قال لي تاركٌ للصلاة يومًا: ما يمنعني من الصلاة إلا بلاءاتي.
وهل ابتلاك الله إلا لتصلي! إلا لتُرجعك الصلاة إلى عقد العبودية الذي مزقته.
لئن لم يُظهر لك البلاء عِظَم افتقارك إلى ربك؛ فما يُظهره!
ويحك! لئن لم يأت بقلبك البلاء؛ فليأتين بحياتك كلِّها عذابٌ لا فرصة لك بعده.
“وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ”.
ما يفعل الله بعذابك! أنت الراكض إليه المُصِر عليه؛ فاستنقذ نفسك بالصلاة.
ليس بين الأرض والسماء كربٌ مُعْذِرٌ في ترك صلاةٍ واحدةٍ.
لو أن مجاهدًا فرَّط في المكتوبة شُغلًا منه بالقتال؛ لرد الله جهاده في وجهه.
“يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ”.
تعاجَزوا عن السجود طَوْعًا؛ فأعجزَهم الدَّيَّان هناك كَرْهًا، “وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”.
توهَّم نفسك في القيامة يدعوك الله إلى السجود؛ فلا تقدر!
“خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ”.