#في_حياة_بيوت_المسلمين. يقولون كأنهم حُكماء: لا

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

يقولون كأنهم حُكماء: لا يُطلب الاهتمام من المحبوب؛ سواءٌ الولد والزوج والصديق وذو الرحم؛ حتى باتت عقيدةً كبِر عليها الصغير وهرِم عليها الكبير.

بل يُطلب الاهتمام ما طُلِب الحب؛ لكن إلى أهله الذين هم أهلُه حقًّا، لا إلى الذين نتسوَّل منهم الحب كلما جاعت إليه قلوبنا، فنطلب إلى من يليق بنا الطلبُ إليهم غيرَ ندامى ولا آسفين؛ تذكيرًا بحق الحب، وإعانةً على حفظ القرب، فيكون حينئذٍ (تحقيقًا لا تخليقًا)؛ تحقيقًا لكمال المودة لا تخليقًا لأصلها.

محبوبك مِثلُك إنسانٌ، مجبولٌ على جهلٍ وضعفٍ ونسيانٍ، ومن ثبتت مودته بيقينٍ حرُم التفريط فيه بظنٍّ، ولم يزل الله -وهو أجلُّ ودودٍ- يُذَكِّر عباده -حتى أنبياءه- بما له عليهم من حقوقٍ؛ لِعلمه ببشريتهم باطنًا وظاهرًا، وخِبرته بأحوالهم انقباضًا وانبساطًا؛ كيف بمن دون الودود وكلُّ من دونه دونٌ!

يا هذا؛ ما لم يكن عتابك عَرَضَ مرضِ (تعشُّق التملُّك)؛ فعاتِب حريصًا رفيقًا جميلًا، وما ابتغى محبوبُك الخروجَ من سَخطك بعذرٍ؛ فافتح له سبيلًا، وما كان حَرَمُ الحب آمنًا فادخله بسلامٍ؛ أولم تُحْرِمْ نفسُك عند ميقاته بثياب القاصدين الصادقين! فما عليها أن تقف بعَرَفَاتِه إذن من سبيلٍ، ولا جُناح على روحك التَّوَّاقة أن تطوف بكعبته، ولا على فؤادك الهائم من بأسٍ أن يسعى بين صفاه ومَرْوَتِه؛ يا هذا؛ الحب كالحج عبادةٌ؛ فأتمَّه لله وكن فيه لنبيك من المتَّبعين.

أضف تعليق