بالربِّ من همْز كل شيطانٍ

بالربِّ من همْز كل شيطانٍ وأن يَحضرونا عِياذًا، وإليه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا لِياذًا، واحتِماءً بِعُصُمِه أن نُشَاقَّه جهرةً أو نتسلَّل لِواذًا.

بسم الله مولانا ما توالى عَشِيٌّ وإشراقٌ، منه لاح المُبتدا وإليه يَغْرُب المَساق.

المحمود أزلًا أبدًا ربُّنا عزَّ جلالُه، والمُصَلَّى عليه دِيمةً نبيُّنا محمدٌ وآلُه.

شُهَّدًا ألا إله إلا الله؛ تفرَّد بالربوبية كما استأثر بصفات الكمال وكمال الصفات، فاستحق جميع العبادات مألوهًا على جميع المعبودات.

صُدُقًا أن محمدًا عبده ورسوله؛ المُسْرَى به إلى المسجد الأقصى كتبَنا الله في مُعْتِقِيه جُندًا، المعروجُ به إلى سِدرة المُنتهى فلا أَنْضَرَ من قُدُسِها عِنْدًا.

سَمِع سامعٌ بحمد الله وحُسن بلائه علينا، ربَّنا صاحِبنا وأفضِل علينا، عائذِين بالله من النار.

اللهم بك نصول وبك نجول، فيما نقصِد ونفعل ونقول؛ بدِّل مكان سيئاتٍ صبَرْنا أنفسنا فيها هذه الحسنة التي صبَرْتنا فيها، وأنت الغفور الشكور، وما قضيت لنا في الدنيا بقاءً؛ فاقدُر لنا على الدين لقاءً، واجعله من كل مُخَبِّبٍ نقاءً، رحمتَك وبركاتِك علينا إنك حميدٌ مجيدٌ.

رَضِيُّ السلام وهَنِيُّ الرحمة وصَفِيُّ البركات على الجليلة والدتي، وعلى البررة أهل بيتي، وعلى الطيبين أرحامي، وعلى النبلاء أصحابي، وعلى الكرماء جيراني، وعليكم إخوة التوحيد والزاكيات كافةً أجمعين، ولا تُسلِّم اللهم في الدارين وبرزخٍ بينهما على قُبُورِيٍّ مخذولٍ يُسَوِّغُ للناس دعاء المقبورين فيُشركون بك موتى لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، ولا على قُصُورِيٍّ مرذولٍ يُطَوِّعُ للناس حُكم الطواغي فيُشركون بك أحياءً هم شر خلقٍ بين أرضك وسمائك.

رحم الله عبده أيمن، وغفر له، وتجاوز عنه، وتقبله في خير الشهداء، وألحقه بأرباب طريقه الذي عاش عليه ومات عليه، وأخلفنا خيرًا منه، ولعن قاتليه، وبصَّر بهم، وأمكَن منهم؛ إنه هو العزيز الرحيم.

أستغفر الله من موجبات الخذلان في قصدي وقولي وعملي ما ظهر منها وما بطن، وأستهديه لقلبي وقلوب عبادٍ لا يريدون عُلُوًّا في الأرض ولا فسادًا، وأستعيذ به لي ولمن واليت فيه من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعملٍ، وأستعين به على التسديد والمُقاربة ابتغاء وجهه الأعلى وثوابه الأحلى، وأسترحمه لكل داعٍ إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرةٍ لا يخاف فيه لومة لائمٍ، وأسترضيه لكل معينٍ عباده على ما خلقهم لأجله في علمٍ نافعٍ أو عمل صالحٍ، بربي الحول والقوة له مقاليد كل شيءٍ وهو البرُّ الكريم.

أضف تعليق