الكاتبون لي هذه العبارات؛ هم الغاضبون لوصفي تنظيمَ الدولة بالغُلُو!
يا جبان، أمكننا الله من رقبتك، السلام على من اتبع الهدى، تسب المجاهدين، ألستَ الذي لا يُكَفِّر مرسي! أين الموحِّدون في الأزهر والأشاعرة الذين تحبهم!
لستُ آسى على ظلمهم إياي بهذا وغيره كثيرًا؛ وقد أراني الله وعامَّة المسلمين وخاصَّتهم عظيم ظلمهم النظري والعملي لكثيرٍ من المسلمين؛ فحسبُنا الله.
يكتب هؤلاء البُغاة هذا وقد أظهر الله لهم موالاتي لمُقاتِلي الطاغوت بعامَّةٍ، وفرحي بإِثْخَان تنظيمهم فيهم بخاصَّةٍ، ولست أطلب رضاهم عني بل أَمْقُتُه.
من ذا الذي لا يفرح بإِنْكَاء تنظيمهم في أعداء الله، وتحريرهم لطوائف من عباد الله! لكنهم مع هذا بُغاةٌ جائرون؛ ألا إنهم لا يسمعون، ولو سمعوا لا يفقهون.
قد يطُول بجَهْدِك قصيرٌ، ويَبْيَضُّ بدَأَبِك أسود؛ لكن تعجز حتى تلقى ربَّك أن تجعل ذا المُخِّ الأَمِيبِيِّ (الذي هو خَلِيَّةٌ واحدةٌ) من جماعة العقلاء؛ فأرِح فؤادك.
يا عباد الله أحبتي؛ بُنيت الشريعة على قاعدتين؛ إحقاق الحق، وإنصاف الخلق، فأَولى الناس بالشريعة من جمع الله له بينهما في تصوُّراته وتصرُّفاته جميعًا.
يا حبيبي؛ لا يُرْهِبَنَّك هؤلاء البُغاة عن إنكار مُوبقاتهم عليهم بأنك تاركٌ بعض الخير أو مقارفٌ بعض الشر؛ فإن إلى الله إيابك وعليه حسابك، فأرْضِه وحده.
يا تَوْأَمَ ديني؛ احفظ هذه حفظك الإله وحفظ بك ما أمر به أن يُحفظ؛ (لا يُزَهِّدَنَّك في إنكار المنكر على أحدٍ طاعاتٌ له وإن كثُرت، أو معاصٍ لك وإن كبُرت).
لا يدْعوكم إلى قبول إنسانٍ بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو طائفةٍ بعد أصحابه -رضي الله عنهم- قبولًا مطلقًا؛ إلا زنادقةٌ وإن كانوا بُلْهًا لا يشعرون.