الكفر والجنون والانتحار؛ أحجارٌ لا تُصَوِّبها فتنُ الزمان العصيبة وأمراضُه الرهيبة بعيدًا عن بناياتنا، ما بيننا وبينها سوى أسوار عصمة الله؛ استديموا الله عصمته.
حمزة أبو زهرة
#في_حياة_بيوت_المسلمين. الحكمة في تربية ولدك:
#في_حياة_بيوت_المسلمين.
الحكمة في تربية ولدك: وضعُ الرفق موضعه والشدة موضعها، فمن تحيَّر في موطنٍ فلم يدْر الرفق فيه أصلح لولده أم الشدة؛ فليُرَجِّح الرفق؛ فإن مغارم الرفق إذا وضعته في غير موضعه أهون كثيرًا من مغارم الشدة إذا وضعتها في غير موضعها، ولذلك جاء الحديث عن النبي ﷺ: “ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرجٌ فخلُّوا سبيله؛ فإن الإمام أن يخطئ في العفو خيرٌ من أن يخطئ في العقوبة”، ومن عالج التربية أذعن لهذا.
جمع مواطن فشله كلَّها في
جمع مواطن فشله كلَّها في حياته الدينية والدنيوية في ورقةٍ، ثم دفع بها إليَّ ليؤكد لي صحة نظره الدائم في نفسه أنه (فاشلٌ)؛ فقلت له -وأنا بعامَّة حياته خبيرٌ-: ماذا لو جمعت لك نجاحاتك في الجانبين كلَّها في ورقةٍ أخرى!
يا حبيبي؛ أنت لست أخطاءك بمعزلٍ عن إصاباتك فتيأس، ولا إصاباتِك بمعزلٍ عن أخطائك فتغتر؛ أنت مجموع إصاباتك وأخطائك وما بينهما مما لا يترجح فيه أحدهما، أنت بخيرٍ ما عملت للكمال إرادةً وسعيًا، أنت محاولة الجمال.
يا أهل غزة وكل مجاهدي
يا أهل غزة وكل مجاهدي الأمة؛ ما نسيناكم وأنَّى لعاشقٍ!
كل أمرٍ بمعروفٍ في عقيدةٍ أو عبادةٍ أو معاملةٍ؛ نصرةٌ لكم.
كل نهيٍ عن منكرٍ في عقيدةٍ أو عبادةٍ أو معاملةٍ؛ نصرةٌ لكم.
فأما الدعاء لكم؛ فمبذولٌ موصولٌ حيث يحب الله؛ ربَّاه فتقبله.
إن كنا لَنعلم أن حقَّ النصرة بذلُ الأموال والأرواح، وأننا مفرِّطون.
ليس الذي يصيبكم مهما طال مما يؤلَف؛ إنه ناقضٌ ظهور الرجال.
اللهم عليك بالطواغيت، ومن والاهم من جنودٍ وكُهَّانٍ، هَبْنا أعناقهم.
سبحان ربي وربك إنه لواحدٌ!
سبحان ربي وربك إنه لواحدٌ!
أجدُني قائلَها لحظة تكليم أحدٍ إياي بشيءٍ كان شاغلي، وهو لا يعلم.
جلَّ الجامعُ على الفِكَر أهلَها!
سَل ربك ما تشاء واثقًا
سَل ربك ما تشاء واثقًا بفضله، فإذا منعك إياه فثِق بحكمته.
هل يكون واثقًا بالله من يثق بصفةٍ له دون صفةٍ! سبحان الله!
إنما الثقة بالله: الثقة بنفسه وأسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله.
وقل: ربِّ إني لا أفرِّق بين صفاتك في رضاي؛ فافعل بي ما تشاء.
ما آمن بالله مفرِّقٌ بين رسله؛ أفيكون مؤمنًا بالله مفرِّقٌ بين صفاته!
حسناتُ السيئات! هل طرَق سمعَك
حسناتُ السيئات!
هل طرَق سمعَك هذا العنوانُ قطُّ حبيبي!
هذا حرفٌ لا يغريك بالمعصية قبلها؛ لكنه ينقذك من القنوط بعدها.
من اتَّبع أحسنه؛ فقد استحق بشارة الله، وكان مهديًّا من أولي الألباب.
لعل ذنبًا فعلته مغلوبًا من نفسك والشيطان، فأفقت من بعده نادمًا، على صادق التوب عازمًا؛ فَلان بالانكسار لله قلبك، ولهج بذكره لسانك، وخضعت لطاعاته جوارحك، لعل هذا الذنب أن يكون أرجى حسناتك عند الله.
إن للعبادة التي خُلِقْت لأجلها صورةً: هي امتثال الأمر واجتناب النهي، وحقيقةً: هي ذلُّ قلبك وإخبات نفسك، وقد يبلغ عبدٌ -بفعل المعصية، أو ترك الطاعة- من حقيقة العبادة ما لا يبلغه بصورتها؛ إذا هو صدَق الإلهَ المتاب.
إن العبد إذا أذنب، فأعقب ذنبه توبةً نصوحًا؛ صار ذنبه قدَرًا مقدورًا كسائر المصائب، وصحَّ له تأمُّل حكمة الله فيه؛ فالحمد لله بمُدْهِش رحمته.
يقول هذا التائب وقد بدَّل حُسْنًا بعد سوءٍ: أذنبت فخشع قلبي وانقادت أركاني، أذنبت فذهب كبري وانقشع غروري، أذنبت ففهمت من أسماء الله وصفاته ما فهمت، أذنبت فوعيت من سُنن الله ما وعيت، أذنبت ففقهت من أسرار الخلق والأمر ما فقهت، أذنبت فعرفت من نفسي ما عرفت، أذنبت فأشفقت على الخلق ما أشفقت، أذنبت فكرَّه الله إلي من عصيانه ما كرَّه، أذنبت فحبَّب الله إلي من رضوانه ما حبَّب، أذنبت فبعُد عني من الدنيا ما بعُد، أذنبت فدنا إلي من الآخرة ما دنا، أذنبت فأشهد الله قلبي من أنواع عبودياته ما أشهد، أذنبت فبصَّر الله عقلي من حِكَم شرائعه ما بصَّر، أذنبت فعُلِّمت من طرائق النفوذ إلى النفوس ما عُلِّمت، أذنبت فازددت لربي في قدَره وشرعه تسليمًا، أذنبت فعاديت الجاهلية والشيطان زيادةً، أذنبت فأحببت ربي حبًّا جديدًا.
هذي حسنات السيئات: حُظوظ من عصى ثم عقل، قد أفلح التوابون.
اللهم قِنا السيئات جميعًا، فإن كانت -ونعوذ بك- فلا تعدمنا حسناتها.
لو أن ربي نفع بحرفي عبدًا؛ لقد أتم المِنَّة.
للسيئات حسناتٌ.
يا حبيبي؛ رابحٌ رابحٌ أنت
يا حبيبي؛ رابحٌ رابحٌ أنت بالدعاء وإن رأيت أنه لم يُستجَب لك.
الدعاء العبادة التي ما خُلِقْت إلا لأجلها؛ بل هو خير العبادة وأوفاها.
الدعاء توحيد ربوبيةٍ؛ فلولا اعتقادك أحَدِيَّة الله في خلقه وحُكمه؛ ما دعوته.
الدعاء توحيد أسماءٍ وصفاتٍ؛ فلولا اعتقادك تفرُّد الله بالأسماء الحسنى والصفات العلا؛ ما دعوته، ولولا اعتقادك واحِدِيَّته في صفات الكمال وكمال الصفات؛ ما دعوته، ولولا اعتقادك في أسمائه وصفاته ما يليق بها وينبغي لها بغير تعطيلٍ ولا تجسيمٍ ربًّا ليس كمثله شيءٌ فيها؛ ما دعوته.
الدعاء الإيمان الجامع بالأسماء والصفات مجموعةً غير مفرَّقةٍ؛ فإنك لا تدعو الله بشيءٍ إلا وقلبك مُوثَقٌ مربوطٌ على الإيمان بحياة ربك وقيُّوميَّته، ورأفته ورحمته، وقوته وقدرته، وعلمه وخبرته، وسمعه وبصره، وعزته وحكمته، وقهره وغلبته، ومُلكه ومالكيته، وغناه وبرِّه، وحفظه وحسابه وإقاتته، وتوليه وولايته، ووده ولطفه وإحسانه، وكرمه وجوده ومجده، وفتحه وقبوله وإجابته، وعفوه وحلمه ومغفرته، وسعته وإحاطته، وما لا ينتهي من أسماء ربك وصفاته.
الدعاء توحيد ألوهيةٍ؛ فلولا اعتقادك استئثار الله باستحقاق التعبد؛ ما دعوته.
الدعاء اتباعٌ للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فلولا تعبدك في قضاء الحاجة بما شرع هو؛ ما عرفت من تدعو، ولا كيف تدعو، ولا بِمَ تدعو.
الدعاء إسلامٌ؛ فهو خضوع قلبك وانقياد جوارحك في اللجأ إلى ربك.
الدعاء إيمانٌ بالله؛ فلولا إقرارك بالله ربًّا؛ ما توجه قلبك ولسانك إليه بالطلب.
الدعاء إيمان بالملائكة؛ فلولا إقرارك بوجودهم وما يفعل الله بهم في استجابات الدعاء؛ ما دعوته، حضرك هذا في الدعاء أم لم يحضرك.
الدعاء إيمانٌ بالكتب؛ فلولا تصديقك ما أمر الله في كتابه من دعائه؛ ما دعوته.
الدعاء إيمانٌ بالرسل؛ فلولا تصديقك الباطن أن الرسل هم أولى العالمين بالدعاء استمساكًا به وحضًّا عليه؛ ما دعوت الله مثلهم، متأسِّيًا بهم.
الدعاء إيمانٌ باليوم الآخر؛ فإنك إذ تدعو الله تعتقد أن استجابة دعائك قد تؤخَّر إلى يوم القيامة، وقد يَعْظُم إيمانك فتؤثر ذلك، ومع هذا لا تكف عن الدعاء.
الدعاء إيمانٌ بالقدَر خيره وشره؛ فلولا أنك تؤمن بخلق الله كلَّ شيءٍ، وعلمه بكل شيءٍ، وكتابته كلَّ شيءٍ، ومشيئته لكل شيءٍ؛ ما دعوته.
الدعاء إحسانٌ؛ فلولا شهودك جلال الله وجماله الذَين ترجو بهما رأفته التي يُدْفع بها الضر ورحمته التي يُجْلب بها النفع (كأنك تراه)؛ ما دعوته.
الدعاء صدقٌ؛ فلولا اجتماع قلبك على مرادك من الله؛ ما دعوته.
الدعاء إخلاصٌ؛ فلولا إفرادك الله بقصد التوجه؛ ما دعوته.
الدعاء حبٌّ؛ فلولا محبتك الله ما دعوته، وهل يُقصد اختيارًا إلا المحبوب!
الدعاء خوفٌ؛ فلولا رهبتك حصول شيءٍ أو عدم حصوله (مما ليس بيد أحدٍ في الوجود كله إلا الله وحده)؛ ما دعوته.
الدعاء رجاءٌ؛ فلولا طمعك في استجابة الله تضرعك إليه؛ ما دعوته.
الدعاء ذكرٌ؛ بالقلب فلولا تذكُّر القلب ربه ما حمل اللسان على الدعاء، وإن أصل الذكر بالقلب، ولئن كان الدعاء باللسان مجرَّدًا؛ فكم يَجْتَرُّ هذا القلب!
الدعاء حمدٌ وشكرٌ ومدحٌ وثناءٌ؛ في نفسه بدلالة التضمن، وبما قد يشتمل عليه.
الدعاء إيثارٌ؛ فلولا اختيارك الله فوق كل مرجوٍّ من الخلائق؛ ما دعوته.
الدعاء تعظيمٌ وإجلالٌ وإكبارٌ؛ فلولا أنك ترى ربك الأعظم الأجلَّ الأكبر؛ ما دعوته.
الدعاء تسبيحٌ وتقديسٌ؛ فلولا اعتقادك تنزُّه الرب عن كل عيبٍ متصلٍ وشريكٍ منفصلٍ؛ ما دعوته، وهل يُخَصٌّ بالسؤال ذو نقصٍ في نفسه مفتقرٌ إلى غيره!
الدعاء تفويضٌ وتوكلٌ؛ فلولا أن قلبك غير معتمدٍ على الأسباب ولا راكنٍ إليها (مهما أخذَت الجوارح بها لا تفرِّط فيها)؛ ما دعوت مسبِّبها.
الدعاء ثقةٌ ويقينٌ؛ فلولا قيامهما بقلبك في ربك وما في يده؛ ما دعوته.
الدعاء هجرةٌ وفرارٌ؛ فلولا شهادتك على سكون الأسباب إلا أن يحركها بارئها؛ ما تركت الاستناد عليها بكُلِّيتك ودعوت الله.
الدعاء صبرٌ؛ فلولا منعك نفسك السخطَ على القدَر؛ ما دعوت المقدِّر.
الدعاء افتقارٌ؛ فلولا شهودك فقر نفسك وضعفها وجهلها وذلَّها؛ ما دعوت الله.
الدعاء ذلٌّ واستكانةٌ وإخباتٌ وانقيادٌ وتسليمٌ، وما حقيقة العبادة إلا هذا جميعًا.
الدعاء أنسٌ بالله؛ فلولا حاجتك إلى تحبُّبِه إليك وتقرُّبِه منك بما تريد؛ ما دعوته.
الدعاء إيقاظٌ للقلب؛ فلولا إنعاشه بإحواجه إلى الله واضطراره إليه؛ بقي جامدًا خامدًا هامدًا، وإنما انتفاع اللسان والجوارح بالقلب إذا كان حيًّا.
الدعاء تزكيةٌ وتربيةٌ؛ فإنه بنفسه -وإن لم تقصد ذلك منه- مطهِّرٌ للنفس من عُجْبها المحبِط للأعمال وكِبْرها المفسِد للأحوال، ومؤدِّبٌ لها بأضدادها.
الدعاء تشبهٌ بالملائكة والنبيين والصِّدِّيقين؛ فإن سبيلهم الباطنة والظاهرة على كل أحوالهم وجميع أحيانهم؛ هي دعاء الله والتوسل إليه.
الدعاء تعريفٌ بنفسك في السماء؛ فإنك لا تزال تدعو الله وتُلِحُّ في الدعاء؛ حتى يألف صوتَك أهلُ السماء، وإن لم يسمعك سامعٌ من أهل الأرض.
ألم أقل لك: رابحٌ رابحٌ أنت بالدعاء وإن رأيت أنه لم يُستجَب لك!
أوقفني فاضلٌ على منشورٍ للحسن
أوقفني فاضلٌ على منشورٍ للحسن البخاري (غلام من لا غلام له)؛ ينعتني فيه بالتكفيري الخارجي، مقلدًا في هذه التُّهم مَواليه القبوريين الجُدُد، بعد ما كان لبرهامي غلامًا، ولا إخاله يصير لغير القصوريين غلامًا؛ فإنه لو أراد زيادة ضلالٍ وجورٍ وفسوقٍ -أجاره الله- فلن يجد مِثل الجُدُد وِطاءً وغطاءً.
اللهم ما أبقيتني؛ فاحفظ علي هذي التُّهم من مِثل رؤوس هذا الغلام، وأعذني بعزتك ورحمتك أن تُنْزَع عني؛ فإن لي ذنوبًا لو جازيتني ببعضها أخزيتني خزيهم وأبعدَ، اللهم إن يكن في هذا الغلام أثارةُ صدقٍ تجلت لك أنت فوق الباصرين جميعًا؛ فاهدِه، وقِ الفتيان الافتتان به؛ لا إله إلا أنت.
صباحكم وحين تمسون وعشيًّا وحين
صباحكم وحين تمسون وعشيًّا وحين تُظْهِرون: لا إله إلا الله.
لا إله إلا الله: ما نُبِّئ الأنبياء من آدمِهم إلى محمَّدِهم؛ إلا بها.
لا إله إلا الله: ما أُنزلت التوراة والزبور والإنجيل والقرآن؛ إلا لها.
لا إله إلا الله: أولُ كل أمرٍ وثِنَاه، وأوسطُه ومنتهاه.
لا إله إلا الله: أَرْقِي بها أسماعكم وأبصاركم وأفئدتكم.
لا إله إلا الله: أستحفظ الله بها ما بين أيديكم وما خلفكم.
لا إله إلا الله: أستودع الله بها عقائدكم وشرائعكم وآدابكم.
لا إله إلا الله: الكون من عرشه إلى فرشه لؤلؤٌ في سلكها منظومٌ.
لا إله إلا الله: ما لشكاياتنا الثلاثة (العيوبِ، والذنوبِ، والكروبِ)؛ إلا هي.
الله أكبر بلا إله إلا الله.
الحمد لله بلا إله إلا الله.
سبحان الله بلا إله إلا الله.
الصلاة والسلام على نبينا وكل نبيٍّ ورسولٍ وملَكٍ؛ بلا إله إلا الله.
ويح من لا يعتقد لا إله إلا الله دينًا.
خاب من لم تهْدِه لا إله إلا الله عِلمًا.
خسر من لم تسدِّده لا إله إلا الله عملًا.
ضلَّ من فقد لا إله إلا الله نورًا يمشي به في الناس.
لا إله إلا الله: لا مغيث للَهَفات النفوس سواها.
لا إله إلا الله: لا هادي من حَيْرات العقول عداها.
لا إله إلا الله: لا مطيب للأفواه مِثلُها.
لا إله إلا الله: لا مطبِّب للجوارح عِدلُها.
لا إله إلا الله: رَوح الأرواح في الدنيا، وفي الآخرة، وفي البرازخ بينهما.
لا إله إلا الله: تعس القصوريون والقبوريون؛ عَمُوا عن جوهرها وصَمُّوا.
الحسنى، واليسرى، وكلمة التقوى، والعروة الوثقى، ودعوة الحق، وشهادة الحق، والكَلِم الطيب، والقول الثابت، والطيب من القول، والعهد؛ هذي نعوت لا إله إلا الله الماجدة في كتاب لا إله إلا الله المجيد.
لا إله إلا الله: وسيلة الوسائل، وغاية الغايات.
مجرَّدةٌ حروفها لا نَقط فيها؛ فإنها لتجريد توحيد العبيد.
جوفيةٌ لا شفهيَّ فيها؛ فإنها لا تؤمِّن من الخوف إلا خالصةً من الجوف.
لا إله إلا الله: المُعَرِّفة بالله؛ نفسِه وأسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله.
لا إله إلا الله: الطائشة بسِجِلَّات السيئات، لا تطيش إلا ببركاتها.
لا إله إلا الله: المُثَقِّلة الموازين غدًا، لا تَثقل إلا ببركاتها.
أبو ذرٍّ: علِّمني يا رسول الله شيئًا يقرِّبني من الجنة، ويباعدني من النار.
نبي الله ﷺ: “إذا عملت سيئةً؛ فأتبِعها حسنةً”.
أبو ذرٍّ: مِن الحسنات لا إله إلا الله؟
رسول الله ﷺ: “هي أحسن الحسنات”.
بَخٍ بَخٍ أبا ذرٍّ! جلَّ سؤالك إذ كان في ذلك الجواب الأجلِّ سببًا.
لا إله إلا الله: لولاها ما فعل المأمورَ فاعلٌ، ولا ترك المنهيَّ تاركٌ، ولا صبر على البلايا صابرٌ، ولا شكر الأنعُم شاكرٌ.
لا إله إلا الله: لولاها ما ثبت على الصراط في الدنيا والآخرة ثابتٌ.
لا إله إلا الله: قرَّة عيون المستمسكين بعقائد الإسلام وشرائعه وآدابه؛ كلما اشتدت غُرُباتهم، وعظُمت كُرُباتهم، فلولاها ما هان عليهم شيءٌ من هذا.
لا إله إلا الله: بها يستعذب الموحدون العذاب.
لا إله إلا الله: مَعْقِد الولاء والبراء إلى يوم القيامة، لا يُعقدان إلا عليها.
لا إله إلا الله: رايتنا المَفدية في الجهاد، وظِلُّنا الظليل يوم التناد.
لا إله إلا الله: ما سكن في الكون ساكنٌ، وما تحرك فيه متحركٌ.
لا إله إلا الله: مدارج السالكين، ومعارج الواصلين.
لا إله إلا الله: كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة.
لا إله إلا الله: معنى الكتاب المَتْلُوِّ المسطور، ومبنى الكتاب المَجْلُوِّ المنظور.
لا إله إلا الله: ما عادى الشيطانُ والطواغيت والجاهلية مِثلَها.
لا إله إلا الله: عِلم الجاهل، واقتدار العاجز، شفاء العليل، وجبر الكسير.
لا إله إلا الله؛ ما لا إله إلا الله!
لا إله: وضعُ آصار الأوثان وأغلال الطواغيت عن معتقديها.
إلا الله: كمال حرِّيتنا بتمام عبوديتنا للأحد الصمد الحي القيوم.
لا إله: نفيٌ لجميع المعبودات؛ لا لوجودها فما أكثرها! بل أن تكون مستحقةً لشيءٍ من العبادة في نفسها، ثم نفي القلب أن يكون عابدًا إياها بشيءٍ.
إلا الله: إثبات استحقاق الرب الواحد الأحد للعبادة كلها اعتقادًا، ثم إثبات جميع عبادات القلب واللسان والجوارح له وحده عملًا.
لا إله إلا الله: لا معبود بحقٍّ إلا الله.
لا إله إلا الله: أليقُ أفعال العبد بها: أشهد؛ فإن معنى الشهادة متضمنٌ حُكم الحِس وحُكم العقل وحُكم تصديق الوحي الصادق.
لا إله إلا الله: من وحد بها المعبود المرسِل ﷻ في العبادة؛ فقد وحد بأختها (محمدٌ رسول الله) المتبوع المرسَل ﷺ في الاتباع.
لا إله إلا الله: حقُّ الحق، ونظامُ الخلق.
لا إله إلا الله: لا بوَّابة سواها في الدنيا لدخول الإسلام، وفي الآخرة للخلود في دار السلام، ولا نظر بغيرها إلى وجه ذي الجلال والإكرام.
لا إله إلا الله: لولاها ما أوجد واجبُ الوجود شيئًا من الوجود.
لا إله إلا الله: لأجلها قُدِر الكون وما فيه، وشُرِع الدين وما فيه.
لا إله إلا الله: ما غشَت نارًا في الخلق؛ إلا جعلتها بردًا وسلامًا.
لا إله إلا الله: حاكميةً، وحُكمًا، وتحاكمًا.
لا إله إلا الله: إيمانًا، ونُسُكًا، وأخلاقًا، ودعوةً، وحِسْبةً، وجهادًا.
لا إله إلا الله: حياةً، وموتًا، وبعثًا، وحسابًا يسيرًا.
لا إله إلا الله: شروطها: علمٌ، ويقينٌ، وقبولٌ، وانقيادٌ، وصدقٌ، وإخلاصٌ، وحبُّ.
لا إله إلا الله: شرط غفران الذنوب، وقبول الحسنات، ورفعة الدرجات.
لا إله إلا الله: خير ما قال الملائكة، والنبيون، وأولياؤهم من الإنس والجن.
لا إله إلا الله: إنْ من شيءٍ في السماء والأرض وما بينهما؛ إلا مسبِّحٌ بها.
لا إله إلا الله: العاصمة دماء معتقديها، المحرِّمة على النار خلودهم فيها.
لا إله إلا الله: من أصغر ذرَّةٍ فما دونها، إلى أكبر مجرَّةٍ فما فوقها، من مبدأ إلى الخلق إلى أبده، ما عقل منه وما لم يعقل، في عالمَي الغيب والشهادة، ما كان إيجادُه ولا إعدادُه ولا إمدادُه ولا إسعادُه؛ إلا بها ولها.
لا إله إلا الله: لولا رسول الله ما عرفناها، ولا اعتقدناها، ولا لهجت بها ألسنتنا، ولا سعت لها أركاننا، ولا طابت بها حياتنا؛ فصلِّ اللهم عليه وسلِّم.
ألا إن أوفى الوفاء لشهادة لا إله إلا الله؛ شهادةٌ في سبيلها؛ فاللهم اللهم.