رضاك اللهم أستقبل، سخطَ سواك أستدبر؛ فسدِّدني.
يتخايلونني أخرس عن فجور شيوخهم؛ لفرَط سطوتهم عليهم.
الفتنة بالمقصورين أعظم من الفتنة بالمقبورين، وكلٌّ شرٌّ مستطيرٌ.
الشيخ الذي لا يُعلِّمك الكفر بالطواغيت؛ ليس الطواغيت عنده بطواغيت.
هم يرون الترحم على الطواغيت زلة عالمٍ لا تقام لها الدنيا، وأنت تراها -وقد تكررت- فجورًا تُهَدُّ له الدنيا؛ اثبت فأنت ابن الشريعة والحِجا.
يا حسرةً على أشياع أشياخ السوء! لو أصبحوا يُعظِّمون توحيدهم كما يُعظِّمون شيوخهم؛ ما باتوا في الإيمان من المرجئة وهم لا يشعرون.
ألا إن أول التوحيد الكفر بالطواغيت؛ “فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا”، نفيُك قبل إثباتك.
مصطفى العدوي وسعيد الكملي وعبد الله رشدي، غيرَ هيَّابٍ أصرح بأسمائهم لأتباعهم وأُفٍّ لسطوة الجماهير الزائفة وتُفٍّ، وكيف أهاب ذكر أسمائهم وهم لم يهابوا المليك -جلَّ جلاله- ففعلوا فعلهم أجرياء لا يُبالون!
يترحم الأول على السادات ومبارك ويوصي أهله به خيرًا ويُبيح بناء السجون للسيسي، ويمدح الثاني معتوه المغرب ويجعله أميرًا للمؤمنين ويُعدِّد على المنبر مناقبه، ويخرج الثالث على الناس بصورته منتخبًا السيسي ويتبجح كثيرًا بانتسابه إلى الدولة، وقد بسط الله للثلاثة من العلم به والدعوة إليه والمدافعة عن دينه ما بسط، لا يُجحَد هذا ولا يُنكَر، من شاء الانتفاع بهم في بابٍ من هذا فلا بأس، فأما السكوت على جرائمهم تلك فليس في دين الله كله ما يُبيحه، بَلْهَ المدافعة عنهم فيه، بَلْهَ الإنكار على المنكرين عليهم.
أخي السلفي؛ احفظ في التوحيد المتون، وادرس على المتون الشروح، وذاكر على الشروح الحواشي، وطالع على الحواشي التقريرات؛ لا يصح توحيدك عند ربك حتى تكفر بأعداء ربك، الكفر الذي هو الكفر في لسان الوحي المبين، ليس الكفر الذي منه الدعاء لهم بالرحمة فُطْسًا وإباحة بنائهم السجون؛ فإن هذا كفرٌ تأباه عربية أبي لهبٍ وأبي جهلٍ قبل عربية أبي بكرٍ وأبي حفصٍ.
ما بقي التوحيد شرعًا هو التوحيد، وبقي الطواغيت كَوْنًا هم الطواغيت؛ فلا توحيد إلا ببراءٍ من الطواغيت مبينٍ، وإظهار العداوة لهم والبغضاء.
ليس للقبوريين في حرفي هذا خلاقٌ؛ فإنهم مؤمنون بالله وبالموتى وبالطواغيت، لا يجدون -مرحى- تعارضًا بين جهات الإيمان الثلاثة.
يا أشياع أشياخ السوء؛ إنا على إياسٍ أن يعتقد شيوخكم في الطواغيت ما أوجب الله اعتقاده؛ بل رضينا أن يعتقدوا أنهم شرار الخلق وحسْب، فلعلهم إذا اعتقدوهم كذلك؛ لم يدْعوا لهم نافقين ولم يبيحوا بناءهم السجون.
أخي السلفي؛ أليس التوحيد عندنا (إفراد الله بالربوبية، وبالأسماء والصفات، وبالألوهية)! أليس على هذا التقسيم يُبدِّعنا الأزاهرة الأشاعرة وهم في تبديعهم لنا هذا قومٌ ضالون! فإن الطواغيت الذين لا يعتقد شيوخكم طاغوتيتهم ينازعون الله ربوبيته وأسماءه وصفاته وألوهيته، وليس بين الأرض والسماء جنايةٌ فوق هذه تُعلَم عند الله وعند الذين هم به مؤمنون.
أخي السلفي؛ أليس الطواغيت هم المزهقين من الأنفُس ما لا يُحصى، السجانين من الأحرار ما لا يُستقصى! أليسوا أحفاد فرعون الذي حدثنا عنه ربي وربك حديثا طويلا! أليسوا وراء كل بليةٍ في الدين والدنيا في طول البلاد وعرضها! أليسوا المُحادِّين الله المُشاقِّين الرسول المحاربين الإسلام!
ماذا لو ترحم شيخك على هاتك عِرض ابنتك قدَّسها الله! فعِرض ابنتك أنفسُ عندك من عِرض دينٍ ما عملُ الطواغيت على مكانتهم إلا استباحته! أشرِك دينك في حميتك لشيخك واعدِله به؛ عسى إن فعلت احمرَّ أنفُك لهذا كما يحمرُّ لذاك، لك الله يا دين الإسلام غريبًا، عظَّم الله في أفئدة بنيك قدْرك.
دخل ملعون مصر على أحمد عمر هاشم (الشائخِ قبوريةً وقصوريةً)، فأنشأ فيه شِعرًا يَحسُن مِثله في مِثل خامس الراشدين؛ فأي فرقٍ -ما دام قسطاس الله مستقيمًا- بين تغزُّل هذا العجوز في طاغوتٍ حيًّا، وبين ترحم شيخكم على طاغوتٍ ميتًا، حتى لَيُوصي أهله به خيرًا! اللهم هذا جَنَفٌ لا يرضيك.
إنها ليست زلة لسانٍ؛ إنه منهجٌ قديمٌ نعرفه من شيوخكم كما يعرفه الطواغيت عنهم، منهج مسالمة الطغاة أحياءً وأمواتًا؛ حفظنا الحق له هتَّاكين.
تلعنون الجيش الذي قتل أنسًا الصغير! فإنه جيشٌ من جيوش الطواغيت الذين يمدحهم شيوخكم ويدعون لهم وينتخبونهم؛ فاعبدوا الله لا تعبدوا الشيوخ.