لست ترى المكْثرين شكاية ربهم

لست ترى المكْثرين شكاية ربهم إلى الخلق في الواقع والمواقع أن لم يفعل لهم ما يريدون منه؛ إلا أقلَّ عَبيده فعلًا لما أراد هو منهم، وكأنه فعَّالٌ لما يريدون لا لما يريد! تبارك الله وتعاظم، كما لست ترى المكْثرين شكاية الناس أن ظلموهم بالتُّروك والأفعال؛ إلا أقلَّهم إحساسًا بغيرهم وإحسانًا.

ليس من وراء ذلك مع الحق وفي الخلق إلا الأَثَرَة الطاغية، الفناء في النفس، الغرق في الذات، عبادة الأنا؛ يدور أحدهم مع نفسه حيث دارت، ويميل بها أنَّى تميل، هي الميزان والمقياس والمعيار، المَرْضِي عنه من واطأه على محبوباته وإن كانت مكروهةً لله، والمغضوب عليه من لم. بالله العِياذ واللياذ.

أضف تعليق