يا أهل كل شهيدٍ؛ هل يُطَيِّب نفوسَكم رجوعُ شهدائكم إليكم تارةً أخرى!
فإن رجوع الشهداء إلى الدنيا تارةً أخرى ليس ممتنعًا لذاته، ولقد أمات الله طائفةً من خلقه ثم أحياهم، كما قصَّ علينا في التنزيل قصصهم؛ لكن الله إذا رجَعهم إليكم كما تشتهون؛ فليَشْتَهُن هم الرجوع إليه بالشهادة مرةً بعد مرةٍ.
ألستم تصدِّقون خبر نبيكم -صلى الله عليه وسلم- ما لا تصدِّقون أعينكم! فإنه قال: “ما أحدٌ يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيءٍ؛ إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل عشر مراتٍ لِمَا يرى من الكرامة”.
يا أم الشهيد، يا أباه، يا أخته، يا أخاه، يا زوجه، يا عياله، يا أرحامه، يا أصحابه؛ خيرٌ من ذَهاب أنفسكم على شهيدكم حسراتٍ؛ أن تعملوا مثل عمله فتموتوا مثل ميتته؛ فإنا لا محالة عاملون أحد العملين فميتون إحدى الميتتين؛ فقَرُّوا أعيُنًا.
يا أهل كل شهيدٍ؛ إن الشهداء عنكم في شغلٍ فاكهون؛ بلَّغنا الله ثأرهم.