#في_حياة_بيوت_المسلمين. صَهْ يا صديقي؛ أربعةٌ

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

صَهْ يا صديقي؛ أربعةٌ لا تقبل المرأة فيهن مزايدة الرجال عليها؛ الأنوثة والصداقة والتبعُّل والأمومة، مهما بلغت فيهن أخطاؤها والخطايا، وتتابعت فيهن كوارثها والرزايا؛ ألا إنَّ كلكم جرَّب مثل تجربتي، فعرف مثل معرفتي.

فإذا نصحت لذاتِ قرابةٍ -ذاتَ جنونٍ- في ضلعٍ من هذا المُرَبَّع المُبَجَّل -أبًا أو أخًا أو زوجًا أو ولدًا أو جدًّا أو حفيدًا أو خالًا أو عمَّا أو ابنَ أخٍ أو ابنَ أختٍ أو مُحَرَّمًا بالرَّضاع أو مُحَرَّمًا بالمصاهرة- فترفَّق بها وتلطَّف، وترقَّق لها وتعطَّف، ثم لا تظن بنفسك -وغدًا لئيمًا- إلا ما يليق بك من أنواع الشرور ودرجاته.

ثم اعلم أنك -إذ خطرتْ لك المزايدة عليها ببالٍ، وطافت لك بخيالٍ، ودارت لك بمجالٍ- شريرٌ باغٍ، مُبِيرٌ طاغٍ، بِتَّ ليلَك تمكر لها المكائد، وقطَعت نهارَك تَحِيك لها الشدائد، ما رجاءُ باطنك إلا تكسيرُ عظامها، ولا جهدُ ظاهرك إلا تدميرُ حطامها، لا ترقُب فيها إلًّا ولا ذمَّةً، ولا تساوي في سوق الرجال مثقالَ رِمَّةٍ، لم يُكتب لك في فهم بنات حواءَ حظٌّ، ولم يُقسَم لك من الشعور بهن نصيبٌ.

أما ما سوى هذه الأربعة؛ فتقبل المرأة فيه نصيحتك؛ إذا أفشيت لها السلام، وألنت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، وصليت ابتغاء رضاها بالليل والناس نيامٌ، وسألت الله توفيقه في نصحها بين الركن والمقام. يا مسكين؛ رَيَّحِ المدام.

أضف تعليق