رأيت المسكين وقد أخذ سيجارةً

رأيت المسكين وقد أخذ سيجارةً من إنسانٍ ناوله إياها ثم شكر له، فقلت له: من هذا؟ قال: صديقي. قلت له: ليس صديقًا لك من أوقد النار في صدرك حبيبي.

أخي المدخن؛ حتى يُبَغِّض العزيز الرحيم إليك الدخان؛ لا تُعِن عليه أحدًا. وما يدريك حبيبي! لعل رأفتك بغيرك أن يَضر نفسه تكون سببًا لتوبة التواب عليك.

ليس إحسانًا منك إلى إنسانٍ ولا منه إليك؛ تعاونُكما على شيءٍ من الإثم والعدوان، وقل لمن تحب إذا أراد منك ما لا يحب الله: إني أحب الله فلن أفعل.

إن من العصاة عصاةً إذا شهدت عليهم جوارحهم بالآثام؛ شهدت لهم قلوبهم بمحبة الله والرسول والإسلام، أولئك الذين يغيثهم الله بالمتاب والرحمة والفلاح.

أليس حسبك إعانة من اشتريت منه الدخان على معصية الله، وكنت في إطعام أهله المال الحرام سببًا! بربك فلا تزد الطين بِلَّةً والداء عِلَّةً، إني عليك شفيقٌ.

كم تاب إلى الله مدخنون كانوا يتخايلون دخول الجمل في سَمِّ الخِياط ولا يتخايلون تركهم التدخين! إنها عزمات رجالٍ صدَقوا الله الخلاص منه فصدَقهم.

جرِّب أن تحرق ورقةً من المال في جوِّ الأرض بين يدَي مدخنٍ، سيراك سفيهًا وسينكر عليك؛ فإنك صديقي تحرق ما لا عَدَّ له من المال، وفي صدرك الغالي.

أضف تعليق