أشهد ألا إله إلا الله،

أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.

السلام على الجليلة الجميلة والدتي، وعلى شهيد دعوة الدين الخالص أبي، وعلى النبلاء البررة إخوتي رجالًا ونساءً، وعلى صادقي الوداد والوصال ذرياتهم ذكرانًا وإناثًا، وعلى الكرام الطيبين أرحامي غائبين وشاهدين، وعلى الرُّؤفاء الرُّحماء جيراني الذين جاورتهم في أماكن كثيرةٍ، وعلى الأماجد البهاليل مشايخي وأساتذتي أحياءً وأمواتًا، وعلى المحسنين الأوفياء أصحابي قاصيهم ودانيهم، وعليكم إخوتي في الله والرسول والإسلام كافةً أجمعين.

السلام على الأفذاذ الأفراد المرابطين في ثغور الإسلام أشداءَ على الكفار رُحماءَ بينهم، وعلى الأحرار الرُّفعاء أسرانا في سجون طواغي الأرض شِرار الخلق، وعلى غرباء الموحدين أحفاد المهاجرين ساكني المخيَّمات، وعلى حُرَّاس المِلَّة المحمدية طُلَّاب عقائدها وشرائعها على بصائر، وعلى الصادعين بالحق لا يخافون في الله لومة لائمٍ دُعاةً إلى الله ومحتسبين، وعلى الثابتين في موالاتهم ومعاداتهم لله -شهداءَ ومنتظرين- لم يبدِّلوا تبديلًا.

السلام على من خلَفني في أهلي بأحظى ما خلَف خليلٌ خليلًا عنايةً ورعايةً وعطاءً بينهما غزيرًا؛ حتى باتوا في أَمَنَة ربوات هِبَاته أُبَاةً مجبورين، وأصبحوا في ظلال جبال أنواله رُضَاةً مستورين.

عليكم سلام الله في دنياكم بين تسليمه وتكريمه، ورحمته على دينكم بين تأديبه وتعليمه، وبركاته إلى فردوسه بين رؤيته وتكليمه، وعلى من أحببتم له ذلك موصولًا من الرحمن غير مجذوذٍ.

أُحبكمْ حبَّ الشحيحِ مالَهُ ** قدْ ذاقَ طعمَ الفقرِ ثمَّ نالهُ

ربَّاه طهِّر قلبي، ونوِّر دربي، واغفر ذنبي، واستر عيبي، واكشف كربي، وأحبتي.

أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. الذكورية والنسوية؛ أضواءٌ في

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

الذكورية والنسوية؛ أضواءٌ في عتمة معركةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ.

قال الله: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى”، وقال رسوله: “إنما النساء شقائق الرجال”.

– ليس الذي بين الذكر وبين الأنثى بأكبر مما بين الليل وبين النهار، ولعل هذا من أسرار عطف الله خلْق الذكر والأنثى على خلْق الليل والنهار، فقال: “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى”، ولئن ساغ إيثار الليل على النهار أو النهار على الليل من كل وجهٍ؛ ساغ ذلك بين الذكر وبين الأنثى، وما بقي الليل والنهار يتساندان لا يتعاندان قدَرًا؛ بقي الذكر والأنثى كذلك شرعًا.

– الفروق النفسية والحِسية بين الرجال والنساء ثابتةٌ بالقدَر والشرع جميعًا، وإنكارها مُحادَّةٌ للعقل ومكابرةٌ للحِس ومُشاقَّةٌ لشرائع النبيين كلها، ومِن ورائه خسفٌ مقصودٌ للفِطَر والعقول؛ لِتستهجن بنفسها أحكام الله والرسول.

– جنس الرجال مفضَّلٌ على جنس النساء في أمورٍ معينةٍ كونيةٍ وشرعيةٍ.

– هذا التفضيل في الإسلام مسبَّبٌ بأسبابٍ مُركَّبةٍ؛ فإذا زالت (جميعًا) -وقلَّ ما تزول جميعًا- فلا تفضيل، وإذا زال بعضها زال من التفضيل بقدْر ذلك.

– الأفضلية تشريفٌ من وجهٍ وتكليفٌ من وجهٍ آخر، فإذا زال التكليف زال التشريف؛ بل لحقت الرجلَ وضاعةٌ حتى يرتفع إلى رُتبته التي أعلاه الله إليها تارةً أخرى، وهي سنةٌ جاريةٌ لله في القدَر والشرع؛ “الغُنم بالغُرم”.

– لا يستلزم هذا التفضيلُ العامُّ فضلَ كل رجلٍ على كل امرأةٍ؛ بل المشاهَد فضلُ بعض النساء على كثيرٍ من الرجال؛ إذا هن سَمَون إلى وظائف رجالهن التي زالوا عنها؛ فإن العبرة عند الإله الحق بحقائق الأمور لا بِصُوَرها.

– لم يعرف تاريخ البشرية -مع رسوخ هذه الفروق الطبيعية بين الرجال وبين النساء مُذْ خُلقوا بها- هذه الحرب الكاذبة الخاطئة بينهما؛ كاذبةٌ خَلَّقت الجاهلية الآخِرة وَقودَها خلال ثغرات الضعف الأنثوي تخليقًا، وخاطئةٌ أُريد بها تصريف طاقات العداوة الإنسانية في غير مجاريها التي خُلقت لها، فهي عَوْراء التصنيف حَوْلاء التصريف، وما بين ناقضها وبين نقضها إلا إيقاظُ الفِطَر إلى زيفها.

– إذا اجتمع كيد ذكران الإسلام وإناثه على ما يستحق الكيد من أعدائه؛ لم يبق منه فيما بينهم إلا ما يؤكد وجودهم في هذه الحياة الدنيا، ويَشهد للمسافة الطبيعية بينهم، ويُقرِّر سنة الله في اختلافهم وآثاره السُّوأى والحِسان.

– الأصل مساواة الرجال والنساء في التكاليف العقدية والعملية، إلا ما اختُص به أحدهما من التكاليف العملية، وهذا إجماعٌ لا يماري فيه إلا جهولٌ أو زنديقٌ.

– لا طاعة على الرجل لامرأته في الإسلام، وكيفَ يكون في شريعة قومٍ يعقلون؛ حتى يُنسب إلى الرب الأعلى! بل غاية الأمر في الإسلام أن يوافق الرجل امرأته على ما تحب؛ ما لم يكن إثمًا أو ضررًا، وكان في مقدوره نفسًا وحِسًّا، وهو مقتضى المحبة الصادقة من جهةٍ، وداعي الأفضلية من جهةٍ أخرى.

– يجب على المرأة أن تطيع زوجها فيما أمرها به إذا كان على وجه الإلزام، ويُستحب إذا كان على وجه الندْب، إلا أن يكون حرامًا أو مكروهًا، أو غير مستطاعٍ لها نفسًا أو حِسًّا، والاستطاعة النفسية في شريعة الرب -جلَّ ثناؤه- كالحِسية.

– في الحقوق بين الرجل وبين المرأة أمورٌ متفقٌ عليها، وأمورٌ مختلفٌ فيها، والواجب عند التنازع الرجوع إلى أصول الشريعة وفروعها التي تُعَضِّدها الفِطَر القويمة والنفوس السوية والأعراف الصحيحة.

– ما يكلِّف الرجل به المرأة إن كان لا يقدر عليه هو؛ فأَنَّى تقدر عليه هي! إلا أن يكون من جنس ما تقدر عليه النساء دون الرجال.

– الرب الذي منه الحُكم وإليه الرُّجعى عليمٌ بالظواهر خبيرٌ بالبواطن؛ فأيُّما رجلٍ أو امرأةٍ أراد التحلل مما كلفه الله به، ثم ألبس ذلك لَبوس الشرع الأكرم ليجادل بالباطل؛ فجزاؤه عند الله هو جزاؤه، بئس ما جنى على نفسه في الحياة الدنيا، ثم ويلٌ له من نسبة فعله إلى شريعة الله القُدُّوسة يوم يقوم الحساب.

– النسوية بناءٌ تراكميٌّ جاهليٌّ بأصله، له أُسسه اللغوية والفلسفية وأركانه التشريعية والأخلاقية المُحادَّة كلُّها للإسلام بأصله، وما كان فيه من بعض الحق فالواجب تجريدُه منه ونزعُه عنه ليَخِرَّ سقفه على أهله.

– العنوان الذي يستحفظه النسويون دائمًا على هذه الحرب هو “حقوق المرأة”؛ لكن الحقيقة اليتيمة تحته هي حفظ الحرب ناشبةً دائمًا بينها وبين الرجل؛ تغفيلًا عن قُصودها تحصيلًا لحصادها.

– لا يعرف الإسلام “الذكورية” كما يزعم الأجرياء عليه بجهلهم وضَلالهم إذ يُناوؤون النسويين، كبُرت كلمةً يفترونها مكايَدةً عبثيةً، إن يقولون إلا دجلًا، وما تزيد هذه الدعاوى شريعة الإسلام إلا خرابًا، والنسوية الجاهلية إلا عمارًا.

– في النسوية الإسلامية المفتراة عليه من أنواع الشرور العقدية والعملية والأخلاقية؛ ما ليس في النسوية الجاهلية التي لا تصانع الإسلام في شيءٍ من ذلك بل تُحادُّه فيها وتُشاقُّه، وكلٌّ من وحي الشيطان وحزبه الخاسرين.

– في النسوية من نواقض الإسلام العقدية والعملية الصريحة ما لا يُحصى ولا يُستقصى؛ بل هي دعوةٌ إلحادية الغاية ظاهرٌ إلحادها، مهما تدثرت اضطرارًا بشيءٍ من الأديان في سُبل تحقيقها.

– ليست النسوية أفكارًا مجرَّدَةً في المدافعة عن النساء -بحقٍّ أو بباطلٍ- سَلبًا، ولا في مناصرتهن -بعدلٍ أو بظلمٍ- إيجابًا، لعل صورتها كانت كذلك أول ما استنبتها إبليس في نفوس أهلها استنباتًا، فأما اليوم فهي منهجٌ كاملٌ -في عقول معتقِدِيه- في الكونيات والشرعيات على السواء.

– يَنقص في الرجل من الذكورة بقدْر ما يزيد فيه من النسوية، ومن كانت بدايته النسوية كانت نهايته اللوطية، ولعل لوطيته الخفية هي البداية الحقيقية والنسوية الجَلية هي النهاية الصورية، ولا تكون امرأةٌ نسويةً إلا بقدْر الاسترجال النفسي فيها، ولا تزال النسوية بها حتى لا تُبقي من أنوثتها النفسية شيئًا ولا تذر، وقد تتسق فتُزيل أنوثتها الحِسية وتتحول جنسيًّا، أو تُقِرُّ السِّحاق قارفتْه أم لم تقارفه؛ لكنه يبقى صورةً من صور الاتساق النسوي لا تخفى على خبيرٍ.

– ما بقيت شريعة الإسلام مغيَّبةً عن المسلمين؛ فلا غَرْوَ أن يشيع الظلم فيما بينهم حتى يكون على توالي الدهور صِبغة نفوسهم، إلا قليلًا ممن أنجى الله وعصم كالشعرة البيضاء في مَتْن ثورٍ أسود، ظُلم الكافَّة للكافَّة؛ لكن يبقى ظلم النساء أشنعَ في نفسه لضعفها وعجزها غالبًا، ثم في تَدَسُّسِ شياطين الجن والإنس من ثغراتها لإيقاد النار، وما شايَع باطلًا في الأرض مُذْ نبت فيها باطلٌ على استحياءٍ إلى قيام شيخ الباطل المسيح الدجال مِثلُ النساء؛ كيف إذا كان باطلًا موهِمًا بحمايتها مضلِّلًا بنصرتها مزيِّفًا بحقوقها!

– في كثيرٍ من الدعاة إلى الإسلام كثيرٌ من الظلم لا تخفى آثاره؛ للرجال وللنساء، ولأنفسهم، وللإسلام في عقائده وشرائعه وأخلاقه، وهو ظلمٌ قبيحٌ من جهة إسلامية أهله التي يفيء إليها الناس آمنين مطمئنين؛ غير أن أظلم الظلم أن يُقايَس كل ظلم النساء من هؤلاء الدعاة ببعض ظلم العلمانيين والليبراليين لهن، في التصورات الشيطانية والتصرفات السَّبعية على السواء، ولا تلوذ امرأةٌ من الإسلاميين بالعلمانيين إلا لاذت من الحر بالنار، وكل الظلم حرامٌ.

– لَمَوْضِعٌ عزيزٌ كريمٌ وضعه الله للمرأة أول يومٍ في الإسلام؛ خيرٌ لها من كل موضعٍ وضعته لها الجاهلية لو كانت تفقه، ولئن أسعد نفْسَ امرأةٍ في دين النسوية أنها علة الأحكام التي تُدار عليها وجودًا وعدمًا؛ فإن طمأنينة قلب المسلمة في دين الإسلام بحكمة ربها مقدِّمًا مؤخِّرًا أشدُّ وأكفى.

– ليست المرأة النسوية حين تتوهم نفسها كبيرةً؛ إلا أصغر من طفلٍ قعيدٍ لا يمرُّ به ذو رحمةٍ إلا رَثَى له وأشفق عليه؛ بَيْدَ أن هذا الطفل لا يستجدي هؤلاء الرُّحماء رحمتهم، وهذه النسوية تَقطع العمر كله في الاستجداء، ومِن قُساةٍ لا يرحمون، وليست حين تتوهم نفسها حرةً؛ إلا أمَةً لا تدري كل يومٍ أين المستقَر! وليست حين تتوهم نفسها واسعة العقل؛ إلا بلهاءَ متناقضةً يضحك منها المجانين.

– ما رضيت امرأةٌ بالنسوية دينًا ابتغاء الحرية والكرامة والرِّفعة؛ إلا عاملها الله بنقيض قصدها فذلَّت وهانت ووُضِعت؛ فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، وليس بعد قِسطاس الإسلام إلا جَوْر الجاهلية.

– لا تَقرُّ عينُ امرأةٍ بدساتير الجاهلية الباغية وقوانينها الطاغية على الرجال، بدعوى “حقوق المرأة” ومناصرتها؛ إلا وفي قلبها نفاقٌ، لا يشفع لها ظُلم ظالمٍ من الرجال، وإنما استقواء المؤمن بحُكم ربه لا بحُكم الطاغوت.

– ما أبغض النسوية عبدٌ يَشهد ظلم امرأةٍ قد أقدَره الله على حمايتها، ثم هو لا يُسْعِفُها بكل ما قدَر، أما الظالمون النساء بأنفسهم فأولئك أعْونُ الناس على النسوية وإن لعنوها بكل قلمٍ ولسانٍ؛ فإن العبرة عند الله بالحقائق لا بالصور، ليس الظلمَ الجزئي العارض اليسير الذي يغشاه أكثرُ الخُلطاء أعني؛ فإنه لا يكاد يسلم منه رجلٌ ولا امرأةٌ، إنما هو الظلم الكلي الدائم العظيم.

– ليس وراء كل منقلِبةٍ من شريعة الإسلام إلى شريعة النسوية ظُلم ظالمٍ من الرجال؛ بل وراء أكثرهن شهواتٌ ظاهرةٌ أو باطنةٌ، وما عوقب ذو شهوةٍ يُصِرُّ عليها بمِثل شبهةٍ يصير إليها، ولئن انتكسن بالظلم جميعًا؛ فما هو عند الله بعذرٍ لهن حتى يَلِجَ الجمل في سَمِّ الخِياط؛ فأشفقوا على الخلق بإحقاق الحق.

– ظُلم الوالد والأخ والزوج والولد وسائر ذكران الإنس والجن، لو اجتمع على امرأةٍ واحدةٍ يكيدون لها كيدًا، ويمكرون بها الليل والنهار؛ لا منتصِر لها منهم إلا بالله ورسوله ودينه، لا يكون غيرُ الله والنبي والإسلام نصيرًا.

– حركة كلٍّ من الزوجين في اتجاه كلٍّ؛ هي الصراط المستقيم والتوفيق العظيم، الذي يبارك به الله ما بينهما بَطنًا وظَهرًا، ويعصمهما به من الوَكْس والشَّطط عملًا ونظرًا، ويُبطل به كيد أعداء الإسلام عَينًا وأثرًا.

– ما جمَع الزوجين إسلامٌ وعقلٌ ومودةٌ ورحمةٌ يتقلَّبان بينها، إذا ضعُف سببٌ منها قوِي آخر، وعرف كلٌّ منهما حدود الله وسعى في أدائها؛ حفظهما الله بين ستره وبين جبره لقاءَ ذلك، وأغاثهما برأفته ورحمته كلَّ جفوةٍ بينهما وجفافٍ؛ إلا بلاءًً منه يقدِّره بينهما لحكمةٍ بالغةٍ قضاها، وهو العليم الحكيم.

– نصوص الإسلام لا تغازل الإناث، وفقهه لا ينحاز للذكور، ورجال السلف الصالح ليسوا صبيانًا في حواري العلمانية المظلمة، ولا فتياتٍ في زنقات الليبرالية المتسخة. الإسلام نصوصًا وفقهًا ورجالًا في شغلٍ عن عِراكاتٍ تفرضها الجاهلية بعِراكاتٍ يفرضها هو، كفى بشمس الإسلام وقمره وتبًّا لشُموع السُّكارى.

الكاتبون لي هذه العبارات؛ هم

الكاتبون لي هذه العبارات؛ هم الغاضبون لوصفي تنظيمَ الدولة بالغُلُو!

يا جبان، أمكننا الله من رقبتك، السلام على من اتبع الهدى، تسب المجاهدين، ألستَ الذي لا يُكَفِّر مرسي! أين الموحِّدون في الأزهر والأشاعرة الذين تحبهم!

لستُ آسى على ظلمهم إياي بهذا وغيره كثيرًا؛ وقد أراني الله وعامَّة المسلمين وخاصَّتهم عظيم ظلمهم النظري والعملي لكثيرٍ من المسلمين؛ فحسبُنا الله.

يكتب هؤلاء البُغاة هذا وقد أظهر الله لهم موالاتي لمُقاتِلي الطاغوت بعامَّةٍ، وفرحي بإِثْخَان تنظيمهم فيهم بخاصَّةٍ، ولست أطلب رضاهم عني بل أَمْقُتُه.

من ذا الذي لا يفرح بإِنْكَاء تنظيمهم في أعداء الله، وتحريرهم لطوائف من عباد الله! لكنهم مع هذا بُغاةٌ جائرون؛ ألا إنهم لا يسمعون، ولو سمعوا لا يفقهون.

قد يطُول بجَهْدِك قصيرٌ، ويَبْيَضُّ بدَأَبِك أسود؛ لكن تعجز حتى تلقى ربَّك أن تجعل ذا المُخِّ الأَمِيبِيِّ (الذي هو خَلِيَّةٌ واحدةٌ) من جماعة العقلاء؛ فأرِح فؤادك.

يا عباد الله أحبتي؛ بُنيت الشريعة على قاعدتين؛ إحقاق الحق، وإنصاف الخلق، فأَولى الناس بالشريعة من جمع الله له بينهما في تصوُّراته وتصرُّفاته جميعًا.

يا حبيبي؛ لا يُرْهِبَنَّك هؤلاء البُغاة عن إنكار مُوبقاتهم عليهم بأنك تاركٌ بعض الخير أو مقارفٌ بعض الشر؛ فإن إلى الله إيابك وعليه حسابك، فأرْضِه وحده.

يا تَوْأَمَ ديني؛ احفظ هذه حفظك الإله وحفظ بك ما أمر به أن يُحفظ؛ (لا يُزَهِّدَنَّك في إنكار المنكر على أحدٍ طاعاتٌ له وإن كثُرت، أو معاصٍ لك وإن كبُرت).

لا يدْعوكم إلى قبول إنسانٍ بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو طائفةٍ بعد أصحابه -رضي الله عنهم- قبولًا مطلقًا؛ إلا زنادقةٌ وإن كانوا بُلْهًا لا يشعرون.

أُذكِّركم أحبتي؛ لا صفحة Facebook

أُذكِّركم أحبتي؛ لا صفحة Facebook لي غير هذه، ولا قناة لي في Telegram.

الإخوة البررة المنشؤون صفحاتٍ وقنواتٍ باسمي والمعلِّقون بمنشوراتٍ لي قديمةٍ هنا؛ فوق رأسي أجمعون -خَبَرَ اللهُ- لا أستحق مثاقيل الذر من اعتنائهم بذلك؛ غير أني -واأسفاه- لا أعرف أحدًا منهم معرفةً خاصةً ومَكرُمةٌ لي معرفتهم، أقول هذا لِمَا بلغني أن بعضكم أرسل إلى بعضهم رسائل يستفتيهم فيها، أُذكِّر بهذا ضرورةً كل حينٍ، جعلني الله لمُروءاتكم أهلًا يا صُحبة الإسلام.

ذلك؛ ومن شاء أخذ شيءٍ من المنشورات فله هذا محسنًا هو إلي، ومن أراد جمع مادةٍ منها فله هذا متصدقًا هو علي، ولا يلزمهما نسبة شيءٍ منها إلي؛ ((لكن لا يَنسب إلي أحدٌ مادةً في كتابٍ قبل الرجوع إلي؛ فإني أكره أن يُنسب إلي كتابٌ لم أُهيِّئه للتأليف بنفسي))، فمن فعل فقد أساء إلي وبغى علي، واشرح اللهم لجمع المنشورات في كتابٍ صدري؛ ما علِمتَه خيرًا لي في الدارين وأحظى.

ربِّ اغفر لي، وتجاوز عني، وتب علي، واهدني، وعلِّمني، وارحمني، وإخواني.

قال قائلٌ منكم: فعَمَّن نأخذ

قال قائلٌ منكم: فعَمَّن نأخذ ديننا!

يقول ذا بعد ما طعنت البارحة على نفرٍ من الأفَّاكين قليلٍ.

كأنما حصر الله العلم في الأراذل!

ألا إن كرام الشيوخ الصالحين المصلحين لا يُحْصَون عديدًا.

حبيبي وهداني ربي وإياك؛ خذ دينك من فضلاء الأزاهرة وما أكثرهم، وعن نبلاء السلفيين وما أوفرهم، ومن سوى هؤلاء وأولئك؛ كثُر خير الرحمن وطاب.

من كل ذي علمٍ بالله (لا شيخِ طاغوتٍ يُرَقِّع له وإنْ بكلمةٍ واحدةٍ، سواءٌ أظهر عداوته له أو كان مستور الحال)، وذي علمٍ بما علَّمه الله (وأبواب الإسلام كثيرةٌ، ولكل بابٍ منها أهلون)، وذي خبرةٍ بالواقع (إن كان لمسألتك عُلْقَةٌ بالواقع).

ما لم يكن المأخوذ عنه قُصُوريًّا يُطَوِّعُ الناس للطواغيت كأحمد الطيب وعلي جمعة وأذنابهما، أو قُبُوريًّا يفتن الناس بالمقبورين كمحمد عبد الواحد وكوناتي وأضرابهما، أو طعَّانًا على أئمة السلف كالخليفي مُكَفِّر سيدنا أبي حنيفة ومحمد شمس الدين سابِّ إمامنا النووي؛ ما لم يكن كذلك فخذ عنه واقبل منه.

سأل سائلٌ منهم: فمن تكون أنت!

أخوك لا شيء، لا شيء وربِّ كل شيءٍ؛ غير أني هنا لأُذَكِّر نفسي وإياك بشيءٍ هو الشيء، ليس كمِثله شيءٌ، بما أوجدنا الله لأجله من العدم؛ توحيدِ الله بالعبادة وتوحيدِ رسوله بالاتباع، ولا يكون هذا وذاك (ألبتة) مع قُصُوريةٍ وقُبُوريةٍ.

لا إيمان بالله قبل الكفر بالطاغوت؛ “فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى”، “وَالَّذِينَ اجْتَنَبُواْ الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوآ إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى”، فمن دعاك إلى غير عَدَاء الطاغوت؛ فذاك داعٍ إلى النار.

لن تجدني فظًّا غليظًا كما تتخايَلُني بعينك أو بعين غيرك؛ إلا على القُصُوريين والقُبُوريين، وعلى سبَّابي السادة أئمة السلف رضي الله عنهم، وعلى الغُلاة في غُلُوِّهم، وعلى دُعاة الضلال والفجور، وعلى المفرِّقين بين بني الإسلام.

حبيبي؛ هذه صفحتي بها آلاف المنشورات، هاتِ منها حرفًا واحدًا أغلظت فيه على واحدٍ غير هؤلاء، بوجه ربي أعوذ أن تزول عني غلظتي عليهم حتى ألقاه، لا رأفة بهم ولا رحمة لهم ما داموا يسوقون عباد الله إلى جهنم زُمَرًا لا يُبالون.

أخوك مسلمٌ سُنيٌّ حسبي ذلك وأستثبتُ الله لفؤادي، لا أعتقد عقيدة الأشاعرة وغيرهم فيما خالفوا فيه أهل السنة، وأنكر عليهم إنكارًا شديدًا؛ لكني لا أحاربهم ولا أجعل عداوتي فيهم، وأشهد لجلال أئمتهم في فروع الإسلام فريضةً لله.

أحب في الله من الأزاهرة ما لا أُحصي، وأستفيد بهم خيرًا كثيرًا؛ لكني لست أزهريًّا؛ بل أنا كافرٌ بالأزهر حتى يُعتقه الربُّ الأكرمُ من أغلال الطواغيت، ساخطٌ على كُهَّانه رؤوسًا وأذنابًا، لا أهاب قول هذا ما استقبلتُ وجه الله بالمهابة.

أهوى على الإسلام من السلفيين ما لا أَستقصي، العِلميين والمقاتلين، وأنتفع بهم شيئًا عظيمًا؛ لكني لست سلفيًّا على وجه الانتساب إلى طوائفهم، وليس عُبَّاد الطواغيت من المداخلة والبراهمة بسلفيين؛ بل هم خِناثٌ مجرمون.

أبرأ إلى الله من طرائق الإخوان وخلائقهم؛ غير أني ألعن بلعنة الله ظالميهم، وأسترحمه لمظلوميهم، وأرجو لهم حق الحرية وأَبَدِيَّها لا صورتها وأَمَدِيَّها؛ فإن غايتهم الفِكاك من سجون الجاهلية، وغايتنا فِكاكهم من الجاهلية جميعًا.

أما المقاتلون الطواغيتَ بألسنتهم وأَسِنَّتِهم أينما كانوا؛ فأنا منهم وهم مني، هذي سبيل الله القدرية الشرعية لإزاحة الطواغيت لا شريك لها؛ لكني أبرأ إلى الله من غُلُوِّ غُلاتهم كالدواعش؛ كما أبرأ إليه من تفريط مُفَرِّطيهم كحماس.

شرُفت بالثورة فيمن ثاروا على حسني والذين أكثروا فيها الفساد، وغشيت ميادين الفَخار كلها، لا بحولي وقوتي بل بربي، لولا أن منَّ الله علي لخسف بي فيمن بَيَّتَهم عن مكارمها قاعدين، وإني بثورةٍ آتيةٍ دانيةٍ لمن المستبشرين.

أخوك كثير العيوب غزير الذنوب، جهولٌ ظلومٌ، لولا سُبوغ ستر ربي الجميل علي ما عرفني إنسانٌ ولا أحبني حيوانٌ؛ لكني أرجو الله أن يبسط لي في المُزاحَمة بالطاعات فيغفر ويعفو ويتجاوز، وإني أحب الله ورسوله والإسلام وأهله.

أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؛ ختم المنَّان بها خالصةً لنا أجمعين.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. إن من أدبك في

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

إن من أدبك في نفسك وأمانتك إلى الناس وتقواك لله، إذا عبثت بأنفك أو ما يُستقبح في جسدك، وأنت خالٍ لا يراك أحدٌ؛ أن تغسل يدك التي عبثت بها قبل أن تمسَّ الناس والأشياء، وإذا كان شعرك غزير الدُّهن فلا تحُكَّه ثم تشُمَّ يدك، وأشنع من هذا أن تحُكَّ ما خفي من جسدك ثم تفعل ذلك، ولا أفظع من اقترافه بحضرة الناس تحسبهم لا يرونك، ولا تُخَلِّل أسنانك ولا تُنَقِّ أنفك وأذنك ولا تُقَلِّم أظفارك وإلى جوارك أحدٌ، ومن اضطر إلى بصقٍ أو تمخُّطٍ -وهو يأكل مع إنسانٍ- فليُكثِّر مناديله، ولا تُقبِّل زوجك بعد صحوك من قبل إجراء ريقك بماءٍ باردٍ، وإذا صافحت صديقًا أول النهار فلا تُقبِّله إلا أن تكون متمضمضًا، ومن كان مبتلًى بالبَخْر -وهو سوء رائحة الفم، ويكون بأسباب فمويةٍ أو مَعِديةٍ أو غيرها، كما يكون من طول الصمت وإغلاق الفم- فليَحترز من هذا مزيدًا حتى يشفيه الله برحمته، ولا تُدْنِ أنفك من إبطك تشمَّه والناس شهودٌ، ومن أُصيب بالشخير في نومه فلينظر أسبابه عند طبيبٍ حاذقٍ وليستعن بالله عليه، فلعله بعِزَّة الله أن يعافى، ولا تتجشَّأ بعد فراغك من طعامك والناس سَمَعَةٌ فإنه قذَرٌ شديدٌ، وأخبث من هذا من لا يبالي بإخراج الريح بين أهله، ومن ابتُلي بالقولون فليجتنب مُهَيِّجاته من الطعام والشراب، وما كرهت أن يراه الناس منك أو يسمعوه فاجتنبه -خاليًا- إن كان مما يُجتنب، ومن اعتلَّ بجريان ريقه -وهو نائمٌ- فليتخذ فوق وسادته منشفةً خاصةً تصون الوسادة عن ذلك، ولا ترفع صوتك بعُطاسٍ تظرُّفًا سَمِجًا، وأسوأ من هذا رفعُ صوتٍ في تثاؤبٍ، ومَن مرض بعلةٍ في جلده تضطره إلى حَكِّه فليتق هذا بين أيدي الناس، فإن غُلب فليغسل يده قبل مسِّهم أو مؤاكلتهم لزامًا، أما العابثون بأقدامهم وجواربهم بين أيدينا ثم هم يؤاكلوننا ويصافحوننا؛ فعالَم نِتنة، كما قال علي جمعة -أحرقه الله- في طائفةٍ من المسلمين، وإذا كنت كثير العرق فاجتنب ما يزيد العرق أو يُخَبِّثه من المطاعم والمشارب، وأكثِر الاغتسال لا تملَّ، وتطيَّب بأجود الطيب لا تُقَتِّر؛ فإن نفسك أولى بالصيانة من مالك إن كنت عبدًا جميلًا، ومن ضاق وقته أو حاله عن الاغتسال فليغسل يديه ووجهه وذراعيه وعنقه وما استطاع من جسده، ومن رجع إلى بيته كثير العرق فلا يجلس على أريكةٍ ولا ينم على وسادةٍ وسريرٍ قبل أن يغتسل مهما كان تعبه؛ فإن العرق إذا نفذ إلى الفُرُش لم يبرحها، وإذا تراكم فيها لم يكد شيءٌ يصلحها، وليتخذ له منشفةً خاصةً لا يجفف جسده بمنشفة غيره، ولا تجفف قدمك بمنشفةٍ يجفف بها غيرك وجهه، ولا تُقبِّل امرأتك ولا تعانقها ولا تمسَّها -وأنت على هذه الحال- مهما عظُمت حاجتك إليها، ولا تنفعُك التحلية قبل التخلية إذا تطيبت فوق عرقك بل تضرُّك، ولا يدخِّنُ إنسانٌ -وله زوجٌ وذريةٌ يُقبِّلهم- إلا وهو شديد الأَثَرَة (الأنانية)، وتعهَّد سُنن الفِطرة لا تبطئ بها، ولعلك أن تموت فاحِشَ الشعر فتُرَى من مُجَرِّدك الثيابَ ومن مُغَسِّلك فيؤذيك هذا، وما نزعت من شعرٍ وظُفرٍ فلا يكن على فراشك، ولا تُبْقِه على الأرض، ولا تترك أدوات حلاقة شعر الإبطين والعانة -وفيها آثار ذلك- ظاهرةً في الخلاء حيث تُرى، وهذِّب شاربك أن تؤذي به رائيك؛ كيف بزوجٍ وولدٍ تُقبِّلهما! وما تناثر من لحيتك فلك أخذُه، ولا يبالغُ رجلٌ في تنظيف جسده وتجميله؛ إلا أخجل امرأته أن تفرِّط في هذا إن كانت من المفرِّطات؛ فإن المرأة تأنف التَّزَيُّد عليها في تجمُّلها وتغار أن تُسابَق في هذا؛ كيف إذا سابقها رجلٌ! ولا تتمخَّط في حوض المطبخ ولا تبصق فيه، وإذا كثُر مخاطك فاجعله في مناديل عدَّةٍ؛ أن يصيب يدَك منه شيءٌ ثم تمسَّ بها شيئًا، ولا تبصق جوارَ مُجالسِك ومُماشِيك، وأغلق فمك وأنت تمضغ الطعام، ولا تُضِف ضيفًا في انقطاع ماءٍ أو انكسار باب خلاءٍ أو فسادٍ في صندوق طرح المرحاض أو شطَّافه، وعارٌ نسيانك استعمال صندوق الطرد بعد قضاء الحاجة في المرحاض، وإذا بُلْت قائمًا فسدِّد في المرحاض ببولك لا تتوهَّم خلاءك بستانًا مفتقرًا إلى رِيِّك، ولا تُطِل المُكث في الخلاء بغير حاجةٍ ما ساكَنك أحدٌ فلعله أن يحتاج إلى التخلي ويستحي، واحرص على تجفيف عورتك بعد التخلي؛ فإن جفاف الجلد أعْوَن شيءٍ على صحته، واجعل في كل سلة قمامةٍ كيسًا يحفظ السلة من عفن الرائحة ويَسهل رميُه بما فيه، فأما سلة الخلاء فلا بد لها من غطاءٍ وكيسٍ، ولتذكر المرأة أن حفاضات أطفالها -وإن كانت زاهية الألوان- ليست زينةً تُزيَّن بها الأحواضُ فتتركها عن يمينها وشمالها، ولا تشرب من فِيِّ زجاجةٍ إلا أن تكون خالصةً لك، ولا تأكل على سريرٍ ولا سِجَّادٍ بغير حائلٍ فيصيبهما شيءٌ من لون طعامٍ أو رائحته، ولا بأس بالتشارك بين الاثنين في الطعام الصُّلب، فأما السوائل كالحِساء ونحوه فلا؛ بل يُستحسن شربها كلٌّ في إناءٍ خاصٍّ، ومن اتسخت يده من طعامٍ فقدَر أن يؤخر شرب الماء حتى يغسلها؛ فليفعل؛ فإن هذا أرفق بأهله في غسل الماعون، وأزِل أثر الطعام من يدك قبل استعمال الصابونة لئلا يوسِّخها شيءٌ منه، وإذا أبقى أهل بيتك من الطعام نصيبًا للغد فاتركه لله؛ فإن الله رحيمٌ يحب الرُّحماء، وإن خير المسلمين خيرهم لأهله، ولا تخُض في ذكر ما يُستقذر والناس يأكلون، ولا تلبس نعلًا مبلولًا بالخلاء وأنت لابسٌ جوربك، وأقبح من هذا أن يكون في بيتٍ من بيوت الله الكريمة فتخبُث رائحته بسبب كَسَلِك الملعون؛ فإنه لم يزل يُنتن الجوارب والبُسُط والنِّعال، ومن تعلل بشدة البرد في هذا فلا أشد من نفسه برودةً، واغسل نعلك كل حينٍ، ولا تستهن باجتماع الشعر في الحوض فلعله أن يسدَّه، والراجح عدم إثم الرجل يمرُّ بالأذى في أرض بيته فيرفعه عونًا لأهله، ولا يُكثر الرجل والمرأة التعرِّي بغير حاجةٍ إلى هذا؛ فإن الأجساد غير مشتهاةٍ على كل حالٍ وحينٍ، ولا يأت الرجل إلى امرأته في التَّمَاسِّ بينهما شيئًا لم تَجْر به العادة متعللًا بجوازه؛ إلا أن يستأذنها فيه فتطيب به نفسها، ثم ينظر إذا فعل هل رضيت به أم لا، ولا تسبق شركاء الطعام إليه قبل اجتماعهم عليه؛ كيف إذا كان المطعوم محدودًا أو معدودًا! فمن فعل فهو لئيمٌ راضِعٌ، وإذا كنت في جماعةٍ وحضركم نومٌ والمكان ضيقٌ؛ فلا تسبق إلى خير المكان فتصطفيه لك من دونهم، وإن كانت وسائد الصالونات والأنتريهات مما لا يُنَجَّد؛ فلا تنم عليها كما يُنام على وسائد الأَسِرَّة، وأيُّما امرأةٍ لم تعبأ بنظافة بيتها فلا تعتِب على أضيافها إذا عاثوا فيه فسادًا، وإذا نهضت من فراشك بعد نومك فأعِدْه خيرًا مما كان عليه؛ كيف بهذا في بيوت الناس! وإن شريف النفس لا طاقة له بتنظيف الناس ما وسَّخ وترتيبهم ما بعثر، ولا تضبط أكثر من منبِّهٍ ما كان إنسانٌ نائمًا قريبًا منك؛ فإن إزعاج اليقظان مؤذٍ؛ كيف بالنائم! ولا تُضِئ مصباحًا حيث ينام أحدٌ ولو كان طفلًا صغيرًا، ولا تُصَعِّد نظرك إلى صاحٍ من نومه قبل أن يغسل وجهه إلا أن يكون غير مُبَالٍ بنفسه، وإن تحرِّي غسل الوجه بالماء والصابون قبل مخالطة الأهلين وغيرهم؛ مما لا يوصَى به لشدة بداهته، ولا تُدخل ضيفك الخلاء حتى تُخْلِيه من ثياب أهلك جميعًا، وقبل زيارة العَازِب إياك فأَخْلِ الخلاء من ثيابك التي لها عُلْقَةٌ بالزواج؛ فإن هذا أرفق بنفسه وأَنْزَه لك، ولا تخرج بثياب نومك إلى الشارع بَلْهَ (فضلًا عن) المساجد، وما كان ثوبك خفيفًا أو ضيقًا أو قصيرًا؛ فانظر كيف جِلستك بين أيدي الناس؛ أن تظهر سوأتك أو تتحدد وأنت غافلٌ، واحتسب في جميع هذا التجمُّل لله.

ذلك؛ وما وجدت خَرْقًا في نظافة بيتٍ أباح أهلُه لك دخوله؛ فاستره عليهم رأفةً وشكرًا ووفاءً، ومن ستر سُتر ومن فضح فُضح، وإنما يُكَال للعبد بما كال، ومن أمِن لك من أهلٍ وأصحابٍ فانصح له بهذه النصائح مغتنمًا أمانه؛ فإن أقل الناس يقبل الاستدراك عليه في هذا الباب، ومن عجزت عن نصحه في هذا فلك في الإشارات ما يُسْعِفُك عن العبارات، فأما الأزواج والأولاد فالنصح لهم في هذا مفروضٌ والتفريط فيه حرامٌ، وأما والداك فهما أولى الناس بنصحك في كل مكرُمةٍ؛ لكن ترفق بهما وتلطف لهما واغتنم ساعات الرضا، ومن عرفت وسواسه القهري في النظافة؛ فارحمه بشدة التحرِّي عنده رحمك الله، فإن عجزت عن هذا فلا تخالطه إلا قليلًا، ومن اعتنى بتنظيف جسده رعايةً لنفسه وللناس؛ فليكن اعتناؤه بتزكية قلبه (الذي هو مَحِلُّ نظر ربه) أولى وأولى؛ فإن نفس العبد واحدةٌ، إذا تمكن الجمال منها فاض ضرورةً عنها، “وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ”.

حبيبي؛ أنت وحدك من لا يتقزز من جسدك، نحن عنه أجانب؛ فتجمَّل جمَّلك الله.

اللهم ربَّنا السُّبوح القدُّوس السلام الطيب الجميل المتكبر المتعالي؛ جمِّل نفوسنا وأجسادنا، وأعِذنا من القبح كله؛ دِقِّه وجِلِّه، علانيتِه وسرِّه، لا إله إلا أنت.

تعرف حافظ وبشار الأسد؟ –

تعرف حافظ وبشار الأسد؟

– أعرفهم؛ ربنا يلعنهم.

تعرف اللي عملوه في الإسلام والمسلمين؟

– طبعًا، وعشان كده بلعنهم.

تعرف السيسي؟

– أعرفه؛ ربنا يلعنه.

تعرف اللي عمله في الإسلام والمسلمين؟

– طبعًا، وعشان كده بلعنه.

فيه بقى شيخ اسمه البوطي عاش ومات بيرقَّع لحافظ وبشار، وشيخ تاني اسمه أحمد الطيب عايش يرقَّع لمبارك والسيسي؛ إيه رأيك فيهم؟

– صوت صرصور الحقل.

فيه واحد اسمه محمد عبد الواحد ملقب نفسه بالأزهري الحنبلي؛ بيرقَّع للشيخين دول بقى ولغيرهم من القُصُوريين والقُبُوريين، ويزعم -مفتونًا من الله، مجنونًا بنفسه- أن السلفيين أحق خلق الله بالعداوة والبغضاء.

– لا صوت لصرصور الحقل.

يا عباد الله؛ أما الطواغيت فلعنهم الله، وأما شيوخهم فقاتلهم الله، وأما المرقِّعون لشيوخهم فأخزاهم الله، وأما غِلمان محمد عبد الواحد وأمثاله فلا أدعو عليهم لأنهم جُهَّالٌ مساكين؛ لكني أرجو الله أن يعظِّموا دينه المحارَب من الطواغيت وأولياءه المحروقين منهم بالنار -في سورية ومصر وغيرهما- كما يعظِّمون محمد عبد الواحد وأمثاله من النصَّابين، وأن يشفقوا على الإسلام وأهله إشفاقهم عليه وعلى أمثاله الأكَّالين لحُظوظهم بالدين.

يا عباد الله؛ إن لم يكن محمد رشيد ومحمد عبد الواحد وغلام الجفري -(((بفصلهم بين قاعدة قواعد الإسلام: الموالاة والمعاداة في الله)))- وبين ما شغلوا به أنفسهم من بعض الخير؛ علمانيين؛ فإن الله لم يخلق بعدُ علمانيين.

يا غيورًا على محمد رشيد ومحمد عبد الواحد وأمثالهما من المفتونين النصَّابين الحُقَراء؛ أرأيت لو أن رجلًا طعن على عِرض والدتك صانها الرحمن وزانها طعنًا صريحًا، فجاء ثانٍ يعلم ما اقترف الأول فرقَّع له وجعل ترقيعه على اسم الله والرسول والإسلام، ثم جاء ثالثٌ يعلم ما اقترف الأول والثاني فجعل يذود عن الثاني ويدعو له بطول العمر وبالبركة؛ ما أنت معتقدٌ في الثلاثة وما أنت قائلٌ لهم وما أنت فاعلٌ فيهم!

ألا فأنزِل دين الله المطعون وأولياءه المحروقين بالنار منزلة عِرض والدتك، أو فاخْرَس حتى تلقى الله مستور الحال؛ حسبنا الله لدينه ولأوليائه ونعم الوكيل.

بطَّلوا عبادة مشايخ كفاية.

عظِّموا الدين تعظيمكم شيوخكم.

بكرة الثورة تشيل ما تخلِّي.

المحمود الله الذي بسط لي

المحمود الله الذي بسط لي في العمر والإسلام والعافية؛ حتى أشهد له بالحق في هؤلاء المجرمين تارةً أخرى، وأعوذ بوجهه من الخَرَس في هذا حتى ألقاه.

العلماني النسوي محمد رشيد المُكَنِّي نفسَه أبا قيسٍ؛ يرثي الفاطس عدو الله ورسوله جابر عصفور، ويُزري بالسادة الشامتين في نفوق عدو الإسلام والمسلمين وائل الإبراشي.

لم أعجب من هذا طرفة عينٍ؛ قد سمعته من قبل يثني على طواغيت مصر خيرًا، فأدخِله اللهم مُدخل ممدوحيه، واحشره مع جابر والإبراشي، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ وبكل شيءٍ محيطٌ.

العلماني محمد عبد الواحد المُلَقِّب نفسَه الأزهري الحنبلي؛ يرثي البوطي عبدَ بشَّار وأبيه حافظ -خلَّدهما الجبار في لظى نزَّاعَة الشَّوى- ويبكيه، ويزعم الانتصار للأئمة الأربعة -رضي الله عنهم- في فروع الإسلام العملية؛ وهو الخاذلُهم في أصولهم العقدية بموالاته أولياء الطواغيت؛ البوطي في سورية وشيخ الأزهر في مصر، وبترقيعه للقبوريين آناء الليل وأطراف النهار، لا يرى ببيع دينه -في هذه وتلك- بأسًا ما دام ينازل السلفيين شرَّ سُكَّان المَجَرَّة.

يا عباد الله وعُصِمتم من الخزي ما دَقَّ منه وما جَلَّ؛ لا مندوحة عن التمذهب بمذاهب الأئمة الأربعة -رضي الله عنهم- لمُبتغي التفقه في دين الله، ولا مُقَايَسَة بين متمذهبٍ وبين غيره في أبواب الأحكام، ولم يزل التمذهب في دراسة الفقه نظامَ مُتَشَرِّعة الإسلام الأوحد من لدُن أصحاب سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه ورضي عنهم- إلى أن يُقبض العلم كله، بالله عِياذًا وإليه لِياذًا.

لكن من وجدتموه يذم أكثر السلفيين بنبذهم التمذهب -وهم بهذا مستحقون الذم لا ريب- ثم هو من عبيد الطاغوت؛ كأسامة الأزهري مستشار خنثى الطواغيت، وكحَمَاه يسري جبر المُرَقِّع له لا شفاه الله، وكمحمد سالم أبو عاصي أرداه الله، وكخالد الجندي وشِلَّته لعنهم الله، وككثيرٍ من الأزاهرة الممكَّن لهم عذبهم الله، أو هو من المُرَقِّعين لمَوالي الطواغيت؛ كمحمد رشيد، ومحمد عبد الواحد، وغلام الجفري؛ فابصقوا عليه وأهينوه حِسبةً لله والإسلام.

إن لم يكن هذا الفصلُ بين قاعدة قواعد الإسلام (الموالاة والمعاداة في الله) وبين فروعه؛ علمانيةً؛ فما العلمانية! ربِّ نجني وأهلي وأصحابي مما يعملون.

إنا لله وإنا إليه راجعون،

إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجِرنا في مصائبنا واخلف لنا خيرًا منها.

قال الله عزَّ ثناؤه: “أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا”؛ قال عبد الله بن عباسٍ -رضي الله عنهما- في تفسيرها: ذَهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها.

بالأمس مات الشيخ القرآني النبيل طارق السعيد، واليوم مات الشيخ السني الجليل شهاب الدين ياسين، فواغوثاه ربَّاه من أُفول الخير بالأرض بزوال أهله.

هذا ابتهالي في الشيخين الفاضلين ومن سبقنا إلى القبور البارحة واليوم من موتى المسلمين أينما كانوا؛ رحمهم الله بأنه الرحمن الرحيم ذو الرحمة الواسعة كلَّ شيءٍ السابقة غضبَه خير الراحمين وأرحمهم، وغفر لهم بأنه الغافر الغفور الغفار خير الغافرين، وعفا عنهم بأنه العفوُّ الذي يحب العفو، ونوَّر قبورهم بأنه نور السماوات والأرض ومن فيهن حجابُه النور، وفتَّح لهم فيها إلى الفردوس الأعلى أبوابًا بأنه الفتاح خير الفاتحين ما يفتح للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها، وشكر لهم صالح أعمالهم بأنه الشاكر الشكور، واربط اللهم على قلوب أهليهم ومحبيهم ليكونوا من المؤمنين، وأفرِغ عليهم بفضلك الصبر الجميل جزيلًا.

يا مولى؛ أنت بحبيبي أولى.

يا مولى؛ أنت بحبيبي أولى.
يا مولى؛ أنت بحبيبي أولى.
يا مولى؛ أنت بحبيبي أولى.

في نسائم الأسحار تضرَّعتْ بها إلى الواحد القهار؛ أمُّ أسيرٍ قائمةً وزوجُه راكعةً وابنتُه ساجدةً، لا يائساتٍ من رحمة الله الواسعة ولا قانطاتٍ من فضله الكبير.

يا أمَّ الأسير وزوجَه وابنتَه؛ ربُّ الأسير أولى به حقًّا؛ نفسًا وجسدًا إذ هو خالقُهما، في الدنيا والآخرة إذ هو كاشفُهما، لذلك يدبر له أمره أحكمَ التدبير وأحسنَه؛ قبضًا وبسطًا، وتقديمًا وتأخيرًا، وتسكينًا وتحريكًا، فاختار له نوع الابتلاء وزمانه ومكانه وأسبابه، محمودًا بحكمته ما ظهر منها وما بطن، كفى بالله واليًا مولًى وليًّا.

أنتن تُرِدن لأسيركن سعة الدنيا ونعم المُراد لمن خلقهم الله أحرارًا مسلمين أجمعين؛ لكنها سعةٌ صوريةٌ جزئيةٌ خاصةٌ أَمَدِيةٌ، والله يريد له سعة الآخرة الحقيقية الكلية العامة الأَبَدِية، فله الحمد جزيلًا وعليه الثناء جميلًا بمُراده القدَري في مُراده الشرعي، وإنه لقادرٌ قديرٌ مقتدرٌ على تحقيق السعتين له جميعًا.

يا أمَّ الأسير وزوجَه وابنتَه؛ لا تيأسن من الله رؤوفًا رحيمًا، وثِقن به عليمًا حكيمًا.