قال: أُغلب كل حينٍ على شهوةٍ محرمةٍ، ثم أستغفر وأتوب، ثم أعود إليها، حتى يئست من نفسي، وأيقنت أني من المُصِرِّين على الذنوب؛ فما تقول؟
يا حبيبي؛ لا يستوي عند الله تكرار الذنب، والإصرار عليه، واستحلاله.
تكرار الذنب مع التوبة منه كل مرةٍ؛ ليس إصرارًا عليه.
الإصرار عليه: تكراره مرةً بعد مرةٍ بغير توبةٍ بينهن.
استحلاله: اعتقاد حِلِّيَّته إذا كان تحريمه قطعيًّا.
من كرر ذنبه وهو يستغفر الله ويتوب منه كل مرةٍ؛ فهو وليٌّ لله.
من أصر على الذنب يكرره مرةً بعد مرةٍ بغير توبةٍ بينهن؛ فهو فاسقٌ.
من استحل ذنبًا حُرمته قطعيةٌ؛ فهو كافرٌ، وإن لم يعمل به قطُّ.
يا حبيبي؛ لا تعص الله في أمره ونهيه، وزاحم باطنك وظاهرك بالطيبات والمباحات، فإن أرادك الشيطان على فعل معصيةٍ فجاهده -مستجيرًا بالله- ألا تفعل، فإن عصمك الله منها فلم تفعلها فتلك رحمته يختص بها من يشاء، وإن غلبك هو ففعلتها فاستغفر الله وتب إليه من قريبٍ، فإن أرادك عليها ثانيةً ففعلتها فاستغفر الله وتب إليه من قريبٍ، افعل ذلك كل مرةٍ وإن تكرر ذنبك في اليوم؛ بَيْدَ أن كاره الخطايا لا يزال يتبصر أبواب الخطايا فيُوصِدها.
ما فرَّط الشيطان في غوايتك التي وعدك بها ولا ييأس؛ أفتُفَرِّط أنت في عبادتك التي وعدت الله بها وتيأس! هو باليأس أولى، أنت بالأمل أحق.