وماذا عليك لو صلَّيت كل

وماذا عليك لو صلَّيت كل حينٍ ركعتين في جوف الليل، لا تصلِّيهما إلا لسؤال الله في سجودهما غفرانَه ورضوانَه لجَدِّك الرابع! هذا الجَدُّ المسكين البالي الذي ما بقي منه في الحياة الدنيا إلا اسمُه، وعمَّا قليلٍ يذهب اسمه منها كما ذهب منه كل شيءٍ، تبتهل في صدقٍ ليس كمثله صدقٌ إلى أرحم الراحمين ابتهالَ شاهدٍ قادرٍ متكلمٍ لغائبٍ عاجزٍ صامتٍ؛ أن يرحمه وأهلَ بيته الذين لا تعرفهم كما لا تعرفه، لكنَّ الله كان ولم يزل بهم خبيرًا رقيبًا، ولحسناتهم وسيئاتهم يوم كانت محصِيًا حسيبًا، تتضرَّع إليه أن يرحمهم برحمته الواسعة كلَّ شيءٍ؛ عسى الرب الشكور الذي يُعجبه أيَّما إعجابٍ تحنُّنُ عبادِه بعضِهم على بعضٍ؛ أن يُقيِّض لك يوم تُنسى كأن لم تكن وأهلُ بيتك؛ عبدًا نبيلًا يبرُّ أرواحكم الفقيرة إلى أي برٍّ من أي أحدٍ بأي خيرٍ يَذْكُرها هناك فيَجْبُرها. توهَّم نفسك جَدَّك وانظر ما تشتهي.

سَمِع هذا الحرفَ سامعٌ فقال: ولئن حججت عن نفسي واعتمرت، وعن والديَّ إذا لم يَحُجَّا في حياتهما ويعتمرا؛ لأحُجَّن عن جَدِّي هذا أو غيره ممن بَلُوا وأعتمر، إني اليوم لفقيرٌ ويوم أُنسى كأن لم أكن أشدُّ فقرًا، واغوثاه ربَّاه لي ولكل ميتٍ.

أضف تعليق