قال: كثرت معاصيَّ حتى يئست من نفسي؛ فادع الله أن أموت فأُقطع عنها.
قلت: كيف طاعاتك؟
قال: قلَّت طاعاتي.
قلت: قلَّت طاعاتك فكثُرت معاصيك، لا أقول: هذا بسبب ذاك، بل هما شيءٌ واحدٌ؛ قلَّة الطاعات هي كثرة المعاصي، وكثرة الطاعات هي قلَّة المعاصي، كما أن إزاحة مادةٍ في الفيزياء تعني حلول مادةٍ غيرها محلَّها في نفس الآن؛ كذلك إزاحة طاعةٍ فيك تعني حلول معصيةٍ محلَّها في نفس الآن.
من عجز عن تكثير طاعاته وقدر على تقليل معاصيه فليُقلِّلها تكثر طاعاته، ومن عجز عن تقليل معاصيه وقدر على تكثير طاعاته فليُكثِّرها تقلَّ معاصيه.
كم من عبدٍ شق عليه ترك معصيةٍ فدافعها بفعل طاعاتٍ حتى دُفعت! وكم من عبدٍ شق عليه فعل طاعةٍ فاستعان عليها بترك معاصٍ حتى هانت عليه!