‏أحبك.. إي والذي يعلم السر..

‏أحبك.. إي والذي يعلم السر.. وتزعم نفسي أنها تفديك.
انتهى بالشيخ الإمام سيره -ذات ليلةٍ- في ميدانه ميدان الثورة -قبل أن يفرّط فيه أهله اختيارًا فيُحجبوه بناموس الله قهرًا واضطرارًا- إلى رصيفٍ فقعد عليه، تحوطه -سائرًا قاعدًا- جماهيره الظِّماءُ إلى أضوائه الكاشفات في دياجير الظُّلَم. إذ سمعت -واللهِ السميعِ العليمِ- رجلًا لا يؤبه له إلا من سماوة فطرةٍ -وزيتُ الفطرة يكاد يا قومِ يضيء ولو لم تمسسه نارٌ- سمعته يهتف بالحكيم: “قول يا شيخ حازم لأولادك عالسر اللي بينك وبين ربنا، اللي ربنا نور بيه بصيرتك لوحدك”. تعرِّض فطرة الرجل العتيق -إذ ذاك- بموقوذ الساسة، ومتردية المشيوخاء.
وكان شيخ الثوار يقص علينا -بُعيد فوز مرسي بساعاتٍ- حديث انقلاب الفجرة. قصَّه مفصلًا. قائسًا على مطوية تاريخٍ قريبٍ، تاريخٌ لم يجفَّ من دمه -بعدُ- المداد.
ألا إن مصابنا فيك -وحالنا تيك- جللٌ، لكن لم يبرح يمينَ ربنا السَّحاءَ يُمنُ الأمل.

أضف تعليق