الإنسان؛ ما الإنسان؟ وما أدراكم

الإنسان؛ ما الإنسان؟ وما أدراكم ما الإنسان؟

أنا، ونحن، وأنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتنَّ، وهو، وهي، وهما، وهم، وهنَّ.

لم يعظ قلبي فينا حرفٌ من قولٍ بشرٍ؛ كقول أبي العلاء:

صاحِ هذي قبورُنا تملأُ الرُّحـ ** ـبَ فأينَ القبورُ منْ عهدِ عادِ

خفِّفِ الوطءَ ما أظنُّ أديمَ الـ ** أرضِ إلا منْ هذهِ الأجسادِ

وقبيحٌ بنا وإنْ قَدُمَ العهـ ** ـدُ هوانُ الآباءِ والأجدادِ

سِرْ إنْ اسطعتَ في الهواءِ رويدًا ** لا اختيالًا على رُفاتِ العبادِ

رُبَّ لحدٍ قدْ صارَ لحدًا مرارًا ** ضاحكٍ منْ تزاحمِ الأضدادِ

ودفينٍ على بقايا دفينٍ ** في طويلِ الأزمانِ والآبادِ

تلك أبياتٌ من تأملها أخذت بمجامع نفسه أخذًا شديدًا، وسهل عليه التواضع للحق وللخلق، وعيتها صغيرًا عن شيخٍ أسيرٍ فرَّج الله عنه؛ فكأن صوته -الساعة- في أذنيَّ، وكأن ظهري حديث عهدٍ بسياطها، لوددت أنكم تحفظونها أجمعون؛ فتُسمعونها -كل حينٍ- أنفسكم ومن تحبون.

أما قول ربِّي -وأحقُّ القولِ قولُ ربِّي- فالمنتهى: “إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا”.

“ويلٌ لمن غلبت آحادُه عشراتِه”،

“ويلٌ لمن غلبت آحادُه عشراتِه”، “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى”.

الآحاد: السيئات؛ يُجزى صاحبها على الواحدة بمثلها أو يعفو الله -جلَّ جلاله- عنها، والعشرات: الحسنات؛ يُجزى صاحبها على الواحدة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ.

فمن غلبت آحادُه عشراتِه -بعد ذلك الفضل العظيم من الله الكريم- فويلٌ له؛ ذلك الذي قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مثله: “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى”.

إن من يستكثر من السيئات -وإنها لآحادٌ في العقوبة- ولا يتوب منها، ثم لا يزاحمها بالحسنات -وإنها لعشراتٌ في المثوبة- ويُذهبن السيئات؛ لا يكون إلا آبيًا دخول الجنة.

“إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعاتٍ عن العبد المسلم المخطئ؛ فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كُتبت واحدةً”؛ فمن غلبت آحادُه عشراتِه -بعد ذلك- فويلٌ له.

يا عباد الله المساكين؛ اقبلوا أن تدخلوا الجنة، ولتغلب عشراتُكم آحادَكم.

قال: يا أبتِ؛ أيُّ شيءٍ

قال: يا أبتِ؛ أيُّ شيءٍ بين الفجر والفُجوريات! كلما شاهدتُ هذه حُرِمتُ ذاك!

قال: يا بني؛ يَرُوعُ أباك في هتاف الفجر “الصلاة خيرٌ من النوم” -كلما تأمَّله- أمران:

– الهتاف؛ أقول في نفسي: هذا النوم طيبٌ مباحٌ، والصلاة خيرٌ منه؛ كيف هي من خبيثٍ محرَّمٍ!

– الهاتف؛ هذا الذي يبعثه الله -عزَّ جلاله- مناديًا عنه في الناس -كل غداةٍ- إلى بيته للصلاة بين يديه؛ أفترى -يا بني- أن ربك -سبحانه- يُذهب جَهَدَه العظيم سُدًى فلا يؤاخذ المعرضين عن دعوته!

يا بني؛ الشيء الذي بين صلاة الفجر -زادها الله مهابةً وتشريفًا- وبين الفُجوريات التي يسميها عدو الله وعدوك (الإباحيات)؛ شيءٌ قد حدَّثك الله عنه حديث رأفةٍ ورحمةٍ، لكنك لم تنصت إليه.

قال: آهٍ -يا أبتِ- وأَوَّهْ! أوَ قد فعل الله حقًّا! أيناهُ أيناهُ حديثُ ربي! لا إله إلا هو.

قال: قال الله علا وتعالى: “فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ”، يا بني؛ إن بين الصلوات وبين الشهوات لمعنًى، لا يستغرق العبدَ من لذائذ الدين شيءٌ كالصلاة، ولا يستغرقه من لذائذ الدنيا شيءٌ كالشهوة، وكِلتاهما تستغرقانه لإشباع حاجاته الضرورية الكبرى؛ الصلاة لإشباع حاجة روحه لا يقوم مقامها من العبادات شيءٌ، والشهوة لإشباع حاجة جسده لا يقوم مقامها من مُتَعِ الحياة الدنيا شيءٌ، فإذا ضيع العبد الصلاة اتبع الشهوات لزامًا، يطلب بها -جهالةً- قضاء حاجة روحه، وإذا اتبع الشهوات ضيع الصلاة لزامًا، تُخيِّل إليه -ضلالةً- أنها أشبعت حاجة روحه.

يا بني؛ ذاك حُكم الله القدريُّ بينهما. فأما حُكمه الحسابيُّ فيهما فإنه من جنس عمل العبد “جَزَآءً وِفَاقًا؛ من بات بمشاهدة الفُجوريات مشغوفًا؛ أصبح عن شهود الفجر مصروفًا. يا بني؛ اتق الله.

قال: يا بني؛ كيف تجد

قال: يا بني؛ كيف تجد قلبك؟

قال: قلبٌ أُشرب الذنوبَ حتى أظلم، كبِّر عليه أربعًا لا خير فيه.

قال: بل هو قلبٌ محبٌّ لله وإن عصاه، راغبٌ في القرُبات وإن فرَّط فيها، مبغضٌ للذنوب وإن قارفها.

يا بني؛ مهما أسأت الظن بنفسك -وذلك حقٌّ- فأحسن الظن بالله.

يا بني؛ إن مولاك كبيرٌ كريمٌ.

كبيرٌ هو الله جلَّ جلاله؛ فمهما كبُر ذنبك في نفسه وفي نفسك؛ فهو إلى كِبَرِ غفران الله صغيرٌ حقيرٌ.

وهو الكريم علا وتعالى، ولست أدري -يا بني- عن أي معنىً في كرمه -تقدَّس- أحدثك؛ لكني أصطفي لك من معانٍ له لا تُحصى ولا تُستقصى معنيين اثنين، يليقان بما ذكرت عن قلبك الصغير.

“الكريم -سبحانه- هو الذي يعطي بالتعرُّض، ويعطي بلا سببٍ”.

ذلك الذي وصفت به قلبك -بني- نوعٌ من أنواع التعرض لغوث الله؛ فقد جعلت ميزان وصفك له ما بينه وبين الله؛ فلما وجدته بعيدًا عن الله -وأنت محبٌّ له راغبُ فيه خائفٌ منه- قلت فيه ما قلت.

وأما قولك: “كبِّر عليه أربعًا لا خير فيه”؛ فهو معنى عجزك عن إدراك أسباب العافية، أو عجزك عن الانتفاع بها، أو عجزك عنهما جميعًا؛ وهنا يتجلى كرم ربك الأكرم إذ يعطي -تبارك- بغير سببٍ.

قال: لله رأفتُك ورحمتُك بي أبتِ، تلك نعمةٌ تمنُّها عليَّ ما حييت.

قال: لئن أعجبك برُّ أبيك بك فلقد أدهش أباك عطاء الله! ما جرى حرفٌ مني إليك -بلطفٍ وعطفٍ- إلا بقدَرٍ من الله، وإن ربك لا يقدُر شيئًا عبثًا؛ أفتظن أنه أراد بك سوءًا وقد دلَّك عليه بإحسانٍ؟

يا بني؛ اعرف ربك؛ من عرف الله أحبه، ومن أحبه أطاعه، فإذا عصاه أناب إليه، لا ييأس من رحمته وقد خَبَرَ سعتها بنفسه، ولا يقنط من عفوه وقد علم أنه حبيبٌ إليه؛ تلك أحوال العارفين الله.

يا بني؛ ظُنَّ بربك ما يليق به لا ما يليق بك؛ فقد أتانا أنه يؤمر برجلٍ إلى النار، فيلتفت، فيقول: ياربِّ؛ ما كان هذا ظني بك، قال: “وما كان ظنك بي؟” قال: كان ظني أن تغفر لي ولا تعذبني وأن تسَعَني رحمتك، قال: “فإني عند ظنك بي؛ خلُّوا سبيل عبدي”. يا بني؛ هذا الله الذي نعرف؛ لا نعرف ربًّا غيره، ولا نعرف عن ربنا إلا ذا؛ أن رحمته سبقت غضبه، وأن عفوه غلب عقابه، وأنه كبيرٌ كريمٌ.

بني؛ كيف تجد -الآن- قلبك؟

قال: أجده -بما قلتَ- مطمئنًّا برحمة الله، طامعًا في سعتها، خائفًا من فواتها، يا أبتِ؛ إني أحببت الله.

تواصيًا بالحق والمرحمة؛ “هَذَا بَيَانٌ

تواصيًا بالحق والمرحمة؛ “هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ”، “إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ”، “فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا”.

نذكِّر -حسبةً لله ورسوله- كل من أيد خنثى الطواغيت هذا -لعنه الله وأمكن منه- ساعةً من نهارٍ أسود من المنتسبين إلى الإسلام! بالتوبة النصوح إلى الله -جلَّ جلاله- والإنابة إليه؛ لِمَا عظُم به وبسادته وجنده من أنواع الجنايات على البلاد والعباد؛ في الدين والأنفس والأعراض والأموال وغير ذلك.

وقد أعلم أن كثيرًا من مؤيديه يعبدونه بالرَّغب حينًا وبالرَّهب أحيانًا -كسائر عباد الطواغيت- فلا أقصدهم بتذكيري، كما أعلم أن منهم طواغيت مثله، قَدَرَ هو فأظهر وعجز من عجز منهم فأَضْمَرَ؛ فلا أقصدهم بتبصيري، لكن أقصد العامة الذين ضلوا في أمره -بما كسبت أيديهم- عن سواء السبيل.

تلك التوبة التي يقبل الله -علا وتعالى- عنهم إذا جاءوه بها؛ هي إمساكهم عن تأييد الطاغوت باطنًا وظاهرًا، وندمهم على ما أحدثوه -به- في الإسلام وأهله من الخزي العظيم، وعزمهم على ألا يعودوا لما نُهوا عنه من موالاة الكافرين والمفسدين، وإحداثهم الخير بعد الشر -من جنسه- ليقوم عند الله وعند الذين آمنوا مقامه. وإن أحسن ما يأتون من الخير أمران؛ أولهما: دعوتهم من يليهم من أهليهم والناس إلى معاداة هذا الطاغوت ونظامه والسعي في الثورة عليه، والثاني: معاونة من ناله من المسلمين من طغيانهم وإفسادهم بما يستطيعون. من فعل ذلك فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم؛ إن الله كبيرٌ كريمٌ.

الإخوة طواغيت السعودية؛ بشويش؛ عايزين

الإخوة طواغيت السعودية؛ بشويش؛ عايزين نركز مع الأوبريت!

سكر مرشوش في طبق منقوش ** العبوا مع بعض ما تتخانقوش

اوعي سيبي اللعبة بتاعتي
لأ دي بتاعتي
يا سلام يا اختي
ما تشدِّش
طب يالَّا سيبيها
لأ دي بتاعتي
لأ دي بتاعتي
ما تشدِّش
ما تشدِّيش انتي
ياااااااااااااه
انتوا ولاد حلوين
العبوا مع بعض ما تتخانقوش
أيوه كده شاطرين
يالَّا ويَّايا ما تتكسفوش
نعمل إيه؟
راح نعمل رقصة ولعبة
نعمل إيه؟
واحد اتنين وكمان هوبة
واحد اتنين واحد اتنين
واحد اتنين وكمان هوبة
واحد اتنين واحد اتنين
واحد اتنين وكمان هوبة
سهلة قوي مش صعبة
اللعبة يلعبها اتنين
وتلاتة وألف وألفين
رايحة فين جاية منين
كلنا أصحاب وأحبة
واحد اتنين وكمان هوبة
سكر مرشوش في طبق منقوش
العبوا مع بعض ما تتخانقوش
اللعبة تاخدكوا ويَّاها
دنياها يا جمال دنياها
كل ما تمشوا شوية وراها
تعرفوا لعبة ورا لعبة
واحد اتنين وكمان هوبة
دنيا الألعاب
وادي البواب
عمال بيرحب بالأصحاب
وده إيه بقى يا حلاوة عليا
شوفوا شوفوا ده بيعمل كدة ليه
والعلبة دي يا ترى فيها إيه؟
هاهَّاه .. عفريت العلبة
واحد اتنين وكمان هوبة
دنيا شربات مليانة حاجات
وفيها حديقة حيوانات
العب العب دا انت فنان
وكمان العب وكمان وكمان
لونك من أجمل الألوان
بس بلاش دوشة وغلبة
واحد اتنين وكمان هوبة
وتعالوا بنا عازماكوا أنا
عالسيرك السيرك
السيرك هنا
مراجيح تفاريح
اوعوا تخافوا
اللعب يا مَكتر أصنافه
سقفوا جامد قولوا برافو
ده البلياتشو في الحلبة
واحد اتنين وكمان هوبة
الليلة دي عيد ميلادي
إيه رأيكو بقى في الحفلة دي
شفتوش بقى حفلة خطيرة كده
ولعب أعدادها كبيرة كده
ولا قطة سميرة نميرة كده
تعرف تعزف عالطُّمبة
تعرف ترقص رومبا
واحد اتنين وكمان هوبة

سكر مرشوش في طبق منقوش ** العبوا مع بعض ما تتخانقوش

قال: يا أبتِ؛ قل لي

قال: يا أبتِ؛ قل لي في “الشهوة” قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك.

قال: أما قبلها فمزاحمةٌ واصطبارٌ، وأما خلالها فمدافعةٌ واختصارٌ، وأما بعدها فمراغمةٌ واعتبارٌ.

قال: ليست الشهوة حالًا مجملةً فيصلح لها هذا الإجمال؛ فزدني.

قال: يا بني؛ أما المزاحمة قبلها فبالطيبات والمباحات؛ زاحم بهنَّ وقتك ونفسك وجَهدك؛ فإن للشهوة مبتدأً وخبرًا؛ فأما مبتدؤها فجُوانيُّ وهو نازع النفس والحسِّ، وأما خبرها فبرَّانيٌّ وهو الفراغ، فإذا صادف مبتدؤها خبرَها فلا تسل عن تمام جملتها، وإن مُقارفة النهايات من مُشارفة البدايات.

وأما الاصطبار قبلها فمعناه ديمومة التصبر، والتصبر تكلف العبد الصبر، ومن تكلف شيئًا بلغه، وقد قيل: “المزاولات تعطي المَلَكَات، والتمرينات تُبلِّغ الكمالات”، يا بني؛ إن يكن النصر صبرَ ساعةٍ؛ فإن العافية من الحرام صبر لحظةٍ، يا بني؛ رُبَّ شهوة ساعةٍ أورثت ذل الدهر، وإن السلامة لا يعدلها شيءٌ، ومن تعفَّف تخفَّف، ولذاتُ الصبر عند أهلها أطيبُ وأوفى، وإن ذلك لمن عزم الأمور.

وأما المدافعة خلالها فنفسيةٌ وحسيةٌ؛ فأما النفسية فبالرَّغب والرَّهب؛ فأما الرَّغب فمناجاتها بتذكرة الله -جلَّ جلاله- الحانية: “قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ”، وتبصرة نبيه -صلَّى الله عليه وسلَّم- الرافعة: “إن الله -عزَّ وجلَّ- ليعجب من الشاب لا صبوة له”، وأما الرَّهب فما يكون بدَنس الحرام من عاجل الخزي، ولا خير في لذةٍ من بعدها النارُ، وأما المدافعة الحسية فالقيام من قعودٍ أو المشي من قيامٍ وبكل حركةٍ يُصرف بها المخُّ عن مشغوله والقلبُ عن مطلوبه، وإن ذكر الله ليجمع لك ذلك كله، وخيره “لا حول ولا قوة إلا بالله”؛ لا تحوَّل من هياجٍ إلى سكونٍ ولا قوة عليه إلا بالله.

وأما الاختصار خلالها فمعناه الاقتصاد فيها، وقد فصلته من قبلُ، لكن أجْمله لك تارةً أخرى:

الاقتصاد خلال الذنب ألا تسرف فيه؛ لا تستوف من ذنبك كل لذةٍ به.

إن كان ذنبك يُقضى بوسيلةٍ واحدةٍ؛ فلا تعدُها إلى غيرها؛ أسلمُ لنفسك حالًا ومآلًا.

إن كان ذنبك يُقضى بك وحدك؛ فلا تورِّط معك فيه غيرك؛ ذلك أخف لك عند ربك لو ذهبت عنك سَكْرتك، وهَبْ أن الوهاب وهبك منه توبةً؛ من أين لك توبة من انتهك بك حرمةً من حرماته؟!

وأما المراغمة بعدها فإغاظة الشيطان -على ما وسوس وزين- بتوبةٍ نصوحٍ عاجلةٍ، تفسد عليه قصده من إغوائك وهو سخط الله عليك؛ فلئن كان الذنب مكروهًا لله فإنه “يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”.

وأما الاعتبار بعدها فالنظر إلى أسبابها العامة والخاصة ما ظهر منها وما بطن؛ لاجتنابها، وتأملِ عواقبها في القلب والعقل حالًا ومآلًا؛ فتستدل بما كان بها على ما لم يكن؛ فإن الشهوات أشباهٌ.

يا بني؛ أوصد الله على قلبك أبواب الفتن، وأعانك على ما فُتح عليك منها، وشغلك بمحابِّه ومنافعك عن مغاضبه ومضارِّك، وغفر لك ما سلف من آثامك وفات، وثبتك على صراطه السويِّ حتى الممات.

لئن تفجَّع من النفس -بما

لئن تفجَّع من النفس -بما اقترف طواغيت السعودية في البلاد والعباد- جانبٌ؛ فلقد استبشر منها -برأفة الله ورحمته- جانبٌ. أجل يا عباد الرحمن الفطناء؛ لقد طال تستر جُمَلٍ من الكفر والخيانة والظلم والفساد تحت غِلالةٍ رقيقةٍ من دينٍ متينٍ، دينٌ ما بعث الله نبيه -في جزيرة العرب- إلا ليجتث أشجار هذه الخبائث جمعاء من فوقها ومن فوق الأرض كلها، ذلكم الدين الخالص فأنى يؤفكون؟!

وضع هذا الحجاب الشفيف على جسد السلطة الكثيف -بمكر الليل والنهار- كفارٌ ومنافقون، حتى آن -بحكمة عزيزٍ حميدٍ- أن تتكشف سوآته للعَيَان، وأبرم الله -حَكَمًا ديَّانًا- ما نقض إبرامَهم، وأصبح للعالمين جليًّا ما بات عن الشاردين خفيًّا؛ أنه لم يكنٌ أمرٌ حتى يكون له وليٌّ، وأن أولئك الموالين -في صورة الأمر- بعضَ فروع الإسلام ليسوا -على حقيقته- سوى معادين لأصوله، وأن سقاية بطون الحاجِّ لم تكن إلا خطة شيطانٍ عربيٍّ لإظماء قلوبهم، وأن عمارة المسجد الحرام لم تكن إلا مكيدة شيطانٍ أعجميٍّ تخريبًا لعقائد أهله، وأن النسبة إلى ابن عبد الوهاب الخارج على بعض الشرك كانت لإدخال الناس في جميعه، وأن رفع مآذن الحرمين المشعََّة لم يكن إلا لمواراة قباب قواعد أمريكا المعتمة، وأنه لا يفعل بالبلاد محتلٌّ أجنبيٌّ عنها ما يفعل بها وغدٌ عاقٌّ منها، وأن موت أبي جهلٍ بمكة زعمٌ ووفاة ابن سلولٍ بالمدينة دعوى، إن يكونا مقبورين فمن يملي “مذمَّم بن هلكان” ما يقول؟!

آمنا بالله عليمًا؛ له الحمد بما دبَّر لدينه؛ ليحق الحق ويبطل الباطل، ويهلك من هلك عن بينةٍ ويحيا من حيَّ عن بينةٍ، “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”، سبحان المقيت! يختار لكل شيءٍ ميقاتَيْه الزمانيَّ والمكانيَّ الفاضلين، تبارك الحكيم؛ الشرُّ ليس إليه، كل قضائه خيرٌ، وهو اللطيف الخبير.

أَجِرْ جيراننا -يا رجاءنا- من جور الجائرين، وأيقظ بشرِّ أعدائك خيرَ أوليائك، وهيِّء لطُغمة الحكم الجبارين عصبة جندك المفلحين، وبارك على حرميك العتيقين وحولهما؛ أنت العزيز الرحيم.

ليس شيخٌ (معروفٌ) في الخليج

ليس شيخٌ (معروفٌ) في الخليج كله؛ إلا ولطواغيت بلاده في عنقه بيعةٌ، لا ينازع في ذلك إلا جاهلٌ أو مكابرٌ، وحسْب أولئك أجمعين من شنيع بيعتهم الرخيصة خزيًا، لكنهم -على التحقيق والإنصاف- ليسوا سواءً؛ منهم الخونة المبايعون (بيعةً خاصةً) ومنهم الدراويش؛ فأما الخائنون فالراكضون في محابِّ الطواغيت ومراضيهم يسارعون فيهم، بعض أولئك الحُقراء أخبث من بعضٍ، عليهم -فجارًا غدَّارين- من المليك الجبار ما يستحقون، لا أجد بقلبي كبير مأويةٍ إليهم فيما جرى من تسلط ملوكهم عليهم؛ جزاءً وفاقًا، وحسبي أن أذكر -الساعة- غبطة بعض أوباشهم في السعودية -من قريبٍ- بإعدام أربعين مسلمًا أو يزيدون، ما نقموا منهم إلا أن يثوروا على الطغيان والفساد حسبةً للإسلام وأهله، أما حضُّهم أمريكا على دكِّ اليمن السعيد -بوَكالة أمرائهم- فالأرض لاعنةٌ والسماء ساخطةٌ وما بينهما شهودٌ وما تحت الثرى، وأما الدراويش فالساكتون عن قبائح الطواغيت ووقائحهم؛ يحسبون أن صمتهم ينجيهم من بطشهم، وأنهم إذا نشطوا للحق فيما يُؤذن لهم منه -دون ما يمنعون عنه- سلموا من بأسهم، ووالذي نفوسهم بيده إنهم لواهمون؛ فإن الجاهلية لم تزل تحارب الإسلام في ألطف معناه وأيسر مبناه، لا تأذن بدقيقه إلا شغلًا بجليله. نرجو الله -علا وتعالى- أن يجعل سجن هؤلاء الآخرين بركةً عليهم في قلوبهم وعقولهم، وأن يوقظهم بوطأة بلائه من دميم سُباتهم، وأن يبصِّر إخوة الحق -هناك- بعداوة أنظمتهم، وأن يهيء لهم من صالح الأسباب ما يُثوِّرون به الناس عليهم نظرًا وعملًا؛ ما على حميدٍ مجيدٍ بعزيزٍ ولا بعيدٍ أن يفتح ويمنح، الحكم حكمه والقضاء قضاؤه، لا إله إلا هو العزيز الرحيم.

مباركٌ صعود مصر إلى كأس

مباركٌ صعود مصر إلى كأس العالم! وهنيئًا للاعبيها ملايين المسحوقين!

لولا الإيمان بجهنم -“فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا * ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا * ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا”- لانصدع قلبي وانشقَّ كبدي وانفطرت مرارتي؛ وأنا أسمع -اليوم- قاضي الكفر -قضى الجبار عليه بالخلود في سقر- يقضي بإعدام بضعة عشر مسلمًا، ويحيل أوراقهم إلى مفتي النار أحرقه ذو الانتقام بلظاها؛ جريمتهم “لا إله إلا الله”، منهم أحبةٌ لنا مكرمون، وكلهم أعزةٌ بررةٌ طيبون. رباه غوثك القريب لعقولنا أن تطيش.

لسنا نكره فرحة الناس! ربنا زدنا والمؤمنين فرحًا؛ فرحًا بما شرعت وبما أبحت، فرحًا لا يريده لنا عدوك إلهاءً بعد إلهاءٍ، فرحًا غير زائفٍ، فرحًا لم يصنعه الدجالون، فرحًا دعاته غير سفَّاكي الدماء هتَّاكي الأعراض نهَّابي البلاد والعباد. لا إله إلا أنت؛ بك البصيرة، ومنك الهدى، وإليك الرُّجعى.

أشيروا بعلامات النصر في يوم هزيمة إعدامٍ جديدةٍ؛ إنكم -حقًّا- موفقون.