وقائلٍ: لست أهلًا لغفران الله، ومتاب الله، وتثبيت الله؛ فكيف أرجوه ذلك!
يا حبيبي؛ هل سترك الله (كلَّ قصدٍ منك للسيئات، وكلَّ مكرٍ لها، وكلَّ حرصٍ عليها) وأنت للسَّتر أهلٌ! وهل أمهلك الله بعد خطاياك (ما بدا منها وما خفي، ما دقَّ منها وما جلَّ) وأنت للإمهال أهلٌ! وهل حَلُم الله عليك (فلم يعاجلك بالأخذ حيث تعرَّضت له جريئًا لا تعبأ) وأنت للحِلم أهلٌ! فما عجبٌ إلا عجبُك!
فقل: رب فاغفر لي وإن لم أكن للغفران أهلًا، وتب علي وإن لم أكن للمتاب أهلًا، وثبتني وإن لم أكن للثبات أهلًا، رب ما كنت مستحقًّا فيما مضى إحسانًا في الدين أحسنت به إلي، ولا مستأهلًا فضلًا في الدنيا أفضلت به علي، لكنك أحسنت وأفضلت حنَّانًا منَّانًا؛ فأدم علي تحنُّنَك وتمنُّنَك ما أشدَّ فقري إليك!
يا حبيبي؛ تملَّق الله بهذه أبدًا: رب أنت أدخلتني رحمتك؛ فلا تخرجني منها.