شكا إلي مواجع نفسه الكثيرة، فأدركَت قلبي عليه شفقةٌ بالغةٌ، ثم قلت في نفسي وله: هذه رأفة أخيك بك عبدًا ضعيفًا عاجزًا لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا؛ كيف بما لك الآن عند من هو أولى بك من نفسك ومن والدَيك ومن العالمين!
قيل لأعرابيةٍ: أيُّ بنيكِ أحب إليكِ؟ قالت: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يَقدم. فمن أقرب لك -حائرَ النظر فقيرَ العمل- من مولاك! فأحسن به ظنك؛ فإنه عند ظن عباده به، وليفعل بك ربك في بلائك ما يريد.