه الصلاة.

“خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحِقْوِ الرحمن، فقال لها: مَهْ، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، قال: ألا ترضَين أن أصل من وصلكِ وأقطع من قطعكِ! قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لكِ”. جلَّت محاورة الله.

ليس أعجب من إنسانٍ بلَغه هذا ثم قطع رحمه؛ إلا إنسانٌ بلَغه ثم قطع رحمه، ثم يتساءل مستنكرًا كأن لم يصدِّق حديث الله: ما بالي لا أكاد أثبت على طاعة ربي! أُصلِّي فأَقطع، أتعلَّم فأَقطع، أغضُّ بصري فأَقطع، أحفظ فرْجي فأَقطع.

يا هذا وهُديتَ؛ إنك لم تَقطع؛ بل قُطعتَ، لا يُصرَف بأسُ سريع الحساب عن مستحقِّه، قطعت رحمك فحَقَّ فيك وعيد الله بقطعك، ولا يصلك الله من بعد قطعك إلا إذا وصلت رحمك، قطعٌ بقطعٍ ووصلٌ بوصلٍ، “وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”.

إنه ليس قطعًا لخير الدين فحسْب؛ بل قطعٌ لخير الدنيا كذلك، تأمَّل قول نبيك -صلَّى الله عليه وسلَّم- المُدهِش هذا: “إن القوم ليتواصلون وهم فجرةٌ؛ فتكثُر أموالهم، ويكثُر عددهم، وإن القوم ليتقاطعون؛ فتقِلُّ أموالهم، ويقِلُّ عددهم”.

هل تأمَّلت هذا بربك! القوم يكونون (فجرةً)! والفجور: الزيادة في المعاصي، غير أنهم في غمرة خطاياهم تنزَّهوا عن قطيعة الرحم، فأثابهم الله من جنس عملهم؛ فكثَّر أموالهم، وكثَّر عددهم، بسطوا فبسط الرب لهم، والله أوفى الشاكرين.

أضف تعليق