يا مولى؛ أنت بحبيبي أولى.
يا مولى؛ أنت بحبيبي أولى.
يا مولى؛ أنت بحبيبي أولى.
في نسائم الأسحار تضرَّعتْ بها إلى الواحد القهار؛ أمُّ أسيرٍ قائمةً وزوجُه راكعةً وابنتُه ساجدةً، لا يائساتٍ من رحمة الله الواسعة ولا قانطاتٍ من فضله الكبير.
يا أمَّ الأسير وزوجَه وابنتَه؛ ربُّ الأسير أولى به حقًّا؛ نفسًا وجسدًا إذ هو خالقُهما، في الدنيا والآخرة إذ هو كاشفُهما، لذلك يدبر له أمره أحكمَ التدبير وأحسنَه؛ قبضًا وبسطًا، وتقديمًا وتأخيرًا، وتسكينًا وتحريكًا، فاختار له نوع الابتلاء وزمانه ومكانه وأسبابه، محمودًا بحكمته ما ظهر منها وما بطن، كفى بالله واليًا مولًى وليًّا.
أنتن تُرِدن لأسيركن سعة الدنيا ونعم المُراد لمن خلقهم الله أحرارًا مسلمين أجمعين؛ لكنها سعةٌ صوريةٌ جزئيةٌ خاصةٌ أَمَدِيةٌ، والله يريد له سعة الآخرة الحقيقية الكلية العامة الأَبَدِية، فله الحمد جزيلًا وعليه الثناء جميلًا بمُراده القدَري في مُراده الشرعي، وإنه لقادرٌ قديرٌ مقتدرٌ على تحقيق السعتين له جميعًا.
يا أمَّ الأسير وزوجَه وابنتَه؛ لا تيأسن من الله رؤوفًا رحيمًا، وثِقن به عليمًا حكيمًا.