إلى كل نصرانيٍّ له علينا

إلى كل نصرانيٍّ له علينا حق البر والقسط؛ جعل الله هذه القصيدة بركةً على عقلك وقلبك.

أعُبَّادَ المسيحِ لنا سؤالٌ ** نريدُ جوابهُ ممنْ وعاهُ

إذا ماتَ الإلهُ بصنعِ قومٍ ** أماتوهُ فهلْ هذا إلهُ

وهلْ أرضاهُ ما نالوهُ منهُ ** فبُشراهمْ إذا نالوا رضاهُ

وإنْ سخطَ الذي فعلوهُ فيهِ ** فقوَّتهمْ إذًا أوْهَتْ قُواهُ

وهلْ بقيَ الوجودُ بلا إلهٍ ** سميعٍ يستجيبُ لمنْ دعاهُ

وهلْ خلَتِ الطِّباقُ السبعُ لمَّا ** ثوى تحتَ الترابِ وقدْ علاهُ

وهلْ خلَتِ العوالمُ منْ إلهٍ ** يدبرها وقدْ سُمِرَتْ يداهُ

وكيفَ تخلَّتِ الأملاكُ عنهُ ** بنصرهمُ وقدْ سمعوا بكاهُ

وكيفَ أطاقتِ الخشباتُ حملَ الـ ** إلهِ الحقِّ مشدودًا قفاهُ

وكيفَ دنا الحديدُ إليهِ حتى ** يخالطهُ ويَلحقهُ أذاهُ

وكيفَ تمكنتْ أيدي عِداهُ ** وطالتْ حيثُ قدْ صفعوا قفاهُ

وهلْ عادَ المسيحُ إلى حياةٍ ** أمِ المُحيي لهُ ربٌّ سواهُ

ويا عجبًا لقبرٍ ضمَّ ربًّا ** وأعجبُ منهُ بطنٌ قدْ حواهُ

أقامَ هناكَ تسعًا منْ شهورٍ ** لدى الظلماتِ منْ حيضٍ غِذاهُ

وشقَّ الفرْجَ مولودًا صغيرًا ** ضعيفًا فاتحًا للثدي فاهُ

ويأكلُ ثمَّ يشربُ ثمَّ يأتي ** بلازمِ ذاكَ هلْ هذا إلهُ

تعالى اللهِ عنْ إفكِ النصارى ** سيُسألُ كلُّهمْ عما افتراهُ

أعُبَّادَ الصليبِ لأيِّ معنىً ** يُعَظَّمُ أو يُقَبَّحُ منْ رماهُ

وهلْ تقضي العقولُ بغيرِ كسرٍ ** وإحراقٍ لهُ ولمنْ بغاهُ

إذا ركبَ الإلهُ عليهِ كَرهًا ** وقدْ شُدَّتْ لتسميرٍ يداهُ

فذاكَ المركبُ الملعونُ حقًّا ** فدُسْهُ لا تبُسْهُ إذْ تراهُ

يُهانُ عليهِ ربُّ الخلقِ طُرًّا ** وتعبدهُ فإنكَ مِنْ عِداهُ

فإنْ عظمتهُ منْ أجلِ أنْ قدْ ** حوى ربَّ العبادِ وقدْ علاهُ

وقدْ فُقدَ الصليبُ فقدْ رأينا ** لهُ شكلًا تذكرنا سَناهُ

فهلَّا للقبورِ سجدتَ طُرًّا ** لضمِّ القبرِ ربكَ في حشاهُ

فيا عبدَ المسيحِ أفقْ فهذا ** بدايتهُ وهذا منتهاهُ

رضي الله عن ابن القيم وعن الصادقين في رحمة الكفار، وسوَّد الله وجوه الكاذبين الفاتنين.

أضف تعليق