ترجو من محبوبك البذل لك من باطنه وظاهره؛ ما لا تبذل معشاره لله!
تحاسبه عسيرًا إذا فرَّط في جنبك؛ وأنت شديد التفريط في جنب الله!
تُؤَنِّبه على لَهوه إذ تحدثه؛ وأنت كثير السهو بين يدَي الله!
تؤاخذه على قليل ذكره لك؛ وأنت قليل تلاوة القرآن وذكر الله!
تَعْذِلُه إذا آثر عليك من هو خيرٌ منك؛ وكم تؤثر ما دون الله على الله!
تُثَرِّب عليه إذا لم يسارع في هواك؛ وأنت تقوم متثاقلًا إلى عبادة الله!
تغار عليه أن يخطر على قلبه غيرك؛ وقد حُشي قلبك بمَساخط الله!
تَلْحَاه إذا أرضى غيرك بإسخاطك؛ وأنت تُسخط الله بإرضاء من سواه!
تُعَنِّفه إذا لم يغضب لغضبك؛ وكم تَهَشُّ في وجوهٍ كثيرةٍ تُغضب الله!
تلومه إذا لم يصالحك بعد جفائه؛ وأنت بطيء الأَوْبة بعد الشرود عن الله!
تعاتبه في ضعف وصاله الظاهر؛ وأنت أضعف ما يكون قلبُك في الصلاة!
تأسى على نُكرانه جميلَك؛ وكم تغفل عن شكر آلاءَ لا يحصيها فيك إلا الله!
تراه كاذب الحب إذا والى عدوًّا لك؛ ولا ترى حب الله دعوى حين توالي عِداه!
تراه جافيًا إذا لم يصلك أيامًا وإنْ بعُذرٍ؛ وكم تهجر الصلاة لا عذر لك عند الله!
لا تقنع بلقائه بعد فراغه من كل عملٍ؛ وأنت تجعل لله فَضْلَة أوقات الحياة!
ترى ذلك حقًّا لك بمقتضى حبك له؛ وأنت العبد لا تؤدِّيه على وجهه حقًّا لله!
لستَ خالق محبوبك ولا رازقه، وخالقك ورازقك وولي كل نعمةٍ فيك الله.
إن ربًّا هو الأول الأعظم؛ لحقيقٌ أن يكون أول محبوبيك في قلبك وأعظمهم.
اللهم أنت أولى بكمال حبي وشواهده؛ فاغفر لي كل ما آثرته هُنَيْهَةً عليك.
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.