يا أفئدة المحبين؛ توجَّعي. “وَلَقَدْ

يا أفئدة المحبين؛ توجَّعي.

“وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ”.

“أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي”.

هاتان آيتان تهدَّان قلبي هدًّا؛ لا إله إلا الله.

أما الأولى فمعناها أن الرجيم -لعنه الله- تحقق له ما قاله لله -جلَّ وعزَّ- بعد إعلانه عداوة آدم عليه السلام: “لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا”، فكان ذلك بقدر الله كذلك، واتبعه الأكثرون، ونجا المخلَصون.

كأني بك الآن -وقد وعيتها- تقول: لا والله؛ لا يُصَدَّق ظنُّ الشيطان من جهتي بعد اليوم، اللهم إني مجتهدٌ بك ألا أعصيك، فإن عصيتك فإني مستعينٌ بك على التوبة، أما سوالف ذنوبي فإني مستغفرٌ منها جميعًا، اللهم إني متضوِّرٌ عليه غيظًا، فلأرضينَّك بغيظي هذا حتى أرضى، ولأُخزينَّ إبليس.

وأما الثانية فالمُوجع سياقها التي وردت فيه؛ “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَآئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّآ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ”؛ أسجدتُ الملائكة وهم عبادي المكرمون لأبيكم وأنتم في صلبه إكرامًا لكم، ولما امتنع إبليس عن السجود أخرجته من رحمتي كلها، ثم تتخذونه وذريته أولياء “مِن دُونِي”!

“مِن دُونِي” .. “مِن دُونِي”! ألف آهةٍ يا قلبُ، ليتني مت قبل طاعة الشيطان مرةً، لذلك حق لله -عزَّ قدرُه- أن يقول في عقبها: “بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا”؛ بئس البدل لمن وضعوا طاعتهم في غير موضعها.

كأني بك -تارةً أخرى- تجدد غيظ قلبك على اللعين وتقول: بل أتخذك اللهم (من دون الشيطان) وليًّا؛ أتولاك بتوحيدك وطاعتك، فإن نهش منهما شيئًا أرغمت أنفه بتوبةٍ لك نصوحٍ، لا إله إلا أنت.

أضف تعليق