هذه نياتٌ صالحةٌ كثيرةٌ جمعتها لك أخي المتصدق بشيءٍ من مال الله على عباد الله؛ اجمع عليهن قصد قلبك مستعينًا بالله ربِّك كلما شرَّفك بالتصدق على مساكينه، صادِقَ الافتقار إليه في تحقيق الإخلاص فإنه لا يُستطاع إلا بالله، وذا الجلالِ والإكرامِ أسأل أن يتقبل منك كل صدقةٍ تتصدق بها حتى يباهي بك ملائكته في عِليِّين، وألا يدَع نيةً منها إلا أثابك بها وزيادةً؛ إنه هو البَرُّ الشكور.
التخلُّق بصفات الله الجَمَالية؛ الرأفة، والرحمة، والبِرِّ، والكرم، والإحسان، والحنان، والمَنِّ، والرفق، والجبر، والسَّتر، والعطاء، والإغناء، والإنعام، والكفاية، واللطف، والوهْب، والفتح، والبَسْط، والجمال، والوُدِّ، والإغاثة، والإعانة، والتولِّي، والنُّصرة، والحفظ، والإقاتة، والوصل، والتفريج، والإصلاح، والإعداد، والإمداد، والإسعاد.
التخلُّق بصفات الملائكة الجَمَالية.
التخلُّق بصفات الأنبياء والمرسَلين الجَمَالية.
التخلُّق بصفات أصحاب رسول الله الجَمَالية، صلَّى عليه الإله ورضي عنهم.
التخلُّق بصفات أولياء الله الجَمَالية؛ من العلماء والعُبَّاد والمحسنين.
توحيد الله برُبُوبِيَّته؛ بتجديد اعتقاد تفرُّده بالخلق والتدبير والسِّيادة، وما أنت حين تنفق شيئًا في سبيله على بعض خلقه؛ إلا سببٌ من أسباب خلقه وتدبيره وسِيادته، وأنه الفعَّال على الحقيقة وحده برُبُوبِيَّته ما يريد.
توحيد الله بأسمائه وصفاته؛ بتجديد اعتقاد أَحَدِيَّته في كل الأسماء الحُسنى وجميع الصفات المُثلى، وما أنت حين تجود بشيءٍ من الخير ابتغاء وجه ربك الأعلى على أحدٍ من عباده؛ إلا مظهرٌ من مظاهر صفاته، وأنه لولا كمالات الله في أسمائه وصفاته؛ ما استطعت من ذلك الخير كثيرًا ولا قليلًا.
توحيد الله في ألوهيته ومعبوديته؛ بتجديد اعتقاد استِئثاره وحده لا شريك له العبادةَ المطْلقةَ من جميع خلقه، وأنك إذ تعطي ما شاء لك من معروفٍ بعضَ خلقه؛ ما أنت إلا عبدٌ من عباده، ولولا شرْعه وقدَره فيك؛ ما عرفت المعروف ولا أُعِنت عليه، فتُخْلِص له صنائع معروفك إذ لا يليق بك إلا هذا.
طاعة الله في أمره عبادَه بالبِرِّ وبالتراحم وبالإحسان.
طاعة نبي الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذا جميعًا.
حِفظ الإسلام بحفظ شرائعه وأحكامه، ومن ذلك الإنفاق في سبيل الله.
تعظيم أوامر الله ورسوله بإنفاذها.
تقوى الله بطاعته في الإنفاق والبَذل.
الخوف من الله ألا ينفق العبد؛ فيعاقبه الله بما يستحق في الدنيا والآخرة.
الرجاء في الله بالطمع فيما عنده من خير الجزاء الذي وعد به المنفقين.
شُهود أنعُم الله الباطنة والظاهرة عليك؛ في نفسك، وفيما أولاك من سَعةٍ.
الإقرار بمِنَن الله إقرارًا عمليًّا، تشهد له روائع عطائك وبدائع نَداك.
حَمد الله وشُكره على أنواع آلائه ودرجاتها وتواتُرها وتداخُلها؛ بفعل التصدق.
الرغبة فيما عند الله من ثواب الدنيا والآخرة؛ مما وعد به المتصدقين.
الرهبة من زوال نعمة الله، ومن تحوُّل عافيته، ومن تبدُّل الأحوال.
التفويض إلى الله؛ في تحصيل المال، وفي معرفة المستحِق، وفي الإيصال.
التوكل على الله؛ باطِّراح الأسباب من القلب مهما شُغلت بها الجوارح، واعتماده على مولاه وحده في الهداية إلى الخير، وتيسير تحصيله، وإنفاقه.
الافتقار إلى الله؛ بالبراءة له من كل حولٍ وقوةٍ في جلب المال وفي إخراجه.
الاستبشار برحمة الله؛ أنه يرحمك كلما افتقرت إلى رحمته كما ترحم خلقه.
حُسن الظن بالله؛ أنه يعين على النفقة، وييسرها، ويُخلِف منها، ويتقبلها.
تصديق الله ورسوله فيما جاء عنهما؛ من الأمر بالإنفاق، ومن الوعد عليه.
الرضا بالله والرسول والإسلام؛ في شرائع النفقات الواجبة والمستحبة.
الثقة فيما عند الله من خزائن لا تنفد؛ مهما نفد ما عند الخلائق جميعًا.
اليقين فيما عند الرب الأكبر الأكرم من أجرٍ كبيرٍ، هو الأطيب والأوفى.
البرهان العملي على الإيمان القلبي، وفي الصحيح: “والصدقة برهانٌ”.
شُهود رُبُوبِيَّة الله في تدبير أمور عباده وتصريف شؤونهم؛ وعجائبِ ذلك.
شُهود أسماء الله وصفاته وآثارها؛ في الإنفاق والمنفقين والمنفَق عليهم.
شُهود ألوهية الله في قلبك وقولك وعملك؛ كلما أنفق الله بك.
مخالفة الشيطان في أمره بالبخل، وفي نهيه عن الكرم.
القصد إلى إفراح الله؛ حَسْب المؤمن أن يكون في فرح رب العالمين سببًا.
القصد إلى إعجاب الله.
الصبر على طاعة الإنفاق، وعن معصية البخل.
زيادة الإيمان بزيادة العمل الصالح، وإن من خيره الإنفاق في سبيل الله.
تثبيت المنفق نفسَه بالعمل الصالح، ولا أعونَ على الثبات من طاعة الله.
إطفاء غضب الرب.
تقوية القلب على الشجاعة وبَذل النفس؛ فإن الشجاعة أخت الكرم كما أن الجُبن أخو البخل، ومن قدَر على بَذل ماله أقدره الله على بَذل نفسه.
إقرار عين رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مساكين أمته وبؤسائهم.
تجديد الانتماء إلى الإسلام وأهله؛ بالإحسان إليهم والإشفاق عليهم.
وَطْءُ موطئٍ يغيظ الكفار الذين يضيقون على الناس أقواتهم ومعاشهم.
إيثار الله على المال الذي جُبِل الإنسان على حبه حبًّا شديدًا.
برُّ الوالدين؛ فإن العبد كلما أصلح عمله كان دعاؤه لأبويه أقرب إلى التقبل.
رجاء خير الله في الأهل والذرية؛ “وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا”.
الأدب مع الله الذي لولاه لكانت يدُ المنفق اليدَ السُّفلى لا العُليا.
التسليم لله.
حِفظ المال؛ فإنه لا حافظ للمال مِثلُ أداء حق الله فيه.
تزكية المال وتطييبه بالنفقة منه في سبيل الله.
تكفير السيئات.
مضاعَفة الحسنات.
رِفعة الدرجات.
تبييض الصحائف.
تثقيل الميزان.
اجتياز الصراط.
المسارعة إلى المغفرة، وإلى الجنة، وإلى الترقِّي في درجاتها.
المسارعة إلى رضوان الله الأكبر؛ بإرضائه في محاويج عباده المؤمنين.
بلوغ محبة الله بفعل أحبِّ الخير إليه؛ فإنه لا حسنة يحبها الله -بعد توحيده- كرحمة خلقه؛ كما لا سيئة يبغضها -بعد الإشراك به- كظُلمهم.
استباق الخيرات، والتنافس في المعالي، ولا أجلَّ من الإحسان ميدانًا لهذا.
فِداء النفس من أنواع عقاب الله على الذنوب الموجِبة لها.
التفنُّن في أنواع الصدقات وكمِّها وكيفِ إعطائها لمستحقها؛ ابتغاء وجه الله.
التوبة إلى الله بالعمل الصالح، والصالحات المتعدِّية أعظم الصالحات.
الترقِّي من الإسلام إلى الإيمان، ثم من الإيمان إلى الإحسان.
وقاية النفس شُحَّها، وتزكيتها من عِللها وأسقامها.
جبرُ المنفق كسورَ طاعاته القلبية والقولية والعملية؛ حتى تُبَلِّغه الصدقةُ من الدرجات العَلِيَّة عند الله ما لم يَبْلُغه بطاعاته القليلة الواهية.
المزاحمة بالحسنات لتُذهِب السيئات.
الجهاد بالمال، وقد قُدِّم الجهاد بالمال على النفس في جَمْهَرَة مواضع القرآن.
تحصيل معيَّة الله بالمعيَّة الحقيقية للمسلمين، والجزاء من جنس العمل.
الإيمان بالغيب؛ فإن العبد ينفق ما يشهد من المال ابتغاء موعود ربه بالغيب.
ذِكر الله؛ بالقلب إرادةً للنفقة، وباللسان حُسنَ قولٍ فيها، وبالجوارح فعلًا لها.
اجتناب سبيل الطواغيت؛ في تعطيل الشرائع، وفي منع الناس حقوقهم.
تمكين الإسلام؛ بنشر رحمته، وبالمرحمة بأهله.
البراءة من الجاهلية التي تدعُّ اليتيم، ولا تحضُّ على إطعام المسكين.
البراءة من النفاق؛ فإن أخص خصائص النفاق الجُبن والبخل.
التوقِّي من النار؛ فإن الصدقة من أعظم أسباب الوقاية منها.
التعرُّض لظِلِّ الله يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه.
التعرُّض لدخول الجنة من باب الصدقة.
التعرُّض لنعيم القبر، والثبات عند سؤال المَلَكَين.
التعرُّض لدعاء الملائكة بالخَلف والعِوض؛ صُبْحَ كل يومٍ من أيام الدنيا.
التعرُّض يوم القيامة لعفو من ظلمهم المنفق في سبيل الله -لو كان فعل في الدنيا ثم لم يستطع التحلُّل منهم- إنقاذًا من الله له من شؤم مظالمهم بين يديه؛ كما كان المنفق ينقذ الناس في الدنيا من حُفَر الكروب قبل السقوط فيها، فيُلقي الله في قلوب هؤلاء المظلومين العفو عن المنفق والصفح جزاءً وِفاقًا.
حِفظ عُروة الإنفاق من عُرى الإسلام التي ستُنقض -عَوْذًا بالله- كلُّها.
الإنفاق على الدعوة في سبيل الله، ووجوه ذلك أكثر من أن تُحصى.
موالاة المسلمين، والمسلمون بالموالاة بينهم أولى من الكافرين بها.
الرأفة بالمسلمين.
رحمة المسلمين.
جبرُ المسلمين.
سَتر المسلمين.
تثبيت أقدام مجاهدي المسلمين.
افتداء أُسارى المسلمين.
قضاء حوائج المسلمين.
إحصان المسلمين.
تعويض المسلمين.
إطعام المسلمين.
كِسوة المسلمين.
إعفاف المسلمين.
إغناء المسلمين.
كفاية المسلمين.
برُّ المسلمين.
تصبير المسلمين.
إعزاز المسلمين.
تفريج كربات المسلمين.
إعانة المسلمين.
إسعاد المسلمين.
إيثار المسلمين.
تطييب نفوس المسلمين.
قضاء ديون المسلمين.
التيسير على مُعسِر المسلمين.
تنفيس هموم المسلمين.
مواساة المسلمين.
تسكين وَلْهَان المسلمين.
إيناس وَحْشَان المسلمين.
إغاثة لَهْفَان المسلمين.
إعطاء محروم المسلمين.
مداواة مريض المسلمين.
رعاية يتيم المسلمين.
العناية بأرامل المسلمين.
التعرُّض لتيسير الله لليسرى؛ كما وعد المنفقين بذلك فقال: “فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى واتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى”، واليسرى هي الخيرات في الدنيا والجنة في الآخرة.
إعانة المسلمين على ما خُلقوا لأجله من عبادة الله؛ بإصلاح بالهم إذا قُضِيت حاجاتهم وسُدَّت فاقاتهم، وإذا يُسِّر عسيرهم ففرَغوا لطاعة ربهم.
إرضاء المسلمين عن ربهم، وتوثيق نسبتهم إلى دينهم.
صيانة بيوت المسلمين عن التفكُّك والتفسُّخ.
تثبيت المسلمين على الإسلام بالإنفاق عليهم؛ فيحبون الله وأهله مزيدًا.
خلافة المجاهدين والشهداء والأسرى في أهليهم؛ بما يليق بهم وينبغي لهم.
الدعوة إلى الله بفعل الإنفاق، وهي أبلغ كثيرًا من الدعوة بالقول المجرَّد.
إغاظة الشيطان بطاعة الله ورسوله في حفظ شرائع الإسلام، وفي حفظ المسلمين من فتن الشهوات والشبهات التي يُقَرِّب الفقر إليها ويعين عليها.