سلام الله ورحمته وبركاته عليكم

سلام الله ورحمته وبركاته عليكم معشر الأبرار، دِيمَةً حتى يُقال لكم: “سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”، اشتاق إلى وصلكم قلبي خَبَر من برأ فيه حبي.

عسَّر علي Facebook فتح الصفحة خمسة أيامٍ، فلما أراد الله فتحها الآن يسَّر أسبابه، وكنت أقول كلَّ محاولةٍ: رب ما علمت فتحها خيرًا فيسِّره، وإلا فعسِّره.

الله أعلم بمآل الصفحة بعد الذي جرى لها، لعل أخي مارك -لعنه الله وبارك به- يغلقها، فمن رأى منكم شيئًا من الخير فيها وأراد نسخه فليفعل، واغفر اللهم.

لا أزال عاجزًا عن النظر في رسائل الماسنجر إلا قليلًا لِمَا أخبرتكم به؛ فتجاوزوا عن صاحبكم محسنين إليه مانِّين عليه، تجاوز الله عن سيئاتكم في أصحاب الصدق.

أُنشئ عمَّا قليلٍ مستعينًا بربي الرحمن خيرِ مستعانٍ به صفحةً جديدةً، ثم أُعرِّفكم بها هنا، فإذا قدَّر الله إغلاق هذه -محمودًا بكل حالٍ- سِرت وإياكم إلى الجديدة.

كيف تضرُّعكم إلى الله في السادة الأسرى! ليس عيبًا، بل قبيحًا؛ أن تشغلنا أنفسنا ودنيانا عن متواتر الابتهال إلى ذي الجلال فيهم حتى يُحرَّر آخر أسيرٍ.

يا أُصَيْحَابي؛ رحم الله موتاكم، وأطلق أُساراكم، وأبرأ مرضاكم، وطهَّر قلوبكم، وغفر ذنوبكم، وستر عيوبكم، وكشف كروبكم، ونوَّر دروبكم؛ إني في ربي أُحبكم.

تعليقاتٌ على تعليقات الأحبة على

تعليقاتٌ على تعليقات الأحبة على منشوراتي عن الْلُوطِيَّة والمُسَاحِقَات:

حيَّا الله غيرة الكرام المطيَّبين على الحياء قرينِ الإيمان، فوق رأسي ما دمت حيًّا، من رفق في نصيحتي ومن عنُف، مشكورون كلُّكم من قلبي خَبَر الله ربي.

ربِّ إني لِمَا مننت علي من نصح عبادك فقيرٌ، وإنك لو جازيتني بما أستحق حرَمتني نصحهم حيث أفتقر إليه، بك عِيَاذًا وإليك لِيَاذًا من ذلك العقاب الأليم.

لتَقَرَّ أعيُن الأحبة الميامين؛ إني -بحمد الله- في العِقد الخامس من عمري، لا طاقة لي -مُذ عرفت يميني من شمالي- بالبذاءة والتفحُّش، ما غلُظ منهما وما هان، ولا يهون منهما شيءٌ ما بقي الإسلام إسلامًا، يعرف هذا أهلي وأصحابي أجمعون؛ لكنها الضرورة الشديدة إخواني تصوَّرتموها معي أو لم تتصوَّروها.

ما جماهير الناس التي تُعجَب بالمنشورات التي تُسَوِّغ فواحش المؤتفكات؛ إلا منتسبون إلى الإسلام، يمرُّون بمصطلح “المثلية” فكأنها شيءٌ وحقيقتها شيءٌ.

المثلية: جِماع الرجال في أدبارهم وتَساحُق النساء، المثلية: انقلاب الدنيا والدين.

تسمية عمل قوم لوطٍ بالْلِوَاط والْلِوَاطَة والمُلَاوَطَة؛ سائغٌ لغةً وشرعًا، على هذا جماهير أهل العلم سلفًا وخلفًا، وإن كان قال بعضهم بالمنع منه، والله أعلم.

من فعل الْلِوَاط أو السِّحَاق ألف مرةٍ لم يكفر إجماعًا، ويظل فاسقًا ظالمًا فاجرًا مستحقًّا العذاب الشديد في الدنيا والآخرة وفي البرزخ بينهما، فأما من استحلَّ شيئًا منهما كفر، وإن لم يخطر على باله فِعلُه قطُّ؛ ذلك بأن الاستحلال تكذيبٌ لله وردٌّ لأحكامه، وليس استحلال الْلِواط والسِّحَاق مقصورًا على من قال: إنهما حلالٌ؛ بل صُور استحلاله أوسع من هذا وأشد، كقول المرتدين: إن للمثليين في الإسلام حقوقًا؛ ممن لا يخطر على قلوبهم -بطافح قرائن أحوالهم- معنى الحقوق العامة المقرَّرة في الإسلام للمسلم حيًّا وميتًا مهما فسق أو ظلم أو ابتدع؛ بل يصرِّحون تصريحًا بَوَاحًا يحفظ الأوقات والطاقات جميعًا بمُرادهم بالحقوق؛ أن لأولئك البُعَداء البُغَضاء الحرية فيما يفعلون، وأنه يجب الرفق بهم مطلقًا، وألا يُنكَر عليهم ما يفعلون إذ لا اختيار لهم فيه، وألا يُنبَذوا، وألا يُحرَموا ما لأهل الإسلام من الحقوق. فإن لم يكن هذا كفرًا فليس بين المشارق والمغارب كفرٌ.

يا عباد الله؛ هذه نار تلك الفواحش أوقدها الكفار الأصليون والمرتدون قريبًا من دياركم، فهَلُمُّوا إلى إطفائها بكل وسيلةٍ؛ أن تطول ذراريكم وأنتم لا تشعرون.

هل أتاك حديث التحرُّش الأسود

هل أتاك حديث التحرُّش الأسود بالأطفال الأبرياء!

لو كنت لاعنًا من العُصاة معيَّنًا؛ للعنت خنزير البشر المتحرِّش بالأطفال.

برُوحٍ ظَلِيمةٍ وقلبٍ فَحِيمٍ ونفسٍ دميمةٍ وعقلٍ مخمورٍ وفطرةٍ مطموسةٍ، وفي ساعة سَخطٍ من الرحمن حرَّم عليها رحمته الواسعة كلها، وبين ظلمات مكانٍ خالٍ إلا من نظر الجبار الديان وسمعه، وابتغاءَ شهوة فرْجٍ دنِسةٍ خسيسةٍ فانيةٍ؛ يتحرَّش أحد سِباع الأَناسِيِّ بطفلٍ غَضٍّ طاهرٍ حديث عهدٍ بربه، ثم هو واهنُ النفس ضئيلُ الجسد لا حِيلة له في دفعه ولا وسيلة، فيُعابِثه الوحشيُّ في موضعٍ نزيهٍ من جسده ظاهرٍ أو باطنٍ معابَثةً رخيصةً ماكرةً، ينظر إليه بعَينَي ثعبانٍ أملسَ لا غرض له من فريسته المنشودة إلا لَدْغُها؛ غير أن من الثعابين أنواعًا غير سامَّةٍ وأولئك الأفاعي سامُّون جميعًا، ثم ينعطف عليه بجَناحَي خُفَّاشٍ يتخايلُهما الطفلُ جَناحَي يمامةٍ فيستدرجه إلى عتمة حِضنه الخبيث، وقد يكشف له سوأته أو ما لا ينبغي لِعَين الطفل النظيفة أن تراه من جُثَّته العَفِنة، أو يكشف عورة الطفل القِدِّيسة نفسُه فيمسها مسًّا فاجرًا ملعونًا، وقد يزيد الطفلَ الغِرَّ من قاذورات رِجسه فيفعل به ويفعل، وقد يكرِّر هذا بالطفل كلما خلا به عديمَ الرأفة والرحمة لا يخاف عُقباها، وقد يَعِده أو يتوعَّده ليُمْكِنه من نفسه كلما أوقد الشيطان ما بين فخِذَيه نارًا والوعد شرٌّ من الوعيد، والطفل بين يديه بريءُ العقل غافلُ القلب لا يفقه ما ينهش ذاك الثعلب المراوغ من جسده المعصوم؛ فإن الله قد نقع فطرته البيضاء يوم خلقه في حوض ماءٍ من كوثرٍ مزاجُه زمزم، فلمَّا يعرفْ (مَكَرَ وأخواتِها؛ راوَغ، وخاتَل، وخادَع، ووارَب، وداهَن، وماذَق، وراوَد)، ولمَّا يضرب في الأرض البئيسة فيَخبُر أنواع المعجونين من طينتها ما علا منها وما سفُل، وإن أشنع الظلم وأبشعه ظلم اثنين؛ ظلم من لا يعرف أنه يُظلم، وظلم من لا يقدر على دفع ظالمه؛ فكيف إذا اجتمعا في مظلومٍ واحدٍ! أم كيف تمكين الحق -جلَّ قِسْطُه- إياه من ظالمه يوم التغابن ليستوفي ثأره استيفاءً!

تحرَّش المتحرِّش مُرضيًا شهوته الوضيعة، ثم انصرف غير عابئٍ يتلهَّى، صرَف الله قلبه بأنه مذؤومٌ مدحورٌ؛ وبقيت آثار تحرُّشه الفاتكة في الطفل المهضوم ذكرًا كان أو أنثى؛ في نفسه اضطراباتٍ محيرةً شتى لا يعرف كُنْهها، وفي مخه خيالاتٍ سقيمةً تهجم عليه لا يدرك قعرها، وفي جسده نواشطَ كانت مخبوءةً خامدةً لا يعلم إلام منتهاها، وتلك أهوالٌ لا يحيط بعواقبها إذا اجتمعت عليه إلا الله.

ثم إن كان المتحرِّش شاذ العاطفة؛ عرَف الطفل بطريقه العاطفة أول ما يعرفها من قلبه شاذةً، وأحس بسبيله الشهوة أول ما يحسها من نفسه معوجَّةً، ثم قد يسلِّمه الله بعد ذلك فينسى ما وقع له من هذا كله، أو لا ينساه لكن يتجاوزه بما شاء الله له من أسبابٍ معِينةٍ، وإن الله إذا أراد العافية هيَّأ لها أسبابها وقيَّض لها دواعيها، وقد لا ينساه ولا يتجاوزه ويكون من المصيبة بشذوذ عاطفته وشهوته إلى بني جنسه بعد هذا ما يكون، فإنه لا تزال العاطفة الطبيعية الأصيلة والعاطفة الشاذة العارضة تعتلجان في نفس من لم ينس التحرُّش ولم يتجاوزه اعتلاجًا شديدًا؛ حتى تغلب إحداهما الأخرى بقوة أسبابها وضعف مغالبتها.

يا ربًّا كتب على نفسه الرحمة؛ إن عبادًا لك بيننا طيبين، صال هؤلاء الطغاة على براءتهم صغارًا، فشوَّهوا منهم ما شوَّهوا، وقد كَبِروا ذكرانًا وإناثًا يحبونك ويرجون رحمتك ويخافون عذابك، وليسوا ينكرون من عقائد دينك المُثلى ولا من شرائعه الحُسنى شيئًا؛ بل هم الراضون بك ربًّا وحَكمًا ومعبودًا، ويعترفون بين يديك بما فرَّطوا في مغالبة عِلَّتهم قليلًا أو كثيرًا، وبما قوَّاها في نفوسهم من مُحَرَّم الأقوال والأفعال؛ لكنهم يستوهبونك من رحمتك الواسعة ومن فضلك الكبير عافيةً أنت تقدر عليها، وإنهم إذ يرون الشفاء بعيدًا تراه أنت قريبًا، ليس بين وجوده عندك وبين حُصوله عندهم إلا كن فيكون، نِعم الرفيق ونِعم الطبيب.

يا حبيب قلبي يا سيدنا

يا حبيب قلبي يا سيدنا لوط!

كل ما اتخيل حالك والله بتصعب علي، علِيك السلام.

“قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّۢ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ”! يا نهار اسود.

لما سمع سيدنا لوط الكلمة دي؛ نسي حبيبي معية ربنا ليه، وقال: “لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ”، حتى إنه صعب على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- نفسه وقال: “يرحم الله أخي لوطًا؛ لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديدٍ”.

المهم يا قلب اخوك؛ انت ملاحظ معاي إن حدوتة حقوق المثليين دي قديمة جدَّن، ما هو لما أجدادهم قالوا لسيدنا لوط: “لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّۢ”، ملهاش معنى غير إن احنا حقوقنا في الخولات اللي زينا ولازم ناخدها.

يا اخوي الراجل الطبيعي بيكون عنده تسعين سنة ويقعد عالقهوة يتفشخر بمغامراته الكدابة مع الستات في السيكو سيكو، ودول بيقولوا له: احنا ملناش في الستات أصلن، مستوى البجاحة ده ضرورة من ضرورات الخولات والله؛ لأنه مينفعش يكون بيتقلب على وشه وبيتجامع في دبره بدون غطاء فلسفي.

يا جدعان احنا لازم نموت قريب؛ واحد معلق عند واحد بيدافع عنهم بيقول له: اللي عمالين يقولوا عالناس دي حرام وهيروحوا النار عشان مش حاسين بيهم.

أخوي اللي مجربش اللواط؛ اتهد واخرس خالص، قلبك اسود وقاسي وعنيف، لما تجربه ابقى اتكلم. أختي المعترضة على الزنا؛ لما تزني تبقي تعترضي عالزواني. يا شيخ يا اللي بتفتي في الحيض؛ لما تحيض ابقى اتكلم في أحكام الحيض.

أخي عظيمَ الحياء؛ صُن عينك

أخي عظيمَ الحياء؛ صُن عينك عن منشوري هذا، لترحم نفسك وترحم أهلي.

لا ورب محمدٍ، لا أمحو من منشوري السالف حرفًا واحدًا، ولو أني قدَرت أن أزيد فيما استفظعه بعضُكم لزدت غير مترددٍ، ومن استحيا منه فلا يقرأ ولا يعلِّق.

لو عُرض على المنكرين مطلعَ المنشور من الدواهي في هذا الشأن معشارُ ما يُعرض علي وعلى غيري هنا؛ لاستقلُّوا حرفي هذا، ولكفُّوا عني صقيع الورع.

“إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوطٍ”؛ قاله رسول الحق من لا يستحي من الحق صلى عليه الحق وسلم. فقد غرق يا نبي الله من أمتك فيه غرقى.

الهابطون بأطباقٍ طائرةٍ من كواكب مجاورةٍ على كوكبنا الأرضي الفَحِيم؛ شرَّفتمونا هذا الوقت الجميل وعَودًا إلى كواكبكم السعيدة حيث أحلامُ الخيال.

أو تحسبون هذا من جنس فجور الجروب الفاجر الملعون لآكل الحرام المفتون الزاعم تبصيرَ الأزواج بما إليه بينهم يحتاجون! أُسَبِّح الله وأُقَدِّسه أن يكون كذلك.

قولوا لكل مرتدٍّ يقول: إن للمثليين حقوقًا: ليس لذَكرٍ ركع لذَكرٍ عاريًا قد ولَّاه دُبره ليُجامعه فيه بعد تقبيله وافتراشه ومباشرته، ولا لامرأتين تجرَّدتا من ثيابهما لتُسَاحِق كلُّ منهما صاحبتها في فرْجها وما قرَّب إليه؛ ليس لهؤلاء حقٌّ إلا في غضب الجبَّار عليهم في الدنيا والآخرة وبرزخٍ بينهما، إلا من تاب إلى الله وعمل عملًا صالحًا؛ فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسناتٍ، وكان الله غفورًا رحيمًا.

نعم هو ما قرأت أخي وقرأت أختي؛ هذا الذي تعوَّدت عيونكم -صانها الله وزانها- أن تُمِرَّه من غير نُكرانٍ إلا قليلًا؛ فإن ما تكرَّر تقرَّر، “بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ”.

ليس من كتب على صفحته “إن للمثليين حقوقًا في الإسلام” هو المرتدَّ وحده؛ بل كل من أُعجب بمنشوره ومن علَّق بالقبول ومن شارك موافقًا مرتدُّون.

يا معشر الرُّقَّد السَّواهي؛ أمسى اللواط غير بعيدٍ من دياركم، وإني لكم نذيرٌ عريانٌ، وليس بعده وكفى به رِجْسًا -إذا استُسيغ- إلا الإلحاد إن كنتم تعقلون.

ليس كل ملحدٍ لُوطِيًّا، وليس كل لُوطِيٍّ ملحدًا؛ لكن لا يختلف العارفون أن طبيعة كلٍّ منهما تُغذِّي صاحبتها من وجوهٍ نفسيةٍ وعقليةٍ وأخلاقيةٍ، وأن بين عموم الطائفتين من الوِفاق النفسي والسَّماح العقلي شيئًا كبيرًا، يشهد لهذا النظر الوافر الصحيح والواقع الواسع الأسود، وما هو عن البُصراء ببعيدٍ.

ربَّاه أَجِرْ بيوت المسلمين من هذا الداء بحقِّ رحمتك، ولكرامة نبيِّك؛ ليس لأجلنا.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. لا يحل لوالديك ضربُك

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

لا يحل لوالديك ضربُك بغير حقٍّ، أو بحقٍّ لكن زيادةً على ما تستحق، واجتناب الضرب خيرٌ إلا قليلًا لا بد منه، ومتى اضطُرا إليه فبقيودٍ كثيرةٍ لا يُباح إلا بها.

ليس هذا مَرامَ حرفي ذا حبيبي، إنما مَرامُه إذا ضربك والداك بغير حقٍّ أو زيادةً على ما تستحق؛ فاغفر لهما وارحمهما وظُن بهما ما ينبغي من الخير لهما، ومتى يسَّر الله بينكم حالًا صالحةً مُوَاتِيَةً؛ فبيِّن لهم رفيقًا بإحسانٍ مغبَّة هذا في عاجل الأمر وآجله، وأنه ليس بالأهدى في الإسلام سبيلًا لتأديبٍ، ولا الأرضى لله ورسوله في البعيد والقريب، فإن كَفَّا عن ظلمك فلله الحمد جزيلًا وعليه الثناء جميلًا، وإلا فلا تمكنهما من ضربك بباطلٍ أو بحقٍّ لكن زيادةً على ما تستحق، والله يعلم المفسد من المصلح، وهو عليكم أجمعين رقيبٌ حسيبٌ، اغفر ربَّاه وارحم.

من طريف ما أذكر في هذا الشأن؛ أن والدتي -أبهج الله في الدارين مهجتها- ضربتني أيام الجامعة منذ أكثر من عشرين سنةً لتأخري عن البيت إلى شطر الليل، وكانت هذه خطيئتي المكرورة في جنبها الكريم وقتئذٍ كثيرًا، فلما كان اليوم التالي وفرغت من إلقاء موعظةٍ في المسجد ليلًا، وبينما أنا بين كبار أهل المسجد -مسَّاهم الله بخير الإيمان وأطيب العافية أجمعين- إذ أقبل علي أخي الصغير موسى -قلَّبه الله في الساجدين- وهو يومئذٍ ابن عشر سنين، وقال لي بحضرة الناس: أمي عايزة حضرتك دلوقت يا أبيه حمزة، فقلت له: حاضر يا حبيبي، وتأبَّطته، وجعلت أُتم إلى الأحبة حديثي، وإن أصغرهم لمجاوزٌ الأربعين عامًا، فقال لي المدهول في دهولةٍ منقطعة النظير: ما لو اتأخرت يا أبيه هتضرب حضرتك زي امبارح، وهنا ساخت أقدامنا في الأرض ضحكًا أجمعين.

استمر السَّفُّ علي في المسجد بسبب دهولة الباشا سنين عددًا، وسلك القوم في سَفِّهم علي كلما ذكروا ذلك طرائق قِدَدًا، المهم مع هتضرب “حضرتك”.

ما سخطت على والدتي في شدةٍ علي يومًا، ولو أني تخايلت إنسانًا معصومًا لم يكن ذلك الإنسان إلا أمي؛ ذلك بأن الحبيبة ما ضربتني قط إلا ابتغاء صلاحي.

إِلَامَ الصبرُ يا أبتِ؛ فقد

إِلَامَ الصبرُ يا أبتِ؛ فقد أعياني الجَهد!

يا حِبَّ أبيك؛ الصبر ما دامت الدنيا، الصبر ما دمت عبدًا، الصبر إلى القبر.

الصبر (على وعن وفي)؛ على الطاعات، وعن المعاصي، وفي البلايا.

اصبر فاقِهًا حقيقة الصبر من أول الطريق، إنه ليس بالأمر الهَيِّن، إنه عَزْمَةٌ من عَزَمات الله، بهذا كاشَف لقمانُ -عليه السلام- ولدَه؛ “يَٰبُنَىَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أصابك إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”.

اصبر لله؛ “وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ”، أقلُّ ما يستحق إلاهُك الأعظمُ صبرُك له، ولا يُحِيل مراراتِ الصبر في النفوس حلاوةً؛ إلا احتسابُ صبرك ابتغاء وجه ربك الأعلى.

اصبر بالله؛ “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ”، مستعينًا به عليه، لا صبر بغير عونه؛ هو الذي يرزق الصبر، وهو الذي يُديمه، وهو الذي يُثَبِّت به، وحده لا شريك له.

اصبر فإن الصبر هو حكمة ابتلائك؛ “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ”، وإن ابتلاءك هو حكمة وجودك؛ “إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا”، فصبرك إذًا هو حكمة وجودك.

اصبر فإن جنةً عرضُها السماوات والأرض أغلى سلعةٍ لا خلود فيها بالمجَّان؛ “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ”.

اصبر فإن الصبر مِعْوانُك على ما خُلقت لأجله؛ “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ”.

اصبر تفُز بمَعِيَّة الله؛ “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، ومن كان الله معه فمَن عليه!

اصبر فأوَّلُ صفِّ الصابرين الأنبياء؛ “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ”.

اصبر فإن بعد الصبر قضاء الله بما يشاء، وكله خيرٌ؛ “وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ”.

اصبر أوَّلَ البلاء فإن ربك الأوَّلُ لا شيء قبله؛ “إنما الصبر عند الصدمة الأُولى”، ليس من سبق إلى الله بالصبر ابتغاء رضوانه كمن أبطأ به، لا يستوون.

اصبر ولن تصبر بمَعزلٍ عن أهل الله؛ “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا”.

اصبر مستفرِغًا الصبر من الله، لا ينفع الصبرُ إلا مفروغًا؛ “رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا”، من تصوَّر الطاعات على وجهها، والمعاصي على وجهها، والبلايا على وجهها؛ عرف أن الصبر لا ينفع بهن جميعًا إلا مسكوبًا من الرحمن سكبًا شديدًا.

اصبر صبرًا لا شكوى فيه ولا معه؛ “فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا”، إن ربًّا جَمُل في ذاته وأسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله على الكمال؛ لا ينبغي له ولا يليق به إلا صبرٌ جميلٌ، إن الصبر ليس فعلًا يمنُّ به الصابر على الله فيجعله كما يشاء، بل الله يمنُّ عليه أن هداه إلى الصبر وأعانه عليه، فحقُّه حينئذٍ أن يُرفع إليه جميلًا.

اصبر على أعدائك كذلك؛ “يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا”.

اصبر كلما وصَّاك بالصبر حريصٌ عليك إنفاذَا لوصية الله؛ “وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”.

اصبر تُضَأْ لك بالصبر مظلِمات نفسك والدنيا والناس؛ “والصبر ضياءُ”.

اصبر فالصبر خير عطاءٍ وأوفاه؛ “وما أُعطي أحدٌ عطاءَ خيرًا وأوسع من الصبر”.

اصبر على العبادة واصطبر لها؛ “وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ”، هذا الاصطبار هو المُعين على أنواع العبادات، وعلى درجاتها، وعلى ديمومتها، وعلى الصدق فيها.

اصبر على الأسقام مهما كان نوعها وآثارها، ومهما طالت أو كثُرت؛ فإن ثواب ربك عليها مدهِشٌ، قال تباركت رحمته: “إذا ابتليت عبدًا من عبادي مؤمنًا، فحمدني وصبر على ما ابتليته به؛ فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه”.

اصبر إذا أُوثر عليك غيرُك بغير حقٍّ؛ “ستلقَون بعدي أَثَرَةً؛ فاصبروا حتى تلقَوني على الحوض”، لِمَ الحوض! ما جزاء الصابرين على القِلَّة إلا الكوثر.

اصبر على الأذى من الخلق يصيبك فإن ربك لا يزال عليهم صبورًا؛ “لا أحد أصبر على أذًى يسمعه من الله عزَّ وجلَّ؛ إنه يُشْرَكُ به، ويُجْعَلُ له الولد، وهو يعافيهم ويرزقهم”، أفيصبر الله على الكافرين به والعصاة له ولا تصبر أنت!

اصبر فقابِلُ الأيام شرٌّ من فائِتها إلا ما شاء الله، فإن لم تتأهَّب لكلٍّ بالصبر كنت في الهلكى؛ “اصبروا؛ فإنه لا يأتي عليكم زمانٌ إلا الذي بعده شرٌّ منه حتى تلقَوا ربكم”، ألا إن لقاءك اللهمَّ بعد طول كَدْحِنا وشدته هو المُواسي حقًّا.

اصبر على النصر لا تستعجل له مهما بذلت له أعمالًا؛ فإن الله مُوَفٍّ وعدَه متى شاء لا يَعجل؛ “وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا”.

اصبر على الحق مستمسكًا به غير مبدِّلٍ تبديلًا، أنت بالصبر على الحق أولى من صبر الكافر على الباطل؛ “وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ”.

اصبر على مخالطة الناس وأذاهم في سبيل الله، أولست من أمةٍ ما أخرجها الله للناس إلا لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر مؤمنةً به وأناط بذلك خيريتها! فأنَّى لك هذا بغير عُدَّةٍ من الصبر وافيةٍ! “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم؛ أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم”.

اصبر لكل بَلِيَّةٍ واسترجع، قد بشر الله الصابرين المسترجعين بواسطة أكرم خلقه عليه فقال: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوآ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.

اصبر واستكثر مدة الصبر من الخيرات، ليس الصبر عدمًا، انظر كم قرن الله بين الأمر بالصبر وبين فعل الطاعات! “إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ”،
“وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ”، “فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ”، “وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا”، “الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”.

اصبر على تعذيب عدوك لك غير مستبطئٍ تعذيب ربك له، إنك إن استبطأت وعيد الله عدوك أشبهته؛ “فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا”.

اصبر على الضراء واشكر في السراء صبرًا وشكرًا شديدَين موصولَين؛ فإن الله ما جعل آياته في تنعيم أوليائه وتعذيب أعدائه إلا “لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ”.

اصبر محسنًا الظن بالله أنه يُصَبِّرُك؛ “سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”.

اصبر، فإن لم تصبر فتصبَّر، تكلَّف الصبر حتى تصبر؛ “ومن يتصبَّر يُصَبِّره الله”.

اصبر مهما يكن صبرك مرًّا؛ كفى بربك رقيبًا؛ “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا”.

اصبر وأيقن بمن جعل الصبر منهاجًا، لا تُنال الإمامة في الدين إلا بالصبر واليقين؛ “وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ ۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ”.

اصبر فكل موعودٍ به من الله ورسوله على فعل طاعةٍ وترك معصيةٍ إنما هو للصابرين وحدهم؛ “وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا”، “وَلَا يُلَقَّاهَآ إِلَّا الصَّابِرُونَ”.

اصبر إلى تحية الملائكة في الجِنان؛ “سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”.

اصبر فإن الله يحب الصابرين، وكفى بحب الرب غايةً؛ “وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ”.

اصبر فأجر الصابرين لا حدَّ له ولا عدَّ؛ “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسابٍ”، كالماء المنهمر في يومٍ أنت به أفقر شيءٍ إلى مثاقيل الذر من الأجر.

اصبر يكن جزاؤك يوم القيامة وعود ربك هذه؛ “إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوآ أَنَّهُمْ هُمُ الْفَآئِزُونَ”، “أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا”، “أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا”، “وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا”.

ربَّاه أفرِغ علينا الصبر الجميل جزيلًا؛ على طاعتك، وعن معصيتك، وفي بلائك.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. هل أتاك حديثُ حديثِ

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

هل أتاك حديثُ حديثِ الله إلى الرحم! ما رواه عن الله إلا رسوله عليه الصلاة.

“خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحِقْوِ الرحمن، فقال لها: مَهْ، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، قال: ألا ترضَين أن أصل من وصلكِ وأقطع من قطعكِ! قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لكِ”. جلَّت محاورة الله.

ليس أعجب من إنسانٍ بلَغه هذا ثم قطع رحمه؛ إلا إنسانٌ بلَغه ثم قطع رحمه، ثم يتساءل مستنكرًا كأن لم يصدِّق حديث الله: ما بالي لا أكاد أثبت على طاعة ربي! أُصلِّي فأَقطع، أتعلَّم فأَقطع، أغضُّ بصري فأَقطع، أحفظ فرْجي فأَقطع.

يا هذا وهُديتَ؛ إنك لم تَقطع؛ بل قُطعتَ، لا يُصرَف بأسُ سريع الحساب عن مستحقِّه، قطعت رحمك فحَقَّ فيك وعيد الله بقطعك، ولا يصلك الله من بعد قطعك إلا إذا وصلت رحمك، قطعٌ بقطعٍ ووصلٌ بوصلٍ، “وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”.

إنه ليس قطعًا لخير الدين فحسْب؛ بل قطعٌ لخير الدنيا كذلك، تأمَّل قول نبيك -صلَّى الله عليه وسلَّم- المُدهِش هذا: “إن القوم ليتواصلون وهم فجرةٌ؛ فتكثُر أموالهم، ويكثُر عددهم، وإن القوم ليتقاطعون؛ فتقِلُّ أموالهم، ويقِلُّ عددهم”.

هل تأمَّلت هذا بربك! القوم يكونون (فجرةً)! والفجور: الزيادة في المعاصي، غير أنهم في غمرة خطاياهم تنزَّهوا عن قطيعة الرحم، فأثابهم الله من جنس عملهم؛ فكثَّر أموالهم، وكثَّر عددهم، بسطوا فبسط الرب لهم، والله أوفى الشاكرين.

مساؤكم مسؤوليةٌ، لا مستعان عليها

مساؤكم مسؤوليةٌ، لا مستعان عليها إلا الله، استعينوا به وظُنوا بعونه خيرًا.

“قُوآ أَنفُسَكُمْ”.

“عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ”.

“لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ”.

“بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ”.

“كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا”.

“مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا”.

“مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا”.

“وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ”.

“وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ”.

“وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ”.

“وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ”.

“مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ”.

“وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ”.

“فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ”.

“وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ”.

“وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ”.

“وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ”.

“وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوآ أَنفُسَهُمْ”.

“فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوآ أَنفُسَكُم”.

“وَمَآ أُبَرِّئُ نَفْسِي”.

“بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم”.

“وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ”.

“كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ”.

“قَدْ خَسِرُوآ أَنفُسَهُمْ”.

“وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ”.

“وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ”.

“وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ”.

“وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ”.

“كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ”.

“وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ”.

“وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ”.

“وَاتَّقُواْ يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا”.

“يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا”.

“إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ”.

يا حبيبي؛ نفسَك فأحِبَّ، لله لا لها، إنك إن أحببتها أكرمتها بتقوى الله حقَّ تُقاته.

بلاءٌ مبينٌ أحلف بعليم ذاتِ

بلاءٌ مبينٌ أحلف بعليم ذاتِ الصُّدور خبير غيبِ القلوب.

صار إلى ذمَّة الرحمن وحبْل جواره العبد الطيب السَّمْح الودود النبيل؛ أخي الكبير جاري القديم مولاي الحبيب الشيخ عادل، ملأ الإله قبره نورًا وحُبورًا.

هو الرجل الذي لا أُحصي كم أحسن إلي بلَحْظه ولفظه إحسانًا شديدًا؛ في نفسي وفيمن كنت أصحب من شبيبة الإسلام بدار السلام سنين عددًا؛ نُصحًا وإرشادًا وتسديدًا وتوجيهًا، في أدبٍ جَبَل الله عليه معدِنه الكريم قبل أن يصبح له به متديِّنًا، وحِلمٍ يَزين شمائله البديعة، وكان حَسن الصمت حَسن الكلام، قد بسط الله له من التُّؤَدَة والأناة حظًّا وفيرًا، وكنت كثيرًا أنظر في وجهه فأحسُّه مهمومًا، فلا أدري أكان الشيخ الحبيب كذلك أم هو ما غلب عليه من نادر الجِدِّ في زمان الهزل، غير أني أصف شيئًا فيه بشيءٍ لم أقُلْه في إنسانٍ قبله؛ كان الشيخ الحبيب عبدًا صادق السرور، إذا ضحك إليك فمُه صدَّق فؤادُك بِشْرَ وجهِه تصديقًا.

ربَّاه إني عبدٌ لم يزدد في هذه الدار البائسة إلا يأسًا من كمال الوداد وتمام الوصال؛ فاجعل ما نقص بي من الثقة بها زيادةً لي فيهما عندك بالدار الآخرة.

أخي عادل؛ هذه ضراعةٌ إلى الرب الأكرم فيك أستجبر بها من رحمته ما فرَّطتُ في جَنبك غيرَ ذي تعمُّدٍ؛ رحمك الله بأنه الرحمن الرحيم ذو الرحمة الواسعة كلَّ شيءٍ السابقة غضبَه خير الراحمين وأرحمهم، وغفر لك بأنه الغافر الغفور الغفار خير الغافرين، وعفا عنك بأنه العفوُّ الذي يحب العفو، ونوَّر قبرك بأنه نور السماوات والأرض ومن فيهن حجابُه النور، وشكر لك حسناتك بأنه الشاكر الشكور، وفتح لك في قبرك إلى جنات النعيم بابًا بأنه الفتاح خير الفاتحين ما يفتح للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها، وأفرَغ على أهلك ومحبِّيك الصبر الجميل جزيلًا، وجمعهم بك وإيانا في فردوسه الأعلى خالدين في رضوانه الأكبر أبدًا.