من النفوس نفوسٌ مهرجانيةٌ؛ لونُها لونُ عذاب الله الذي يسمِّيه أصحابه -من أشباه البشر- مهرجاناتٍ، ويلتذون بسماعها مخسوفًا بذائقاتهم، أجلْ هو عذابٌ ضرب الربُّ به أهل الزمان كما ضرب أسلافهم بالقُمَّل والضفادع والدَّم؛ بَيْدَ أن هذه المهرجانات أشنعُ فظاعةً من هذه الثلاث لو عُصِرت في وعاءٍ واحدٍ.
فإن يكُ لونُ هذه المهرجانات شكوى صُروف الدهر إلى الخلق، ولعنَ أخلاق الخلق إلى النفس؛ فإن من النفوس نفوسًا مهرجانيةً، لا تنفكُّ شكَّاءةً على كل أحوالها وجميع أحيانها، كَلْبِيَّةً تلهث حُمِل عليها أم لم يُحمل. وكيف يُشكى إلى الخلق ثم هم يُلعنون! لا تسَل عن غير معقولٍ غيرَ عاقلٍ فإنك إذن تشقى.