أيها الكادحون إلى الله يجاهدون

أيها الكادحون إلى الله يجاهدون أنفسهم والشيطان والدنيا؛ آخرُ الكَدْح لقاءُ الله.

“يَآ أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ”؛ يُصارحُك القرآن بحقيقة الطريق إلى ربك بغير جَمْجَمَةٍ أو مُوارَبةٍ، إنه كَدْحٌ، وكَدْحٌ شديدٌ، والكَدْح: جُهد النفس جُهدًا يؤثر فيها، من قولهم: كَدَحَ فلانٌ جِلدَه: أي خدشه. وكيف لا يكون كذلك وكله مجاهدةٌ للنفس وهواها وللشيطان وفتنته وللدنيا وزينتها؛ مجاهدةً مؤثرةً في صاحبها بأنواعٍ من التأثيرات الباطنة والظاهرة! كما قال له في الآية الأخرى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”، والكَبَد وجعُ الكَبِد وانتفاخُها، وما بقي الإنسان يدافع فتن الشهوات والشبهات في سَيره إلى مولاه؛ فهو في وجعٍ شديدٍ يكاد يُوَرِّمُه. بهذا يُكاشِف القرآنُ أهلَه قبل المُضِيِّ في طريقهم إلى الله.

لكنَّ القرآن وقد فصَّل ذِكْر المشقة تفصيلًا، من أول النداء في الآية إلى المفعول المطلَق؛ فقد أجمل العاقبة في لفظةٍ واحدةٍ هي “فَمُلَاقِيهِ”؛ فكيف هذا! لأن الملاقَى آخرَ الطريق الله، وإذا كان ذلك كذلك فإن حَسْب الملاقِي الملاقَى.

يا أيها المبتلَون باستمساكهم بدينهم الحق، شعورًا بالغربة بين أهليهم وأصحابهم، أو استهزاءً بهم فيما يُمَسِّكون به من عقائد الإسلام وشرائعه، أو سجنًا في سبيل الله، أو مطارَدةً، أو هجرةً، أو تضييقًا في معاشٍ؛ إنكم لا تلقون آخرَ الطريق إذا صبرتم فيه صبرًا جميلًا غير ربكم، وما ربُّكم إلا الله الذي عرفتموه فأحببتموه، وأحببتموه فعبدتموه، وعبدتموه فكان حقًّا عليه أن يرضيكم إرضاءً.

يا معشر الغرباء ابتغاء مرضاة الله لا يُبالون بالكثرة الفارغة حولَهم؛ أليس يكفيكم إذا لاقى أهلُ الدنيا آخرَ لهوهِم ولعبِهم وجهَ الشيطان الأغبرَ يَقْدُمُهم إلى جهنم، يُزَجُّ بهم فيها على أَقْفِيَتهم؛ أن تلاقوا أنتم وجهَ الله الأقدسَ، فيحشركم مع المتقين إليه وفدًا، ثم يجمعكم على حوض نبيه الكوثر، فتشربون بأيديكم من يده الشريفة شربةً هنيئةً مريئةً لا تظمؤون بعدها أبدًا، ثم يَقْدُمُكم رسولُكم بنفسه إلى الجنة، فيستفتح لكم أبوابها، ثم تدخلونها فتَخْلُدون في جواره والنبيين، ثم يَسْتزِيرُكم ربُّكم فيها فتزورونه في يوم المَزيد، حتى إذا صرتم بالجلال إليه ودخلتم بالجمال عليه، وجلستم على كُثبان المسك مستبشرين؛ قال لكم الرب تبارك في ذاته وتعالى في صفاته: يا أهل الجنة، فتقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير كله في يديك، فيقول: هل رضيتم! فتقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تُعْط أحدًا من خلقك! فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك! فتقولون: يا رب؛ وأيُّ شيء أفضل من ذلك! فيقول: أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا! آهٍ وأَوَّاهُ وأَوَّتَاهُ ووَاهًا، اللهم رحمةً وعونًا وغفرانًا.

أمسِكْ بقلبكَ أنْ يطيرَ مُوَلَّهًا ** وتَوَلَّ عنْ دُنياكَ حتى حِينِ

ربَّاه مرحى بالكَدْح ومرحبًا ما كنتَ الملاقَى من بعده؛ لكن ثبِّتنا وثبِّتنا وثبِّتنا.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم عليًّا عظيمًا.

الحمد لله ربِّ العالمين.

استرد الربُّ وديعته، لا أولى منه بعباده في شيءٍ.

مات العبد الصالح أخو التوحيد والثورة على الطواغيت ومقامات العزِّ والمجد والكرامة التي أشهدناه الله فيها يتقلَّب بينها؛ صاحبُنا الدكتور هشام كمال.

مات أخي بكورونا، غريبًا عن أهله نائيًا عن دياره مهاجرًا في سبيل الله صابرًا محتسبًا، نحسبه كذلك وخيرًا من ذلك والله حسيبه، لا نُزكِّي على الله ربِّنا أحدًا.

لئن أُنسيت صاحبًا من رِفقة الثورة في الله؛ فلا أنسى أخي طوَّافًا في ميدان التحرير، يؤازِر إخوانه ليستووا على سُوقِهم، فيُعجِبوا الزُّرَّاع ويغيظوا الكفار.

لم تكن الثورة المخطوفة أُولى معاقد الشرف التي جلَّى الله فيها أصالة معدِن هذا العبد الكريم ولا آخرها؛ فقد عرفناه قبلها وبعدها مسدَّدًا في خيرٍ غزيرٍ.

ربَّنا قد صار عبدك هشام بن كمالٍ إلى ذِمَّتك وحَبل جوارك؛ فقِه فتنة القبر وعذابه بأنك أنت العزيز الحفيظ، واغفر له ما قدَّم وما أخَّر بأنك أنت الغافر الغفور الغفار خير الغافرين، وارحمه بأنك أنت الرحمن الرحيم خير الراحمين وأرحمهم ذو الرحمة الواسعة كلَّ شيءٍ السابقة غضبَه، واعفُ عنه بأنك أنت العفوُّ الذي يحب العفو، ونوِّر قبره بأنك أنت نور السماوات والأرض وما بينهما حجابُك النور، واشكر له يسير عمله في جنبك العظيم بأنك أنت الشاكر الشكور، وافتح له في قبره إلى الفردوس الأعلى بابًا بأنك أنت الفتاح خير الفاتحين ما تفتح للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها، واترك عليه في الآخرين، واجعل له لسان صدقٍ في المؤمنين، واخلُفه في أهله بخير ما تخلُف به عبادك الصالحين، واربط على قلوبهم -مساكينَ أنت بحالهم أخبر- ليكونوا من المؤمنين، واجمعهم به وسائر أحبابه محبِّيه وإيانا في جنات عدنٍ إنك أنت البرُّ المحسن الكريم.

أعزِّي أهل أخي الحبيب الطيبين، وأحبة الجبهة السلفية المُكرَمين، وسائر إخوان أخي من عرفت ومن لم، راجيًا من الله لنا ولهم غفرانه ورضوانه وما بينهما من كل حَسنٍ في الدارين جميلٍ، وأن يُصَرِّف قلوبنا على طاعته ويُثَبِّتها على دينه، وألا يجعل مصيبتنا في ديننا حتى نلقاه، وأن يُلحقنا بعبده مسلمين، غير خزايا ولا مفتونين، لئن لم يغفر لنا ربُّنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين، واغوثاه ربَّاه.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. حروفٌ في التعدد؛ من

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

حروفٌ في التعدد؛ من الوحي والواقع جميعًا.

– أباح الإسلام بعامَّةٍ للرجل الزواجَ بأكثرَ من امرأةٍ.

– حُكم التعدد الخاصُّ يختلف باختلاف الرجال وأحوالهم.

– طلبُ المرأة الأولى الطلاقَ بسبب التعدد (فقط)؛ لا يجوز لها.

– إذا سألت المرأة زوجها الطلاق لضررٍ خارجٍ عن التعدد؛ جاز لها ذلك.

– بُغضُ النساء التعددَ (طبعًا) أمرٌ طبيعيٌّ وصِحِّيٌّ، أما بغضهن إياه (شرعًا) فكفرٌ.

– ترجيح التعدد راجعٌ إلى الزوج وحده، فيوازِن بين حاله قبله وحاله بعده؛ (بالورقة والقلم).

– لِيَختبر الرجلُ العاقلُ شدةَ رغبته في التعدد في مدةٍ كافيةٍ وعلى أحوالٍ متباينةٍ من قبل أن يعزم عليه، فأما مطلَق الرغبة في التعدد؛ فلا تنفك عن رجلٍ من الرجال إلا قليلًا، فمن حمله على التعدد مطلَق رغبته فليتأنَّ لا يَعجل به.

– قبل أن يُنصَح للرجل بجَوَّانيَّات التعدد؛ يُنصَح له برَّانيًّا بتنقيح وزن حاجته الحقيقي إليه، فكم رأينا من رجالٍ عظَّم حاجتهم إلى التعدد فراغُ البال مما يجب أن يشغله، وخلاءُ الحال مما يتعيَّن التحقق به!

– من كان صالح البال والحال مع امرأته الأولى وأبنائها، ثم ابتغى التعدد (رفاهيةً)، وهو يعلم ما يجرُّه التعدد من أضداد ذلك؛ فخفيف العقل، وقياسُ التعدد -وهو ما هو في نفسه وفي آثاره عند عقلاء الناس أجمعين- على سائر المباحات الرفاهية؛ قياسُ المساطيل.

– إذا ترجح للرجل التعدد عن غير الرغبة العامة التي لا تكاد تنفك عن رجلٍ، وقدَرَه حقَّ قدْره؛ فليتوكل على الله حق توكله، راجيًا برحمته مغانمَه، متعوِّذًا بعزته من مغارمه؛ فإنها ليست أرحامًا تَدفع وأرضًا تَبلع؛ بل الله مَولى مُؤْنة التوفيق.

– إذا هان التفريط في اختيار المرأة الأولى على أساس الدين (ولا يهون)؛ فإن اختيار الثانية على غير أساسه مصيبةٌ عظيمةٌ من كل وجهٍ، وعائدٌ على الرجل في نفسه وبيتَيه جميعًا بعد ذلك بخسائرَ لا تُحصى.

– لم يجئ الإسلام بالتعدد فقد كان معروفًا في الجاهلية وفي الأمم السابقة؛ لكنه أحكَمه إحكامًا.

– لا يقول: لم لا تعدِّد المرأة أزواجها كذلك! إلا زنديقٌ خُسِفَ بفطرته وعقله جميعًا.

– من جبر امرأته الأولى عند التعدد بهديةٍ ونحوها مما تُتحَف به؛ فنبيل النفس كريم الأصل وافِر الرجولة رحيم الفؤاد.

– جبرُك خاطرَ امرأتك الأولى عند التعدد شيءٌ، وقبولُك إلزامَها أو أهلِها بذلك شيءٌ آخر.

– تجاوُز امرأتك الأولى عن تفريطك في حقها وأبنائها؛ ينقطع عند الساعة الأولى من الزواج الثاني.

– رضي الله عبدًا جعل من امرأته القديمة امرأةً حديثةً؛ يُجدِّد منها ما بَلِي، ويعينها على إصلاح ما طرأ على هيئتها بعد تكرار الحمل والولادة، فيبعثها في نفسها وفي نفسه بعثًا جديدًا؛ رضيه الله.

– يا أيها التي تزوج زوجها عليها فظلمها ظلمًا يعلمه الله؛ لكِ أسوةٌ في صحابيةٍ شكت زوجها إلى الله، فسمع الله شِكايتها، وأنزل في شأنها قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين، لن تُنصفكِ بعد الإسلام جاهليةٌ.

– تسليم المرأة لربها في شرعه، واحتسابها أجرَ صبرها على قدَره، ووُفور مروءتها مع زوجها ومن تزوج بها، وشُغلها بإصلاح قلبها وذريتها؛ من أوسع ما يُبرِّد غيرتها، واللطف من الله.

– ليس التعدد رسالةً تقول للأولى: أنا زاهدٌ فيكِ، أو رغبت عنكِ، أو مللت الحياة معكِ؛ بل لعله رسالةٌ تقول: قد استفدت بظِلالكِ في نفسي وعقلي وقلبي شيئًا عظيمًا، وإني أريد أن أخطو بذلك كله في مسافةٍ جديدةٍ خطوةً أخرى، وإن الله قد بسط لي من الشهوة ما لو بثثتُه فلم أجحده؛ كان أصلحَ لزوجكِ حبيبكِ بالًا وحالًا ومآلًا؛ فأرضيني أرضاكِ الله.

– مناقشة الرجل المرأةَ الأولى في التعدد دينيًّا وعقليًّا -قبل وقوعه أو بعده؛ ابتغاءَ إقناعها- ضربٌ من ضروب البلاهة؛ فأما قبل التعدد فلا كلام، وأما بعده فالإحسان المضاعَف، وأحسنُ إحسانك إلى امرأتك تجاوُزُك عن إساءتها، وإعانتُها بالرأفة على نفسها وعلى شيطانها وشياطين الإنس من حولها.

– تقيس المرأة الرجل على نفسها بغيرٍ وعيٍ منها أو بوعيٍ، إذ لم يجعل الله العليم الحكيم لقلبها وعقلها طاقةً بمحبة زوجين ومعاشرتهما في وقتٍ واحدٍ، ما بقيت شريفةً عفيفةً بحمد ربها، فتراه -إذا خطر له التعدد على بالٍ، أو طاف له بخيالٍ، أو دار له بمجالٍ- خائنًا لجميل ودادها، غادرًا بنبيل وصالها، شهوانيًّا سُفليًّا خليعًا حقيرًا، والفرق بينهما في هذه الطبيعة كالفرق بين الليل والنهار، ولا عليها أن تعقل هذا فإنه عسيرٌ إلا على من يسره الرحمن لعقلها؛ لكن عليها ألا تُشنِّع عليه بالخيانة والغدر؛ فإن الظلم حرامٌ كله ما دامت السماوات والأرض.

– “إذا أحب الرجل امرأةً؛ ماتت في عينيه كل النساء”؛ تلك كذبةٌ لا يتجاسر عليها مسيلِمة الكذاب والذين آمنوا معه، ولو سمعها مسيلِمة الكذاب نفسُه؛ لتعوَّذ بالله أن تُخسف الأرض بشؤمها، ولا يقولها رجلٌ لامرأةٍ إلا في سمادير غيبوبة السَّهوكة بينهما، ولا تصدِّقه امرأةٌ فيها إلا لزوال عقلها لا لنقصانه.

– “ليس منا من خَبَّب امرأةً على زوجها”؛ حَسْب إناث شياطين الإنس اللواتي يُفسدن المرأة على زوجها -إذا تزوج عليها- من السوء في الدنيا والآخرة؛ براءةُ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- منهن.

– القانون الجديد الذي يحظر التعدد إلا بإذنٍ كتابيٍّ من المرأة الأولى؛ قانونٌ شيطانيٌّ يُضيِّق مجاري الحلال ليُوسِّع مجاري الحرام، ومن هَشَّتْ له من النساء وبَشَّتْ؛ فلتراجع إيمانها بالله، أما الفرحون به من غير النساء؛ فشُذَّاذٌ مخنثون، عليهم مراجعة ذكورتهم قبل مراجعة إيمانهم؛ حَسْبنا الله.

– تبريرُك التعددَ لزوجك الأولى بما صارت إليه من ضعفٍ في نفسها أو جسدها أو حالها؛ قبيحٌ ذميمٌ، وأشدُّ منه أن تحدِّث بذلك زوجَك الثانية، وأشدُّ منهما ألا ترعوي إذا ذُكِّرْتَ بالله فتماديتَ ولم تتذكر.

– من عدَّد فعدَل؛ فبيَّضَ الله في الدارين وجهه؛ كما زاد وجه الإسلام الصَّبيح بياضًا.

– معدِّدو النساء -إلا قليلًا- لا يصلحون للزواج الأول أصلًا.

– يبقى التعدد (على قدْره، ووجهه، لأهله)؛ من مفاخر هذا الدين.

– لم يُغفِل الإسلام وجع المرأة الأولى بالتعدد؛ لكنه أوسعُ بصرًا بمصالح التعدد في عموم الناس والحياة، وعامة المباحات غالبة المنافع لا خالصة، وقد جاء الإسلام بجَلْب المصالح أو تكميلها، وبدَرْء المفاسد أو تقليلها، ومن احترم عقله أثنى على الإسلام بإباحة التعدد ولو كان به كافرًا.

– لم يدَع الإسلام في حق المرأة قولًا لقائلٍ؛ بل أنصفها غاية الإنصاف، وجعل عقاب ظلمها في الدنيا والآخرة عقابًا أليمًا، حتى جعل مجرَّد ظنِّ الظلم مانعًا من التعدد؛ “فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً”.

– كم من ظالمٍ لامرأته من غير تعددٍ، وكم من مقسطٍ إلى امرأته مع التعدد!

– العدل بين النساء في المحبة والتَّماسِّ غير واجبٍ، وتصريح الرجل بالثاني دَنَسٌ وحرامٌ.

– العدل واجبٌ في كل ما يقدر الرجل عليه؛ مما يجب عليه أو يُستحب أو يُباح، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبه أدين الله أحكمَ الحاكمين.

– لا فرق -في القَسْم- بين الحائض والنُّفساء والمريضة، وبين من لسْن كذلك.

– لم يرفض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوج عليٌّ امرأةً أخرى على فاطمة ابنته -رضي الله عنهما- وحاشاه؛ بل رفض أن تكون المرأة الثانية لعليٍّ هي ابنة أبي جهلٍ لعنه الله.

– تركيز الفجرة على حق المرأة الأولى؛ يُشعرني أن الزواج الثاني كائنٌ برجلٍ لا بامرأةٍ مثلها، وقد تكون حاجة الثانية إلى الزواج أعظم من حاجة الأولى يوم تزوجت، ومن سار في الأرض عرف.

– اعتبار سعة الرزق قبل التعدد شأنُ العقلاء، وإغفاله شأنُ الدراويش، ولا ينافي ذلك التوكلَ على الله.

– “الزانية ولا الثانية”؛ كذلك تقول الجاهلية الحديثة؛ قاتل الله الكفر ومن يعين عليه.

– تكره المرأة التعدد وحُقَّ لها، ولعل التعدد أن يكون بركةً عليها وعلى أولادها من جهة حذَرها فواتَ حظوظها من زوجها، وكم رأينا في التعدد من إثارة سواكن مودَّات القلوب -في برودة العِيشة المألوفة- ما بعث في البيوت خوامدَها وحرَّك جوامدَها! “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”.

– من يمزح بالتعدد حينًا ويهدد به أحيانًا؛ طفلٌ بائسٌ، لعله إن بلغ الحُلُم يومًا بلغ الرُّشد إن شاء الله.

– المرأة التي تُبغِّض زوجها إلى نفسها وأبنائها وأهلها والناسِ بمجرَّد التعدد؛ بهَتك سيئاته وكشف عوراته، وبالزيادة فيها كثيرًا؛ امرأةٌ لم يُربِّها رجلٌ، وهي مع ذلك ظالمةٌ تنتظر جزاء الله العدل، ولا يغفر لها عند الله افتراءَها على زوجها ما أَوقدت الغيرةُ في قلبها من نارٍ.

– “زوَّجتني زوجتي، زوَّجتُ زوجي”؛ عناوين معاتيه المجانين، سلفيِّين وغيرِ سلفيِّين.

– يفرِّط الرجل (صُوريًّا) في البيت الأول (بتضييع حقوقه)، ويفرِّط (حقيقةً) في البيت الثاني (بالطلاق)؛ هذا عامة ما رأيناه في الواقع الأسود، وبالله الغوثُ من الظلم كلِّه؛ دِقِّه وجِلِّه، علانيتِه وسرِّه.

– لا أنصح لامرأةٍ -مهما عظُمت حاجتها- أن تتزوج رجلًا يخفي زواجها عن امرأته الأولى؛ ذلك وَطَرٌ عاجلٌ يوشك إذا قُضي أن تضيع من بعده، ولقد أبصرنا من الدواهي في هذا ما الله به عليمٌ، وإن من عجز أولَ أمره عن احتمال هذا الامتح‍ان؛ لَهُو أعجز عن احتمال ما فوقه من امتح‍انات الحياة.

– المرأة التي لا تُنجب، ومع ذلك تهدد زوجها بطلب الطلاق إذا تزوج عليها؛ غارقةٌ في الأَثَرَة (الأنانية).

– تَحَسُّسُ المرأة أخبارَ ضُرَّتها من ضعف الديانة والأمانة، وهو من أعظم ما تُكدَّر به النفس والحياة، ولو فقِهت نفسَها -قبل دينها- لقطعت كل وسيلةٍ بينهما، ولألزمت زوجها ألا ينقل شيئًا عن إحداهن إلى الأخرى، إلا ما قد يشاء الله بالتدرج بعد هذا شيئًا فشيئًا بين البيتين بلُطفه الكريم، ولا ينقل أخبار البيتين بينهما إلا معدِّدٌ مهينٌ.

– يا أيها المعدِّد؛ افصل بين امرأتيك، وصِل بين أبنائك. كيف؟ هي وظيفتك أنت.

– إنما الحاجة الحقيقية للرجل قبل أن يعدِّد؛ إلى زيادة الدين والعقل، لا إلى زيادة العاطفة؛ دينٍ يستوهب به من الله التوفيق في نفسه وأهله وأبنائه، وعقلٍ يدير بحكمته تقلُّباتِ العافية والبلاء، وإذا كانت النساء في صورة أمرهن مفتقراتٍ إلى شدة عاطفة الرجال؛ فإنهن في حقيقة أمرهن مفتقراتٌ إلى ذكائهم العاطفي، والفرق بين شدة عاطفة الرجل وبين ذكائه العاطفي واسعٌ كبيرٌ لمن تأمَّل.

– أُخوِّف المرأة الأولى مطاوَعة نفسها وشيطانها في تعدد زوجها؛ بل تتأنَّى وتتروَّى لا تغرُّها عافية اليوم، رُبَما تود يومًا من الأيام أن تكون زوجًا ثانيةً فلا تجد، والجزاء من جنس العمل، “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”.

– غيرة المرأة طبيعيةٌ وضروريةٌ؛ ما لم تتعدَّ حدَّ الله، أو تُزري بنفسها فتكون أُحْدُوثَةَ الناس.

– المرأة الثانية التي تعرف للبيت الأول قدْره وتحفظ رُتبته وتعين زوجها على الوفاء له كمالًا تمامًا؛ صِدِّيقةٌ يُناطح نُبلُها الجَوزاء، وتُزاحم مروءتُها الشمسَ في الجلاء، ومن لا؛ فلتستعن مولاها.

– يسألونك عن بيتٍ بقي مَحِلُّه بين المودة والرحمة بعد التعدد؛ قل: هو موجودٌ؛ لكنه قليلٌ قِلَّةَ كلِّ شيءٍ جميلٍ في هذه الحياة الدَّميمة. وإني لأعرف رجالًا لو أباح الله لأحدٍ بعد رسوله الزيادة على أربعةٍ؛ لكان لهم، لا لشيءٍ إلا لكمال عقولهم وعظمة أخلاقهم واستعانتهم بالله على التسديد والمقاربة، ومن قبلُ ومن بعدُ عَمَار ما بينهم وبين الله.

– لست أعجب من حرب العاهرين على التعدد؛ فإنهم لا يعرفون الزواج الأول حتى يعرفوا الثاني؛ لكنَّ العجب الذي لا ينقضي من حرب الطاهرين إياه! لبئس ما أشبهوا به أعداءَهم لو كانوا يفقهون.

– المرأة التي لا يظلمها زوجها بالتعدد ظلمًا كليًّا عامًّا، وهي مع ذلك تؤزُّه أزًّا ليطلق الثانية؛ جائرةٌ جانيةٌ على نفسها قبل ضُرَّتها في الدنيا والآخرة، وأخشى أن يُسلَّط عليها زوجُها إذا فرَغ بعد الطلاق لها.

– الرجل الذي يطلق الثانية لأجل الأولى بغير علةٍ إلا رضاها؛ وغدٌ سافلٌ عليه من الجبَّار ما يستحق، وإن وفَّى لها حقوقها المادية، ويوشك أن يجُور على الأولى كما جار على الثانية جزاءً وِفاقًا.

الحمد لله على الإسلام عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا، والبراء إليه من الجاهلية عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا، وهو المستعان على حق التسليم له في هذا الزمان الرَّهيب.

هذه نياتٌ صالحةٌ كثيرةٌ جمعتها

هذه نياتٌ صالحةٌ كثيرةٌ جمعتها لك أخي المتصدق بشيءٍ من مال الله على عباد الله؛ اجمع عليهن قصد قلبك مستعينًا بالله ربِّك كلما شرَّفك بالتصدق على مساكينه، صادِقَ الافتقار إليه في تحقيق الإخلاص فإنه لا يُستطاع إلا بالله، وذا الجلالِ والإكرامِ أسأل أن يتقبل منك كل صدقةٍ تتصدق بها حتى يباهي بك ملائكته في عِليِّين، وألا يدَع نيةً منها إلا أثابك بها وزيادةً؛ إنه هو البَرُّ الشكور.

التخلُّق بصفات الله الجَمَالية؛ الرأفة، والرحمة، والبِرِّ، والكرم، والإحسان، والحنان، والمَنِّ، والرفق، والجبر، والسَّتر، والعطاء، والإغناء، والإنعام، والكفاية، واللطف، والوهْب، والفتح، والبَسْط، والجمال، والوُدِّ، والإغاثة، والإعانة، والتولِّي، والنُّصرة، والحفظ، والإقاتة، والوصل، والتفريج، والإصلاح، والإعداد، والإمداد، والإسعاد.

التخلُّق بصفات الملائكة الجَمَالية.

التخلُّق بصفات الأنبياء والمرسَلين الجَمَالية.

التخلُّق بصفات أصحاب رسول الله الجَمَالية، صلَّى عليه الإله ورضي عنهم.

التخلُّق بصفات أولياء الله الجَمَالية؛ من العلماء والعُبَّاد والمحسنين.

توحيد الله برُبُوبِيَّته؛ بتجديد اعتقاد تفرُّده بالخلق والتدبير والسِّيادة، وما أنت حين تنفق شيئًا في سبيله على بعض خلقه؛ إلا سببٌ من أسباب خلقه وتدبيره وسِيادته، وأنه الفعَّال على الحقيقة وحده برُبُوبِيَّته ما يريد.

توحيد الله بأسمائه وصفاته؛ بتجديد اعتقاد أَحَدِيَّته في كل الأسماء الحُسنى وجميع الصفات المُثلى، وما أنت حين تجود بشيءٍ من الخير ابتغاء وجه ربك الأعلى على أحدٍ من عباده؛ إلا مظهرٌ من مظاهر صفاته، وأنه لولا كمالات الله في أسمائه وصفاته؛ ما استطعت من ذلك الخير كثيرًا ولا قليلًا.

توحيد الله في ألوهيته ومعبوديته؛ بتجديد اعتقاد استِئثاره وحده لا شريك له العبادةَ المطْلقةَ من جميع خلقه، وأنك إذ تعطي ما شاء لك من معروفٍ بعضَ خلقه؛ ما أنت إلا عبدٌ من عباده، ولولا شرْعه وقدَره فيك؛ ما عرفت المعروف ولا أُعِنت عليه، فتُخْلِص له صنائع معروفك إذ لا يليق بك إلا هذا.

طاعة الله في أمره عبادَه بالبِرِّ وبالتراحم وبالإحسان.

طاعة نبي الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذا جميعًا.

حِفظ الإسلام بحفظ شرائعه وأحكامه، ومن ذلك الإنفاق في سبيل الله.

تعظيم أوامر الله ورسوله بإنفاذها.

تقوى الله بطاعته في الإنفاق والبَذل.

الخوف من الله ألا ينفق العبد؛ فيعاقبه الله بما يستحق في الدنيا والآخرة.

الرجاء في الله بالطمع فيما عنده من خير الجزاء الذي وعد به المنفقين.

شُهود أنعُم الله الباطنة والظاهرة عليك؛ في نفسك، وفيما أولاك من سَعةٍ.

الإقرار بمِنَن الله إقرارًا عمليًّا، تشهد له روائع عطائك وبدائع نَداك.

حَمد الله وشُكره على أنواع آلائه ودرجاتها وتواتُرها وتداخُلها؛ بفعل التصدق.

الرغبة فيما عند الله من ثواب الدنيا والآخرة؛ مما وعد به المتصدقين.

الرهبة من زوال نعمة الله، ومن تحوُّل عافيته، ومن تبدُّل الأحوال.

التفويض إلى الله؛ في تحصيل المال، وفي معرفة المستحِق، وفي الإيصال.

التوكل على الله؛ باطِّراح الأسباب من القلب مهما شُغلت بها الجوارح، واعتماده على مولاه وحده في الهداية إلى الخير، وتيسير تحصيله، وإنفاقه.

الافتقار إلى الله؛ بالبراءة له من كل حولٍ وقوةٍ في جلب المال وفي إخراجه.

الاستبشار برحمة الله؛ أنه يرحمك كلما افتقرت إلى رحمته كما ترحم خلقه.

حُسن الظن بالله؛ أنه يعين على النفقة، وييسرها، ويُخلِف منها، ويتقبلها.

تصديق الله ورسوله فيما جاء عنهما؛ من الأمر بالإنفاق، ومن الوعد عليه.

الرضا بالله والرسول والإسلام؛ في شرائع النفقات الواجبة والمستحبة.

الثقة فيما عند الله من خزائن لا تنفد؛ مهما نفد ما عند الخلائق جميعًا.

اليقين فيما عند الرب الأكبر الأكرم من أجرٍ كبيرٍ، هو الأطيب والأوفى.

البرهان العملي على الإيمان القلبي، وفي الصحيح: “والصدقة برهانٌ”.

شُهود رُبُوبِيَّة الله في تدبير أمور عباده وتصريف شؤونهم؛ وعجائبِ ذلك.

شُهود أسماء الله وصفاته وآثارها؛ في الإنفاق والمنفقين والمنفَق عليهم.

شُهود ألوهية الله في قلبك وقولك وعملك؛ كلما أنفق الله بك.

مخالفة الشيطان في أمره بالبخل، وفي نهيه عن الكرم.

القصد إلى إفراح الله؛ حَسْب المؤمن أن يكون في فرح رب العالمين سببًا.

القصد إلى إعجاب الله.

الصبر على طاعة الإنفاق، وعن معصية البخل.

زيادة الإيمان بزيادة العمل الصالح، وإن من خيره الإنفاق في سبيل الله.

تثبيت المنفق نفسَه بالعمل الصالح، ولا أعونَ على الثبات من طاعة الله.

إطفاء غضب الرب.

تقوية القلب على الشجاعة وبَذل النفس؛ فإن الشجاعة أخت الكرم كما أن الجُبن أخو البخل، ومن قدَر على بَذل ماله أقدره الله على بَذل نفسه.

إقرار عين رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مساكين أمته وبؤسائهم.

تجديد الانتماء إلى الإسلام وأهله؛ بالإحسان إليهم والإشفاق عليهم.

وَطْءُ موطئٍ يغيظ الكفار الذين يضيقون على الناس أقواتهم ومعاشهم.

إيثار الله على المال الذي جُبِل الإنسان على حبه حبًّا شديدًا.

برُّ الوالدين؛ فإن العبد كلما أصلح عمله كان دعاؤه لأبويه أقرب إلى التقبل.

رجاء خير الله في الأهل والذرية؛ “وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا”.

الأدب مع الله الذي لولاه لكانت يدُ المنفق اليدَ السُّفلى لا العُليا.

التسليم لله.

حِفظ المال؛ فإنه لا حافظ للمال مِثلُ أداء حق الله فيه.

تزكية المال وتطييبه بالنفقة منه في سبيل الله.

تكفير السيئات.

مضاعَفة الحسنات.

رِفعة الدرجات.

تبييض الصحائف.

تثقيل الميزان.

اجتياز الصراط.

المسارعة إلى المغفرة، وإلى الجنة، وإلى الترقِّي في درجاتها.

المسارعة إلى رضوان الله الأكبر؛ بإرضائه في محاويج عباده المؤمنين.

بلوغ محبة الله بفعل أحبِّ الخير إليه؛ فإنه لا حسنة يحبها الله -بعد توحيده- كرحمة خلقه؛ كما لا سيئة يبغضها -بعد الإشراك به- كظُلمهم.

استباق الخيرات، والتنافس في المعالي، ولا أجلَّ من الإحسان ميدانًا لهذا.

فِداء النفس من أنواع عقاب الله على الذنوب الموجِبة لها.

التفنُّن في أنواع الصدقات وكمِّها وكيفِ إعطائها لمستحقها؛ ابتغاء وجه الله.

التوبة إلى الله بالعمل الصالح، والصالحات المتعدِّية أعظم الصالحات.

الترقِّي من الإسلام إلى الإيمان، ثم من الإيمان إلى الإحسان.

وقاية النفس شُحَّها، وتزكيتها من عِللها وأسقامها.

جبرُ المنفق كسورَ طاعاته القلبية والقولية والعملية؛ حتى تُبَلِّغه الصدقةُ من الدرجات العَلِيَّة عند الله ما لم يَبْلُغه بطاعاته القليلة الواهية.

المزاحمة بالحسنات لتُذهِب السيئات.

الجهاد بالمال، وقد قُدِّم الجهاد بالمال على النفس في جَمْهَرَة مواضع القرآن.

تحصيل معيَّة الله بالمعيَّة الحقيقية للمسلمين، والجزاء من جنس العمل.

الإيمان بالغيب؛ فإن العبد ينفق ما يشهد من المال ابتغاء موعود ربه بالغيب.

ذِكر الله؛ بالقلب إرادةً للنفقة، وباللسان حُسنَ قولٍ فيها، وبالجوارح فعلًا لها.

اجتناب سبيل الطواغيت؛ في تعطيل الشرائع، وفي منع الناس حقوقهم.

تمكين الإسلام؛ بنشر رحمته، وبالمرحمة بأهله.

البراءة من الجاهلية التي تدعُّ اليتيم، ولا تحضُّ على إطعام المسكين.

البراءة من النفاق؛ فإن أخص خصائص النفاق الجُبن والبخل.

التوقِّي من النار؛ فإن الصدقة من أعظم أسباب الوقاية منها.

التعرُّض لظِلِّ الله يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه.

التعرُّض لدخول الجنة من باب الصدقة.

التعرُّض لنعيم القبر، والثبات عند سؤال المَلَكَين.

التعرُّض لدعاء الملائكة بالخَلف والعِوض؛ صُبْحَ كل يومٍ من أيام الدنيا.

التعرُّض يوم القيامة لعفو من ظلمهم المنفق في سبيل الله -لو كان فعل في الدنيا ثم لم يستطع التحلُّل منهم- إنقاذًا من الله له من شؤم مظالمهم بين يديه؛ كما كان المنفق ينقذ الناس في الدنيا من حُفَر الكروب قبل السقوط فيها، فيُلقي الله في قلوب هؤلاء المظلومين العفو عن المنفق والصفح جزاءً وِفاقًا.

حِفظ عُروة الإنفاق من عُرى الإسلام التي ستُنقض -عَوْذًا بالله- كلُّها.

الإنفاق على الدعوة في سبيل الله، ووجوه ذلك أكثر من أن تُحصى.

موالاة المسلمين، والمسلمون بالموالاة بينهم أولى من الكافرين بها.

الرأفة بالمسلمين.

رحمة المسلمين.

جبرُ المسلمين.

سَتر المسلمين.

تثبيت أقدام مجاهدي المسلمين.

افتداء أُسارى المسلمين.

قضاء حوائج المسلمين.

إحصان المسلمين.

تعويض المسلمين.

إطعام المسلمين.

كِسوة المسلمين.

إعفاف المسلمين.

إغناء المسلمين.

كفاية المسلمين.

برُّ المسلمين.

تصبير المسلمين.

إعزاز المسلمين.

تفريج كربات المسلمين.

إعانة المسلمين.

إسعاد المسلمين.

إيثار المسلمين.

تطييب نفوس المسلمين.

قضاء ديون المسلمين.

التيسير على مُعسِر المسلمين.

تنفيس هموم المسلمين.

مواساة المسلمين.

تسكين وَلْهَان المسلمين.

إيناس وَحْشَان المسلمين.

إغاثة لَهْفَان المسلمين.

إعطاء محروم المسلمين.

مداواة مريض المسلمين.

رعاية يتيم المسلمين.

العناية بأرامل المسلمين.

إعانة المسلمين على ما خُلقوا لأجله من عبادة الله؛ بإصلاح بالهم إذا قُضِيت حاجاتهم وسُدَّت فاقاتهم، وإذا يُسِّر عسيرهم ففرَغوا لطاعة ربهم.

إرضاء المسلمين عن ربهم، وتوثيق نسبتهم إلى دينهم.

صيانة بيوت المسلمين عن التفكُّك والتفسُّخ.

تثبيت المسلمين على الإسلام بالإنفاق عليهم؛ فيحبون الله وأهله مزيدًا.

خلافة المجاهدين والشهداء والأسرى في أهليهم؛ بما يليق بهم وينبغي لهم.

الدعوة إلى الله بفعل الإنفاق، وهي أبلغ كثيرًا من الدعوة بالقول المجرَّد.

إغاظة الشيطان بطاعة الله ورسوله في حفظ شرائع الإسلام، وفي حفظ المسلمين من فتن الشهوات والشبهات التي يُقَرِّب الفقر إليها ويعين عليها.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. في حياتي كلها؛ كان

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

في حياتي كلها؛ كان حسبي لِأشهد عُرس القريب أو الصديق عِلمي أنه يحب شهودي، دعاني أو لم يدعني إليه سواءٌ هذا في قلبي بحمد الرحمن ربي.

اليوم أقول للشاب يأبى شهودَ عُرس صديقه بل ذي الرحم منه: لم لا تشهد عُرسه! يقول: لم يدعني دعوةً خاصةً، بل جعلني فيمن دعاهم دعوةً عامةً.

الآن آن أوانُ اعتذاري إلى سُمُوِّ جناب حضرة جلالة فخامة سيادة سعادة قداسة نيافة فضيلة نفسي؛ على سوابق مرمطتي معاليها في أربعين سنةً وزيادةً.

كيف كنت أرضى لنفسي شهود أعراس أحبتي؛ بلا دعوةٍ خاصةٍ أو عامةٍ! ألم يكن خليقًا بذاتي المشرَّفة أن أصونها عن مشابهة الدَّهماء السُّوقة الهَمَج الرِّعاع الغوغاء الأوباش النُّخالة الحُثالة الحُسالة العُفاشة الأنذال الأرذال الصَّعاليك!

اطَّرِحوا جِدِّي وهزلي جانبًا، واتَّخِذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاحبًا.

لقي النبيُّ -صلى الله عليه- عبدَ الرحمن بن عوفٍ -رضي الله عنه- بعد الهجرة وعليه أثرُ صُفرةٍ، فسأله -بمعهود رأفته، ومألوف رحمته- عنها، فقال: إني تزوجت يا رسول الله، فقال له الرسول عليه السلام: “بارك الله لك، أوْلِم ولو بشاةٍ”.

هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظمُ من صُحِب، وأولئك أصحابه -رضي الله عنهم- أوفى من صَحِبوا؛ لا يُعْلِمه صاحبه بموعد زواجه، وإنه لغريبٌ -معه- عن دياره؛ فإنه كان من المهاجرين.

ما انقضى قطُّ من هذا الحديث عجبي! وكم قلت لإخواني: لئن لم يحتجْ عبدُ الرحمن في زواجه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رسولًا يُبَصِّره ويهديه؛ فإنه محتاجٌ إليه فيه إنسانًا يُعَلِّمه ويُرَقِّيه!

ذلك كله وسواه؛ ولم يُعْلِم عبدُ الرحمن ونفرٌ سواه من الصحابة كما في أحاديث أخرى؛ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بمواعيد زواجهم، وما عتب عليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- قطُّ، بل كان يدعو لهم بالبركة، ثم يُكْمل عطفه عليهم ويُتِم إحسانه إليهم بجليل الوصايا.

اليوم كم رحمٍ قُطِعت أوصالُها، وعلاقةٍ فُصِمت عُراها؛ بداء الكبْر الذي لا أَجْنى على أهله منه، أو بتشوُّهاتٍ دميمةٍ موروثةٍ من الآباء والأمهات يؤسِّسون لها في أبنية أبنائهم النفسية بقصدٍ أو بغير قصدٍ، أو بتنشئة المجتمع الإنسانَ على الدَّوران في فَلَك ذاته لا يبرحُها إلا لجَلْب منفعةٍ لها أو دَفْع مضرَّةٍ عنها، أو بعَوَر التصنيف وحَوَل التصريف! ومعنى عَوَر التصنيف: وضعُ الإنسان فلانًا من الناس في عقله أو قلبه موضعَ غيره، كأن يُصنِّف الصديقَ أو ذا الرحم زوجًا له عليها من الحقوق كذا وكذا، أو ولدًا له يجب عليه شديدُ الاعتناء به وعظيمُ الرعاية له، فإذا صُنِّف هؤلاء في عقله كذلك بغير وعيٍ منه كثيرًا أو بوعيٍ قليلًا؛ ترتَّب عليه حَوَل التصريف، ومعناه: تَسْيِيل العاطفة الخاصة بالزوج أو الولد في الصديق أو ذي الرحم، ثم الحُكم عليهما ومحاسبتهما على هذا الأساس، ولو كان أُولاء المبتلَون بعَوَر التصنيف وحَوَل التصريف صِحاح النفوس ثِقال العقول؛ ما طلبوا ما يفقدون من العواطف ممن يجدون من الناس لمجرَّد التوفُّر في الحياة.

ألا إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الإنسان القِياسِيُّ وحده؛ أي الذي يُقاس عليه كل أحدٍ في كل شيءٍ؛ في الاعتقاد وفي التنسُّك وفي المعاملة، فحقيقة صِلته أرحامَه وأُخوَّته أصحابَه ومُخالقته سائرَ الناس؛ هي الحقيقة المُلزمة وحدها للناس كلهم، لا تَزَيُّد عليها مثقالَ ذرةٍ طرفةَ عينٍ، وما لم يكن من معاملته أهلَه وأصحابَه وسواهم -يومئذٍ- شيئًا؛ فلا يكون إلى القيامة شيئًا.

إن الذين يتعبدون لربهم في جميع معاملاتهم؛ هم الذين يحرصون على قبول الله إياها منهم، وإن شَرْطَي قبول الله كل عبادةٍ من أهلها؛ إخلاصُها لوجهه الأعلى، واتباعُ رسوله -صلى الله عليه وسلم- فيها، ولا يكون ذلك إلا بحُسن التفقه في الدين، وتزكية النفس من شُحِّها وأدوائها، واستدبار كل عُرفٍ شائهٍ ذميمٍ.

لا أعجبَ من مُعرِّضٍ نفسَه

لا أعجبَ من مُعرِّضٍ نفسَه للفتن شهواتها وشبهاتها؛ طوعًا واختيارًا!

أوليس حسْبنا ما يُطَوِّقنا من أنواع الفتن التي لا حيلة لنا في التعرُّض لها!

عُصِم عبدٌ أقام بينه وبين الفتن جُدُرًا، ثم هو يُعْلِيها كل يومٍ درجاتٍ.

ما خوَّفَتني آيةٌ في القرآن؛ كحكاية الله عن المؤمنين جوابَهم عند الصراط المنافقين لما سألوهم: “أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ”، فقالوا لهم: “بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ”. ليس المفتونون بالشهوات والشبهات سواءً، من المفتونين أقوامٌ يفتنون أنفسهم بأنفسهم، فإنهم لأشباه المنافقين، وإن الحياة الدنيا إذا صلُحت للجمع بين المؤمنين والمنافقين لتشابههم في الصُّوَر؛ فإن الآخرة لا تَصلح إلا للتفريق بينهم لاختلاف الحقائق، وما اختلاف الحقائق بين المؤمنين والمنافقين إلا لاختلاف شأنهم في الفتن؛ هؤلاء يفتنون بها أنفسهم، وأولئك منها يفرُّون، وإذا أصابت منهم شيئًا إذا هم لربهم تائبون، لا يُصِرُّون عليها وهم يعلمون.

سبحان الرحمن! كم بين شيخ المحسنين يوسف عليه السلام- وهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ- يوم لاذ بالله من فتنةٍ واحدةٍ سعت هي إليه، يصرخ في وجهها صرخة العفاف “مَعَاذَ اللَّهِ”، وبين مسارعٍ اليوم في أنواع الفتن؛ يركُض إليها، ويعكُف عليها، ويطوف حواليها، يحسب أن كل مرَّةٍ ستَسلم الجَرَّة! أفاتَّخذ المسكينُ عند الله عهدًا فلن يُخلف الله عهده أنه يُسَلِّمه ويُنَجِّيه! أم قد بات من اللاعبين!

“ستكون فتنٌ؛ القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي خيرٌ من الساعي، ومن يُشْرِف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأً أو مَعاذًا؛ فليعُذ به”.

انظر كيف جعل نبيُّك -صلى الله عليه وسلم- مدار الخيرية على التقييد! كلما كنت أشد تقييدًا لنفسك في الفتن؛ كنت أقرب إلى السلامة منها، ثم انظر حالك!

“من سمِع بالدجال؛ فلْيَنْأَ عنه؛ فوالله إن الرجل ليأتيه -وهو يحسب أنه مؤمنٌ- فيتبعه؛ لِمَا يُبعث به من الشبهات”؛ هذا كلامٌ يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه الذين صنعهم الله لصُحبته على عينه، واصطنعهم لنفسه!

ما عسى نذيرُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول اليوم للمتعرِّضين للفتن شهواتها وشبهاتها -مقروءةً ومسموعةً ومرئيةً- لا يُبالون بنارها ولا يخافون عُقباها!

“أَمُتَهَوِّكُون فيها يا ابن الخطاب!”؛ قالها محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- لعمر -رضي الله عنه- حين رأى في يده قطعةً من التوراة، ما يحاذِر عليه إلا الفتنة!

يقول هذا القول الغليظ لعمر وهو القائل له يومًا: “إيهًا يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده؛ ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا قطُّ؛ إلا سلك فجًّا غير فجِّك”! يقوله لعمر وقد أعلمه الله بوحيٍ من لدنه أنه من الخالدين في فردوسه الأعلى!

“يوشك أن يكون خيرَ مال المسلم غنمٌ يتْبع بها شَعَفَ الجبال (قِمَمَها)، ومواقعَ القَطْر، يفرُّ بدينه من الفتن”؛ نظرةٌ منك عَجْلى في أصل مادة الفتنة (فَتَنَ) في اللسان العربي؛ تُشْهدك حقيقة معناها، فَتَنَ: أحرق. يُقال: فتنتُ الذهبَ بالنار: أي أحرقتُه بها. فكيف إذا أرادت النار دينك! من عرف هذا لم يُتصوَّر منه إلا ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه هذا: “يفرُّ بدينه من الفتن”.

فأما الفاتنون أنفسهم بأنفسهم إذ يُعَرِّضونها للفتن؛ فحسبُهم من أسوأ السوء في الدنيا والآخرة أنهم المُفلتون من يدَي رسول الله، أوليس هو القائل صلى الله عليه وسلم: “مثلي ومثلكم كمثل رجلٍ أوقد نارًا، فجعل الفراش والجَنادِب يقعن فيها، وهو يذُبُّهن عنها، وأنا آخُذ بحُجْزِكم عنِ النار، وأنتم تفْلِتون من يدَيَّ”!

ويح المُعَرِّض نفسه للفتن؛ يجذبه رسول الله بنفسه من معقِد إزاره مخافة النار عليه، وهو يأبى إلا اقتحامها! فلئن فعل ذلك في الدنيا؛ فقد استوجب في الآخرة جزاءً من جنس فِعله؛ “لأَذُودَن رجالًا عن حوضي؛ كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض”، فما هؤلاء الذين يدفعهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة عن حوضه الشريف بيديه؛ إلا من أفلتوا منهما في الدنيا هازلين.

قال قائلٌ: أما اجتناب الشهوات فاللهم نعم، قد أظهر الله للقاصي والداني ألوان فتنتها؛ فما بالك تحذِّرنا مطالعة الشبهات! ألسنا على الحق المبين يقينًا!

بلى يا حبيبي؛ دينك الحق وحده لا شريك له بين أديان الأرض الباطلة جميعًا، وما حذَّرتك مطالعة الشبهات مخافة قوتها هي، بل مخافة ضعفك أنت. ما حظُّ نفسك من هذا الدين علمًا وعملًا! ما نصيب قلبك من الطمأنينة به واليقين فيه! ما قَسْم عقلك من الثقة به والتمكن فيه! ملأني الله وإياك بالإسلام مَلْوًا.

قال: قد وعيت هذا، أحرَزني الله وإياك من الفتن؛ فهل لشيءٍ سواه تحذِّرني؟

نعم حبيبي؛ إن العبد لا يختار الذنب والعقوبة جميعًا، له اختيار الذنب ولله اختيار العقوبة، يختار العبد في الذنب خمسًا؛ نوعَه، وقدْرَه، وزمانَه، ومكانَه، وأسبابَه، ويختار الله في العقوبة خمسًا؛ نوعَها، وقدْرَها، وزمانَها، ومكانَها، وأسبابَها، وكم من عبدٍ جعل الرحمن عقوبته في دينه! فحال بينه وبين قلبه، فعُسِّرت عليه الطاعة، أو يُسِّرت له المعصية، أو تمكنت منه شهوةٌ، أو أحاطت به شبهةٌ، وتلك واللهِ العقوبة لا عقوبة مثلها. واغوثاه مولاه! لا تجعل مصيبتنا في ديننا.

يا حبيبي؛ إنما أعظ نفسي في نفسك، لستُ مؤمنًا حتى أحبَّ لك ما أحبُّ لي.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. النَّشرة؛ في بلاسم (داء

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

النَّشرة؛ في بلاسم (داء العشق) العشرة.

* من حدَّثك عن شرٍّ مطلَقٍ في الكون غيبِه ومشهودِه؛ فكذِّبه، حتى إبليسَ الذي نرجُم والطواغيتَ اللائي نلعن في الدنيا، وجهنمَ الهاويةَ وأهوالَ العذاب الشاويةَ في الآخرة؛ ليست شرورًا محضةً، بل إن ربك ليُظهر بوَفرة أقداره فيها من بديع أسمائه والصفات وعظيم سُننه والآيات وجليل حِكَمه والغايات؛ ما لم يكن ليتجلَّى للخلائق في الدَّارين إلا بها، وطالبُ المغانم في الدنيا بلا مغارم كرائي المغارم فيها بلا مغانم، والجنة -وحدَها لا شريك لها- دار المغانم بلا مغارم، ولأجل استئثارها بهذا القانون سمَّاها بارئُها دار السلام. إذا حدَّثتك بهذا قبل مقالٍ قرأتَ عنوانه في الاستنقاذ من حُفرة العشق المُرِيعَة؛ فلا تحدِّثني بعد فراغك عن حسنات العشق؛ فإني بها خبيرٌ بصيرٌ. يقولون: إنه يُلَيِّن الفؤاد القاسي، ويُطَوِّع الجواد العاصي، ويُنْزِل عاتيَ النفس من الصَّياصي. وإنهم لصادقون، غير أني لم أستبح وقتك وقوَّتك -وقد علمتُ عصمتَهما- لأكشف السافرات وأُقرِّر المقرَّرات، إنما أجترئ عليهما لِمَا به الإحسانُ إليهما؛ فهَلُمَّ إلي واصبر علي، ليس هذا بأول إكثاري عليك ولا بآخر حِلمك علي، لكني وإياك شقيقان لا يفترقان.

* من ابتُلي بالعشق؛ فلا يستفت فيه قلبه، ولا يختصم إليه؛ فإن قلبه -ما دام عاشقًا- شيخٌ مضلٌّ لا يهديه إلا للتي هي أعوج، وسلطانٌ جائرٌ لا يقضي له بفِكاكه من محبسه، وأنَّى يكون له هاديًا مقسطًا وفيه الخصومة!

* قديمًا قالت العرب العباقرة: شر قتيلٍ قتيل النساء، وأيُّ فرقٍ بين مقتولٍ بسيفها، وبين مقتولٍ بعشقها! العشق مقبرة القلوب، ومن عشق من لا يستطيع وصاله قدَرًا أو كان محظورًا عليه شرعًا؛ فقد وَأَدَ بنفسه قلبه، وإنما قلبك حياتك، كم أخشى على قلوبٍ قتَلها أصحابُها عامدين غدًا من: “سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ”! حسْبُ العاشق جحيمًا أن روحه التي هو فَلَكُها؛ مَوَّارةٌ في فَلَك غيره.

كعصفورةٍ في كفِّ طفلٍ يَزُمُّها ** تذوقُ عذابَ الموتِ والطفلُ يلعبُ

فلا الطفلُ ذو عقلٍ يَرِقُّ لِمَا بها ** ولا الطيرُ ذو ريشٍ يطيرُ فيَذهبُ

* صِدق القلب في الخلاص من العشق؛ فإن الله لا ينجِي الكذَبة قلوبُهم، الذين يستغيثونه بأفواههم مما مُصِرَّةٌ عليه قلوبُهم، ولو صدَقوا الله لكان خيرًا لهم، لِيسأل المبتلى بالعشق نفسه: هل أنا مريدٌ عافية الله من بلائي حقًّا! ذلك بأن العشق لو كان شقاءً محضًا؛ لسهُل عليه التعافي منه، لكنه إن أضناه من وجوهٍ؛ لذَّذه من وجوهٍ أخرى، فلعله أن يكون كاذب القصد فلا يَصْدُقه الله.

* حُسن تصور مضارِّ العشق في جميع جهات العاشق؛ ضررُه على التوحيد الباطن من إفراد الله بالذل والانقياد والخضوع والاستسلام والتضعُّف والافتقار. وضررُه على العبادة الظاهرة أنواعِها وكَمِّها وكَيفِها؛ فإن العشق أشد المزاحِمات القلبية بإطلاقٍ، ولا تكاد تصفو للعاشق عبادةٌ ظاهرةٌ ما بقي قلبُه أشعثَ الهَمِّ والإرادة. وضررُه على القلب؛ فإن طبيعة العشق ذاتُ هيمنةٍ واستيلاءٍ، والقلب المَلِك، والجوارح جنودٌ وتَبَعٌ، إذا اغتِيل المَلِك لم تبق لبقاء الجنود والتَّبَع فائدةٌ. وضررُه على العقل؛ فإن العشق لا يكون عشقًا حتى يصير بطانةَ المخ كلِّه مستحوِذًا عليه جميعًا، فلا يكاد العاشق يفكر في شيءٍ من مصالح معاشه ومعاده منفكًّا عن عشقه، ولا يزال بصاحبه كذلك حتى يُتلفه إتلافًا فلا ينفعه نفعًا. وضررُه على النفس؛ فإنه خاسفٌ بها بشديد الهُون إلى حضيض الدُّون، حتى تبيت سافلةً لا تَذكُر للمعالي معنًى، وجاعلُها أحاديث يمزِّقها كل ممزَّقٍ. وضررُه على الجسد؛ فإنه الصورة الظاهرة لحقيقة النفس الباطنة، فإذا فسدت النفس فسد الجسد، وهذا مقرَّرٌ عند أُولي الشريعة والطب والنُّهى من وجوهٍ لا تُحصى. وأيُّ صلاحٍ يُرجى للعبد في دُنياه وأُخراه إذا خَرِب توحيده وعبادته وقلبه وعقله ونفسه وجسده! وما نفعُ الإسلام به بعد هذا وهو كَلٌّ عليه!

* وصف العشق بما يليق به وينبغي له؛ فإنه وإن كان إيثارًا للمحبوب على النفس من وجوهٍ كثيرةٍ جليَّةٍ؛ فإنه أَثَرَةٌ طاغيةٌ عليه من وجوهٍ أخرى؛ فإن غاية هَمِّ العاشق وهِمَّتِه محبةُ المعشوق له ورغبته فيه وإقباله عليه واعتناؤه به، وفي هذا من ألوان الطغيان على باطن المعشوق وظاهره ما لا يخفى، بل إن العاشق ليُزاحم ألوهية ربه في معشوقه شَعر بهذا أو لم يشعر، فحين يدعو اللهُ المعشوقَ أن يصون قلبَه عن محرَّم الوداد ويُحْرِز نفسَه من منهيِّ الوصال؛ يدعوه العاشق إلى ضد ذلك بأحاديث نفسه وأنفاسه، يَعِدُه بفردوس الأرض في جنَّات قلبه -إن هو طاوَعه فدخلها- ويُمَنِّيه غرورًا، وأيُّ خيرٍ ينفع المعشوق من عاشقه في الدنيا كلها إذا هو أفسد عليه قلبه ودينه! فما العشق -حينئذٍ- إلا غرقٌ في النفس خفيٌّ وفناءٌ في الذات مستترٌ، مهما ألبسه العاشق -مفتونًا بمددٍ من نفسه، وعونٍ من هواه، ونصرةٍ من شيطانه- لبوسًا من الحب زائفًا.

* اجتناب مُثَوِّرات العشق ما ظهر منها وما بطن؛ فأما الظاهرة؛ فيمنع العاشق عينَه مطالعة أخبار العشاق وأشعارهم ومصوَّراتهم، وأُذنَه الإصغاء إلى مقالات البطَّالين الفارغين في العشق، وأغاني اللاهين بقلوب الناس لا يعبؤون بها؛ فإنها لا تزال تؤسِّس لبُنيان العشق في قلبه وعقله مزيدًا، وما تؤسِّسه إلا على شفا جُرُفٍ هارٍ، وإذا كانت سنة الله التي لا تتبدل في نجاة العاشق من جحيم معشوقه؛ إيصادَ كل بابٍ يُدخِل عليه، وقطعَ كل وسيلةٍ تُوصِّل إليه؛ فما كان الله ليُرخِّص للعاشق بعد ذلك فيما يُقرِّب إلى العشق من أسبابٍ، ومن أبقى الحبال بينه وبين محبوبه مرخيَّةً؛ فلا يُشْقِ نفسه في سؤال العافية؛ فإن الله لن يرسل إليه جِبرائيل ومِيكائيل يتقاتلان في إنقاذه وهو لا يبالي بهَلَكَته. وأما الباطنة؛ فيجاهد نفسه مجاهدةً يشهد الله لصدقها بنفسه في دفع الخواطر كلما تحرك ساكنها في عقله، فأما إن أسلم نفسه إليها؛ فلا يلومن سواها؛ فما بعد سوانح الخواطر إلا تكثُّف الأفكار، وما بعد تكثُّف الأفكار إلا اجتماع الإرادة، وما بعد اجتماع الإرادة إلا النُّكوص، ولا حول ولا قوة في هذا كله إلا بالله.

* المزاحمة بالطاعات القلبية والقولية والعملية، والأصل في العبادة الابتداء بالقلبيِّ منها؛ فإنها جذور العبادات الظاهرة، غير أن قلب العاشق لما كان مشغولًا بدائه الدَّوِيِّ؛ كان عسيرًا عليه الابتداء في العبادات من قلبه، فلا عليك أن تبدأ أول أمرك بالطاعات الظاهرة؛ أولها وأجلُّها الصلاة، تقيمها على وقتها في جماعةٍ برواتبها ونوافلها، وتجتهد في استِوهاب خشوعها من الله، وتطمئن في أقوالها وأفعالها؛ ليؤتيك المنَّان منها ما وعد بها. وتتلو القرآن الذي ما أُنزل من السماء إلا شفاءً لك ورحمةً، إن أنت أكثرت منه تعجَّلت لنفسك المداواة من دائها، وإن أقللت أبطأت بها على نفسك. وتقوم من الليل ما شئت بالأسحار ميقاتًا، تستغيث في كهف سجودك بربك ومولاك وسيدك؛ أن يُنعش قلبك من بعد خموده بلطيف المتاب عليك، ولا تزال تُلِحُّ على ربك متضرِّعًا لوجهه أن يُطْلق روحك من أغلالها حتى يرأف بضعفك ويرحم عجزك. وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن الله يصلي عليك كلما صليت عليه، فإذا صلى عليك الله أخرجك من الظلمات إلى النور، وهل عِشقك إلا ظلماتٌ بعضها فوق بعضٍ! وهل طمعك إلا إخراج الله لك منها! فأكثِر أو أقِلَّ. وتستغفر كثيرًا؛ فإن الله ما خلَّى بين قلبك وبين التسلُّط عليه إلا بخطيئةٍ من خطاياك. وتصوم ما استطعت؛ فإن الصوم منعُ النفس عن ملذوذ مباحها، ولا تزال النفس تتعود الكَفَّ والإمساك حتى تنشط فيها إرادة التَّرك، تلك الإرادة التي جعل الله أول امتحان أبويك آدمَ وحواءَ فيها، إذ قال الله لهما: “وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ”. وتُحوقل فاقهًا حقائق الحوقلة؛ لا حول عن سقم روحك ولا قوة على صحتها إلا بالله العزيز الحكيم. ولا تزال الطاعات الظاهرة تحرك -ببركات الله فيها- قيود قلبك حتى يُعتقه الله من إساره، وإن ربًّا يحيي الأرض من بعد موتها لَعَلَى إحياء قلبك قادرٌ مقتدرٌ قديرٌ، كل ذلك في ظلٍّ من إحسان الظن بأرحم الراحمين ممدودٍ، وكفى بالله.

* المكاثرة بالمباحات النفسية والجسدية؛ فإنما الإنسان وعاءٌ واحدٌ، يزاحم بعضُ ما يَدخل فيه وما يَخرج منه بعضًا، ما يزيد فيه من خيرٍ إلا نقص من شره، ولا شرٍّ إلا نقص من خيره، وإن للعشق جملةً اسميةً وجملةً فعليةً، مبتدأ الاسمية الفراغ وخبرها العشق، وفعلُ الفعلية النظر وفاعلها الفراغ، فالفراغ القدْر المشترَك بين الجملتين؛ لذلك كان أصلَ هذا الداء وكل داءٍ؛ فالمكاثرة بالمباحات تشغل من الفراغ نصيبًا، وخير المباحات اللازمة القراءة، قراءة الكتب الشرعية وغيرها من أنواع الكتب مما هو نافعٌ للعقل ومُرَوِّحٌ عنه، ولتبدأ بما لَطُف منها وظَرُف؛ كسِيرة السيد الرسول صلى الله عليه وسلم، وسِير أصحابه رضي الله عنهم، وكتب السِّير الذاتية، والروايات النافعة، وكتب الأدب القديمة والحديثة المجتباة. وعليك بالرياضة؛ فإنها الحركة المقصودة الراشدة، وإنها لبركةٌ على نفسك إذ تعيد إليها الإحساس بقيمتها. وخير المباحات المتعدية مخالطة الصالحين، واجتنب المجهِدين قلبَك منهم مدَّة استشفائك إن لم تقدر على اجتنابهم حياتَك كلَّها. كاثِر يا حبيبي بما ذكرت لك وما تركت مما يُقرِّب إلى الحرية من سجن العشق وأنكاله؛ إني أربأ بك أن يطول رقادك في فراشه فتكثُر سيئاتك وآثارُها السُّوأى، وإنك لمُعافًى يومًا بعزة الله ورحمته، فأكره لك ما أكره لنفسي، أن تنظر خلفك وقتئذٍ فتجد بقعة الظُّلمة التي حبست نفسك فيها طويلًا وافرةَ المخازي، فتقول حينها: ما كان أصغرني! ما كان أرخصني! ما كان أضيقني! ما كان أحمقني! ما كان أشقاني! ما كان أعماني! يا ليتني عجَّلت بنجاتي.

* تأمُّل كلِّيات سيدنا الشافعي -قدَّس الله روحَه- الثلاثة في بديع قوله: “ففي الناس أبدالٌ، وفي التَّرك راحةٌ، وفي القلب صبرٌ”. ففي الناس أبدالٌ: مهما توهَّم العاشق أنه ليس كمعشوقه أحدٌ، وأن خطأه -لو قيل: أخطأ- سدادٌ، وأن غَيَّه -لو رُؤِي غاويًا- رشادٌ، ولعل فيه من شنائع العيوب ما يصد كليل البصر عنه، ومن فظائع الذنوب ما يُنفِّر ضئيل الإيمان منه. وفي التَّرك راحةٌ: مهما توهَّم العاشق أن راحة قلبه محصورةٌ في الوصال، وأرعَبه مجرَّدُ تخايُل البِعاد والانفصال. وفي القلب صبرٌ: من حرك دواعِيَه في قلبه وجده، ومن استسقاه من الله أنبته، وأول مُعينٍ للعاشق على الصبر إيئاسُ نفسه من معشوقه الذي لم يجعله الله له شرعًا ولا قدَرًا، واليأس إحدى الراحتين، وما ضعُف رجاؤك فيه فعَظِّم يأسك منه تَطِب نفسُك، ولا ينفع الصبر إلا مفروغًا، فقل: رب أفرِغ علي صبرًا.

يا حبيبي؛ العشق داءٌ، وفي الصحيح: “ما أنزل الله داءً؛ إلا أنزل له شفاءً”.

ويحك؛ لم تصرُّ على سوء

ويحك؛ لم تصرُّ على سوء الخاتمة!

قال: وهل يصرُّ عبدٌ على سوء خاتمته يا أبتِ!

قال الوالد: نعم بني؛ من غفل عن توبته؛ فقد أصرَّ عليها.

يا حبيبي؛ ليس سوء الخاتمة الذي يظن أكثرُ الناس ظنًّا؛ أن يموت أحدهم وهو يقارف ذنبًا من الذنوب، فذاك قليلٌ؛ بل كل من لقي الله بكبيرةٍ لم يتب منها توبةً نصوحًا؛ فقد لقيه بخاتمة سوءٍ.

قال: فإني لم أزل لِأجل ذلك أتعوَّذ بالله من موت الفجأة.

قال الوالد: وهل يأتي الموت إلا فجأةً! إنما موت الفجأة الذي خوَّفنا نبيُّ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “موت الفجأة أَخْذَةُ أَسَفٍ”؛ هو ما باغَت صاحبَه وهو غير مُبالٍ به، ولا مستعدٍّ له.

فمن مات بعد طول مرضٍ لا يختلف الناس أنه يموت به -على غير توبةٍ من آثامه- فموته موت فجأةٍ، ومن باغته موته بغير أسبابٍ ظاهرةٍ بين يديه -وهو غير مفرِّطٍ في التوبة- لم يكن موته كذلك.

يا بني؛ تعوَّذ بالله منه لكنْ فاقِهًا معناه، وما لزمتَ التوبة لم تضرَّك مفاجأتُه شيئًا عند الله. يا بني؛ العاقل إذا ظن نفسه لسوء الخاتمة أهلًا؛ لم يجعل طريقه إلى أسبابها سهلًا. يا بني؛ مت تائبًا.

وماذا عليك لو صلَّيت كل

وماذا عليك لو صلَّيت كل حينٍ ركعتين في جوف الليل، لا تصلِّيهما إلا لسؤال الله في سجودهما غفرانَه ورضوانَه لجَدِّك الرابع! هذا الجَدُّ المسكين البالي الذي ما بقي منه في الحياة الدنيا إلا اسمُه، وعمَّا قليلٍ يذهب اسمه منها كما ذهب منه كل شيءٍ، تبتهل في صدقٍ ليس كمثله صدقٌ إلى أرحم الراحمين ابتهالَ شاهدٍ قادرٍ متكلمٍ لغائبٍ عاجزٍ صامتٍ؛ أن يرحمه وأهلَ بيته الذين لا تعرفهم كما لا تعرفه، لكنَّ الله كان ولم يزل بهم خبيرًا رقيبًا، ولحسناتهم وسيئاتهم يوم كانت محصِيًا حسيبًا، تتضرَّع إليه أن يرحمهم برحمته الواسعة كلَّ شيءٍ؛ عسى الرب الشكور الذي يُعجبه أيَّما إعجابٍ تحنُّنُ عبادِه بعضِهم على بعضٍ؛ أن يُقيِّض لك يوم تُنسى كأن لم تكن وأهلُ بيتك؛ عبدًا نبيلًا يبرُّ أرواحكم الفقيرة إلى أي برٍّ من أي أحدٍ بأي خيرٍ يَذْكُرها هناك فيَجْبُرها. توهَّم نفسك جَدَّك وانظر ما تشتهي.

سَمِع هذا الحرفَ سامعٌ فقال: ولئن حججت عن نفسي واعتمرت، وعن والديَّ إذا لم يَحُجَّا في حياتهما ويعتمرا؛ لأحُجَّن عن جَدِّي هذا أو غيره ممن بَلُوا وأعتمر، إني اليوم لفقيرٌ ويوم أُنسى كأن لم أكن أشدُّ فقرًا، واغوثاه ربَّاه لي ولكل ميتٍ.

لا غنى للمرء عن محبوبٍ

لا غنى للمرء عن محبوبٍ مستأهلٍ لقلبه يفضفض إليه بخاصَّة شأنه؛ لكن لو أنَّا نفضفض إلى الله بعُشر عشير معشار ما نفضفض به إلى الناس في ذنوبنا وعيوبنا وكروبنا؛ لأغاثنا فكفانا وأرضانا، على أنَّ ربَّنا المحيطُ ببواطننا خُبرًا والناس جُهَّالٌ بظواهرنا الجليَّة السافرة، وربُّنا القادر القدير المقتدر على جلْب منافعنا ودفْع مضارِّنا والناس عجزةٌ لا يملكون لأنفسهم شيئًا ولا يستطيعون، وربُّنا السِّتِّير الذي لا يواري القبائح فحسْب، بل يُبدينا في أعين الناس جُمَلَاءَ أَبْهِيَاءَ، والناس إلا قليلًا لا يكادون يكتمون حديثًا، وربُّنا الغني الواجد الواسع البر الوارث، والناس فقراء مفاليس، وربُّنا المنَّان الذي يعطي على غير استحقاقٍ عطاءً غير مجذوذٍ، والناس إن أعطوا فللمستحق وعطاؤهم ممنونٌ، والفضفضة إلى الله دعاءٌ ورجاءٌ وابتهالٌ وضراعةٌ، وللناس شكايةٌ واستجداءٌ واستعطافٌ ومناشدةٌ. الفضفضة أينما كانت تضعُّفٌ وافتقارٌ؛ فأنْ يكونا من قلبك لربك أصْوَن وأكرم.

يا أحبَّتاه؛ إنكم لن تفضفضوا إلى ربكم في خيرٍ من سجودكم بين يديه، فأطيلوا السجود، أطيلوه وإنْ شيئًا فشيئًا، لا بد من تعود المؤمن على السجود الطويل، إنما السجود الذي يؤتي روحَ المؤمن أُكُلَها السجود الطويل، السجود عزُّك واستغناؤك واقترابك، فكلما أطلته زاد حظُّك من هذا جميعًا، السجود دخول الفردوس الأعلى قبل دخوله، السجود حُلول الرضوان الأكبر قبل حُلوله، صورة السجود جسدٌ جاثٍ على الأرض، وحقيقته قلبٌ طائفٌ حول العرش، السجود مشافي السماء في الأرض من عِلَل الأرواح ما ظهر منها وما بطن، السجود محطة تموين قلبك من أقوات ربك كل مرحلةٍ من مراحل الطريق، السجود الجامع ما تفرَّق منك، السجود الجابر ما انكسر فيك، السجود سكونك الضروري عقب كل مكابدةٍ، السجود الملجأ، السجود المَنجى، السجود الإيناس، السجود المعتصَم، السجود الملاذ، السجود المستراح، السجود التثبيت، السجود المآب.