قال قائلٌ منكم: فعَمَّن نأخذ ديننا!
يقول ذا بعد ما طعنت البارحة على نفرٍ من الأفَّاكين قليلٍ.
كأنما حصر الله العلم في الأراذل!
ألا إن كرام الشيوخ الصالحين المصلحين لا يُحْصَون عديدًا.
حبيبي وهداني ربي وإياك؛ خذ دينك من فضلاء الأزاهرة وما أكثرهم، وعن نبلاء السلفيين وما أوفرهم، ومن سوى هؤلاء وأولئك؛ كثُر خير الرحمن وطاب.
من كل ذي علمٍ بالله (لا شيخِ طاغوتٍ يُرَقِّع له وإنْ بكلمةٍ واحدةٍ، سواءٌ أظهر عداوته له أو كان مستور الحال)، وذي علمٍ بما علَّمه الله (وأبواب الإسلام كثيرةٌ، ولكل بابٍ منها أهلون)، وذي خبرةٍ بالواقع (إن كان لمسألتك عُلْقَةٌ بالواقع).
ما لم يكن المأخوذ عنه قُصُوريًّا يُطَوِّعُ الناس للطواغيت كأحمد الطيب وعلي جمعة وأذنابهما، أو قُبُوريًّا يفتن الناس بالمقبورين كمحمد عبد الواحد وكوناتي وأضرابهما، أو طعَّانًا على أئمة السلف كالخليفي مُكَفِّر سيدنا أبي حنيفة ومحمد شمس الدين سابِّ إمامنا النووي؛ ما لم يكن كذلك فخذ عنه واقبل منه.
سأل سائلٌ منهم: فمن تكون أنت!
أخوك لا شيء، لا شيء وربِّ كل شيءٍ؛ غير أني هنا لأُذَكِّر نفسي وإياك بشيءٍ هو الشيء، ليس كمِثله شيءٌ، بما أوجدنا الله لأجله من العدم؛ توحيدِ الله بالعبادة وتوحيدِ رسوله بالاتباع، ولا يكون هذا وذاك (ألبتة) مع قُصُوريةٍ وقُبُوريةٍ.
لا إيمان بالله قبل الكفر بالطاغوت؛ “فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى”، “وَالَّذِينَ اجْتَنَبُواْ الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوآ إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى”، فمن دعاك إلى غير عَدَاء الطاغوت؛ فذاك داعٍ إلى النار.
لن تجدني فظًّا غليظًا كما تتخايَلُني بعينك أو بعين غيرك؛ إلا على القُصُوريين والقُبُوريين، وعلى سبَّابي السادة أئمة السلف رضي الله عنهم، وعلى الغُلاة في غُلُوِّهم، وعلى دُعاة الضلال والفجور، وعلى المفرِّقين بين بني الإسلام.
حبيبي؛ هذه صفحتي بها آلاف المنشورات، هاتِ منها حرفًا واحدًا أغلظت فيه على واحدٍ غير هؤلاء، بوجه ربي أعوذ أن تزول عني غلظتي عليهم حتى ألقاه، لا رأفة بهم ولا رحمة لهم ما داموا يسوقون عباد الله إلى جهنم زُمَرًا لا يُبالون.
أخوك مسلمٌ سُنيٌّ حسبي ذلك وأستثبتُ الله لفؤادي، لا أعتقد عقيدة الأشاعرة وغيرهم فيما خالفوا فيه أهل السنة، وأنكر عليهم إنكارًا شديدًا؛ لكني لا أحاربهم ولا أجعل عداوتي فيهم، وأشهد لجلال أئمتهم في فروع الإسلام فريضةً لله.
أحب في الله من الأزاهرة ما لا أُحصي، وأستفيد بهم خيرًا كثيرًا؛ لكني لست أزهريًّا؛ بل أنا كافرٌ بالأزهر حتى يُعتقه الربُّ الأكرمُ من أغلال الطواغيت، ساخطٌ على كُهَّانه رؤوسًا وأذنابًا، لا أهاب قول هذا ما استقبلتُ وجه الله بالمهابة.
أهوى على الإسلام من السلفيين ما لا أَستقصي، العِلميين والمقاتلين، وأنتفع بهم شيئًا عظيمًا؛ لكني لست سلفيًّا على وجه الانتساب إلى طوائفهم، وليس عُبَّاد الطواغيت من المداخلة والبراهمة بسلفيين؛ بل هم خِناثٌ مجرمون.
أبرأ إلى الله من طرائق الإخوان وخلائقهم؛ غير أني ألعن بلعنة الله ظالميهم، وأسترحمه لمظلوميهم، وأرجو لهم حق الحرية وأَبَدِيَّها لا صورتها وأَمَدِيَّها؛ فإن غايتهم الفِكاك من سجون الجاهلية، وغايتنا فِكاكهم من الجاهلية جميعًا.
أما المقاتلون الطواغيتَ بألسنتهم وأَسِنَّتِهم أينما كانوا؛ فأنا منهم وهم مني، هذي سبيل الله القدرية الشرعية لإزاحة الطواغيت لا شريك لها؛ لكني أبرأ إلى الله من غُلُوِّ غُلاتهم كالدواعش؛ كما أبرأ إليه من تفريط مُفَرِّطيهم كحماس.
شرُفت بالثورة فيمن ثاروا على حسني والذين أكثروا فيها الفساد، وغشيت ميادين الفَخار كلها، لا بحولي وقوتي بل بربي، لولا أن منَّ الله علي لخسف بي فيمن بَيَّتَهم عن مكارمها قاعدين، وإني بثورةٍ آتيةٍ دانيةٍ لمن المستبشرين.
أخوك كثير العيوب غزير الذنوب، جهولٌ ظلومٌ، لولا سُبوغ ستر ربي الجميل علي ما عرفني إنسانٌ ولا أحبني حيوانٌ؛ لكني أرجو الله أن يبسط لي في المُزاحَمة بالطاعات فيغفر ويعفو ويتجاوز، وإني أحب الله ورسوله والإسلام وأهله.
أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؛ ختم المنَّان بها خالصةً لنا أجمعين.