رمضان جبَّار الكُسور، رمضان تمَّام النُّقوص.
رمضان جبَّار الكُسور: يجبر ما انكسر من طاعاتك السالفة.
رمضان تمَّام النُّقوص: يُتم الذي نقص من إيمانك بمعاصيك السابقة.
ألَا من بلَغه عن الله ورسوله أن رمضان كذلك وخيرٌ من ذلك، وهو مَن هو تفريطًا في الطاعات ومقارفةً للمعاصي، مُذْ جرى عليه قلم الحساب بعد تكليفه، ثم ضيَّع رمضان الآتي كما ضيَّع سواه؛ فلا أَبْأَسَ منه -واللهِ- في الدَّارين!
لماذا يموت قبل رمضان أُناسٌ، وتَبلغه أنت حيًّا!
لماذا يُسجن قبل رمضان أُناسٌ، وتَبلغه أنت طليقًا!
لماذا يمرض قبل رمضان أُناسٌ، وتَبلغه أنت صحيحًا!
فوق ذلك كلِّه؛ لماذا يُفتن عن الإسلام قبل رمضان أُناسٌ، وتَبلغه أنت مسلمًا!
ما لك عند الله حتى يُبَلِّغك شهره، وحيًّا وطليقًا وصحيحًا ومسلمًا! مَهْ حبيبي!
أفشُكر الرب الذي بهذه (مجموعةً) أحسن إليك وجاد عليك؛ أن تُضَيِّع رمضان!
“من أدرك رمضان فلم يُغفر له؛ فأبعَده الله”؛ دعاءٌ دعا به ملَكٌ هو جبريل، وأمَّن عليه نبيٌّ هو محمدٌ، صلَّى الله على أمين الأرض وعلى أمين السماء وسلَّم، بالله أُعيذ نفسي وإياك أن يصيبنا منه شيءٌ، فنبيت بعد فوات رمضان خزايا نادمين.
ليكُن دعاؤك إلى رمضان؛ رب اغفر لي موجبات الخذلان في رمضان قبل بلوغه، وكما تُصْلِحُ المَهْدِيَّ آخرَ الزمان في ليلةٍ للأمر الأعظم؛ أصلِح فساد حالي فيما بقي من زمانٍ قبل الشهر المعظَّم، أنت على إصلاحي قديرٌ، وإني عبدٌ أحبك.